العلاج بالحجامة:
تتمثل طريقة العلاج بكؤوس الهواء(الحجامة)في وضع كأس على جلد المريض وسحب الهواء منه بطرق مختلفة لإحداث ضغط سلبي بداخل الكأس، وبسبب ازدياد الضغط الداخلي عن الخارجي , يخرج الدم من الشعيرات الدموية الدقيقة محدثا ما يشبه الكدمة , وبذلك يخف أو يزول احتقان المناطق الواقعة تحت موضع الكأس , بالإضافة إلى حوادث إنعكاسية أخرى تعمل على تسكين الألم وتخفيف الاحتقان .. فإذا استعمل الكأس بدون تشريط الجلد بالمشرط , فهذا ما يعرف (بالحجامة الجافة) . أما إذا استعمل الكأس بعد تشريط الجلد فهذا ما يعرف بالعلاج بكؤوس الهواء مع الإدماء أو (الحجامة الدامية).
مجموعة العلاج المزدوج مجموعة العلاج الدوائي
يوضح الرسم تأثير العلاج المزدوج والعلاج الدوائي منفردا على مؤشرات نشاط المرض اللإكلينيكية في كل مجموعة
والعلاج بكؤوس الهواء مع الإدماء (الحجامة الدامية) من أقدم صور العلاج التي مارستها البشرية بهدف العلاج والتخلص من الألم (منذ٥٠٠٠ سنة ) .. وقديما استخدم المصريون القدماء هذه الطريقة لسحب الدم والقيح أوالصديد و لعلاج العديد من الأمراض عن طريق إزالة المواد الضارة من الجسم . كما كتب أبو قراط (٤٦٠ – ۳٧٧ ق.م) يقول أن إخراج الدم يحتل المكانة الأولى فيما يتعلق بعلاج قائمة طويلة من الأمراض.
والتداوي بالحجامة من المندوبات في الشريعة الإسلامية ، وقد ورد في فضل التداوي بالحجامة أحاديث كثيرة منها : عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن أجر الحجام فقال : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه . وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقُسْط البحري ) رواه البخاري ومسلم . والقُسْط البحري من عقاقير البحر انظر عمدة القاري 14/681.
وروى البخاري بسنده أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عاد المقنع - أحد التابعين - ثم قال : لا أبرح حتى يحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء .
مجموعة العلاج المزدوج مجموعة العلاج الدوائي
يوضح الرسم تأثير العلاج المزدوج والعلاج الدوائي منفردا على مؤشرات نشاط المرض المعملية في كل مجموعة
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي ) رواه البخاري مسلم .
واليوم تستخدم الحجامة بطريقة حديثة وعصرية كصورة من صور الطب التكميلي , كما تستخدم بشكل وقائي للحفاظ على الصحة العامة. وحظيت بتجاوب بعض الجامعات الأوروبية فقامت بإدخال العلاج بكؤوس الهواء في مناهجها الطبية كما وجدت بعض الدول في هذا النوع من العلاج فرصة لتخفيض نفقاتها العلاجية.
الغرض من البحث:
تقييم العلاج بكؤوس الهواء مع الإدماء كعلاج مساعد لمرضى الروماتويد , وتحديد تأثيره على كل من : مستقبلات انترلوكين-٢ الذائبة (sIL-2R) والخلايا الطبيعية القاتلة (NK) في مرضى الروماتويد.
اختيار الحالات:
تضمنت الدراسة مجموعتين رئيسيتين :
1. مجموعة مرضى الروماتويد :
تم اختيار المرضى الخاضعين لهذا البحث في قسم الروماتيزم والطب الطبيعي والتأهيل – بمشفى الحسين الجامعي - جامعة الأزهر . وبلغ عدد الحالات التي شملها البحث خمسين حالة تعاني جميعها من أعراض مرض الروماتويد وقد تم تشخيصها طبقا لمواصفات الجمعية الأمريكية للروماتويد (ARC).
تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين بغرض المقارنة:
المجموعة (أ) خضعت للعلاج الدوائي لمرض الروماتويد ممثلا في العقاقير المسكنة للآلام والمضادة للالتهاب- عقار الكورتيزون- بالاضافة إلى عقار الميثوتريكسات المثبط للمناعة.
أما المجموعة (ب) فقد خضعت لعلاج مزدوج اشتمل على جلسات منتظمة من العلاج بكؤوس الهواء مع الإدماء, إضافة إلى ذات العلاج الدوائي الذي تلقته المجموعة الأولى. وامتدت مدة العلاج لثلاثة أشهر متتابعة لكلا المجموعتين .
2. مجموعة ضابطة (ج) (غير مريضة):
تم أيضا اختيار عشرة حالات ضابطة لا تعاني من أية أعراض مرضية بهدف المقارنة.
مواد و طرق البحث:
تم أخذ التاريخ المرضي الكامل لكل المجموعات المشاركة و إجراء الاختبارات الآتية :
• أخذت عينتان من الدم الوريدي المضاف إلى الهيبرين لتحديد مستوى كل من مستقبلات انترلوكين -٢ والخلايا الطبيعية القاتلة . العينة الأولى أخذت قبل البدء بالعلاج من كل المجموعات المشاركة في البحث, والعينة الثانية أخذت من مرضى الروماتويد في المجموعتين(أ) و (ب) بعد ثلاثة أشهر من العلاج.
• أخذت عينة من دماء جميع المجموعات المشاركة قبل بدء لعلاج لإجراء الفحوصات المعملية اللازمة لمراقبة نشاط الروماتويد وتشمل : معدل سرعة ترسيب الكرات الحمراء , والبروتين المتفاعل سي, ومعامل روماتويد , وصورة دم كاملة( هيموجلوبين الدم, عدد كرات الدم الحمراء/ البيضاء: عد كلي ونوعي / الصفائح الدموية
• تم فحص مرضى الروماتويد في المجموعتين(أ) و (ب) فحصا إكلينيكيا (سريريا) شاملا للجهاز الحركي قبل البدء بالعلاج. و اشتمل الفحص على الاختبارت اللإكلينيكية اللازمة لمراقبة نشاط الروماتويد التالية : سجل شدة الألم وعدد المفاصل المتورمة والمؤلمة بالإضافة إلى سجل نشاط المرض) (DAS28.
• أجريت الفحوصات المعملية واللإكلينيكية اللازمة لمراقبة نشاط الروماتويد لثلاث مرات متتابعة بعد بدء العلاج لكلا المجموعتين بمعدل مرة كل أربعة أسابيع بهدف مراقبة الأثر العلاجي وإجراءالمقارنة بينهما.
اتبعت الاختبارات المعملية التالية لتحقيق هدف البحث:
1. الكشف عن تركيز مستقبلات انترلوكين-٢ الذائبة بواسطة اختبار المعايرة المناعية بالانزيم المرتبط / الاليزا ELISA)).
2. قياس نسبة الخلايا الطبيعية القاتلة باستخدام جهاز قياس الإنسياب الخلوي (Flow cytometry) .
نتائج البحث:
أظهر العلاج المزدوج تفوقا ملحوظا على العلاج الدوائي بمفرده , وأوضحت الدراسة وجود فارق ذا دلالة إحصائية بين مجموعة العلاج المزدوج ومجموعة العلاج الدوائي شمل جميع المؤشرات الإكلينيكية و المعملية لنشاط المرض, وقد أسفر البحث عن النتائج التالية:
أولاً: نتائج الفحص الإكلينيكي (السريري) لدلالات نشاط الروماتويد:
• قبل البدء بالعلاج:
ثبت إحصائيا عدم وجود فارق ذا دلالة إحصائية بين المجموعتين من حيث مؤشرات (دلالات) نشاط الروماتويد الاكلينيكية( سجل شدة الألمVAS وعدد المفاصل المتورمة SJC والمؤلمة TJC بالإضافة إلى سجل نشاط المرض (DAS28.
• بعد ثلاثة أشهر من العلاج:
انخفضت بشكل ملحوظ مؤشرات (دلالات) نشاط المرض اللإكلينيكية في كل من المجموعتين ولكن كان الانخفاض سريعا في مجموعة العلاج المزدوج (بعد الشهر الأول من اضافة الحجامة إلى العلاج الدوائي) بينما كان الانخفاض متأخرا في مجموعة العلاج الدوائي (بعد الشهر الثالث من العلاج الدوائي منفردا).
ثانياً: نتائج الفحص المعملي لدلالات نشاط الروماتويد :
• قبل البدء بالعلاج:
ثبت إحصائيا عدم وجود فارق ذا دلالة إحصائية بين المجموعتين من حيث مؤشرات (دلالات) نشاط الروماتويد المعملية (سرعة ترسيب الكرات الحمراء , والبروتين المتفاعل سي, ومعامل الروماتويد) .
• بعد ثلاثة أشهر من العلاج:
1. لم يثبت إحصائيا أي تغير في معدلات سرعة الترسيب ESR في مجموعة العلاج الدوائي . بينما ثبت إحصائيا إنخفاض في معدلات سرعة الترسيب بعد الشهر الثالث من استخدام العلاج المزدوج. يعتبر معدل سرعة الترسيب مؤشرا على درجة الالتهاب وهو أحد دلالات نشاط المرض المهمة التي يتم متابعة نشاط المرض من خلالها.
2. ثبت إحصائيا حدوث إنخفاض في تركيز خضاب الدم (الهيموجلوبين) Hb بعد ثلاثة أشهرمن تلقي العلاج الدوائي منفردا . في المقابل ارتفع تركيز خضاب الدم ارتفاعا طفيفا في مجموعة العلاج المزدوج غير أن ذلك الارتفاع لم يكن ذا دلالة إحصائية.