[الضحك وصفة سحرية لعلاج الأمراض :
لقد اكتشف العلماء والباحثون أهمية الضحك وفوائده في صحة القلوب وشفاء النفوس .. فمنذ عصر النهضة الأوروبية كان الجراح " هنري دي موندفيل " يروي النكات للمرضى عند خروجهم من العلمية الجراحية ، وكان الأطباء يصفون الضحك علاجاً للرشح . وفي أيامنا هذه وبعد أن فسر العلماء ظاهرة الضحك تفسيراً علمياً واكتشفوا فوائده ودوره في التفريغ النفسي وفي جلب النوم وإبعاد القلق والاكتئاب .
وتشير بعض الدراسات إلى أن الإنسان في بداية القرن العشرين كان يضحك في المتوسط ما يقرب من عشرين دقيقة يومياً ... أما في أواخر ذلك القرن فقد تضاءل هذا المعدل ليصل إلى ست دقائق فقط ما أدى إلى زيادة الكآبة والقلق التوتر ، ويذكر أن في أمريكا وحدها 180 مليون شخص يعانون من الاكتئاب ، وتقول دراسة حديثة إن دقيقة واحدة من الضحك تعادل 45 دقيقة من الاسترخاء ، وينصح الخبراء بمشاهدة فيلم هزلي قبل النوم وأن يجبر الإنسان نفسه على الضحك أمام المرأة . ونظراً لأهمية الضحك فقد اهتمت الدول المتقدمة به ففي عام 2000 عقد المؤتمر الدولي الرابع للفكاهة ، وفي هذا المؤتمر قال الطبيب الأمريكي " ويليام فراي " لقد تذكرت كيف كان الناس ينظرون لمهنتي مهنة العلاج بالضحك بشكل يفتقر للجدية في ستينات القرن الماضي عندما كان هذا الأسلوب العلاجي في مراحله الأولى ، وقال : إن الشعور الذي انتابه في تلك الأيام هو أن يمر بظروف تشبه ما شهده العالم " جاليلو " عندما خرج بنظريته عن دوران الأرض ، وقال : كل ما فعلته أنني تابعت أمراً حدث على مر السنين ولا يزال يحدث ، ثم وصفت للآخرين التأثيرات والتغييرات التي يحدثها الضحك في الجسم ، وقد شق هذا الطبيب الأمريكي وغيره من الأطباء الأوروبيين الطريق أمام العلاج بالضحك ، وبدأ هذا العلاج ينتشر في المستشفيات أوروبا وأمريكا والهند واليابان وغيرها .. ففي أوروبا تم تخصيص غرف خاصة للضحك أطلق عليها إسم " غرفة المرح " لاستضافة المرضى كجزء من برامج علاجهم ، وتضم هذه الغرف كل ما يثير الضحك ، ويؤكد الأطباء اليوم أن الضحك يعالج الربو والصداع النصفي ومعاناة القولون العصبي ، ويساعد في تنظيم الدورة الدموية وتقوية عضلة القلب وخفض ضغط الدم المرتفع ومقاومة الأرق وحتى الأمراض الجلدية ثبت أن لها علاقة بالحالة النفسية وأن الضحك يساعد في الشفاء منها لأن الضحك يحسن الحالة النفسية للمريض . وأكد العلماء أن الضحك يحسن الحالة النفسية للمريض . وأكد العلماء أن الضحك موهبة طبيعية لإنعاش الأعضاء الداخلية وخلق احتكاك أو تدليك عفوي لها . إن التدليك الميكانيكي للحجاب الحاجز لقفص الصدر معهم جداً لجميع الأعضاء أهمها الرئة إذ يدخل فيها الهواء ويخرج على دفعات سريعة وقوية أثناء الضحك محدثاً تهوية كاملة لها ، وكذلك فإن الأشخاص الذين يضحكون أثناء تناول الطعام يهضمون أكلهم بسرعة أكبر من الأشخاص المكتئبين .
ومن شأن الضحك أن ينعش الأعضاء والغدد الهضمية في الأمعاء والمعدة ، ويساعد على تدليك الغدد الصم ، وينعش الغدة النخامية الموجودة في قاع الدماغ والمسؤولية عن هرمونات النمو . وللضحك مكانة في الجراحة ، وقيل : إن الضحك يؤثر على الجسم تأثيراً شبيهاً بعملية نقل الدم ، وهذا ما يسمى بالتأثير النفسي الجسدي . وأظهرت الدراسات أن الضحك رياضة حقيقية في تخفيض الكولسترول في الدم ، وأن الضحك رياضة حقيقية يساعد الإنسان على التنفس بشكل أفضل ، ويحمي من الجلطة الدماغية التي أحد أسبابها ارتفاع ضغط الدم الذي يزيله الضحك ، ومؤخراً أكد الأطباء الصين أن الضحك يساعد على رعاية الصحة حيث يوسع القفص الصدري ، ويربط بين الرئتين والكليتين ، ويفتح الشهية ، وأشارت دراسة يابانية حديثة إلى أن الضحك أثناء تناول الطعام يمنع من ارتفاع مستوى السكر في الدم ، وبالتالي يحمي من الإصابة بمرض السكري ، حيث أن تقلص العضلات الجوفية الناتجة عن الضحك يزيد من استهلاك الجسم للطاقة ، ويساعد إفراز الهرمونات في الدماغ والغدد الصم التي تشارك في تنظيم مستوى السكر في الدم . أما الدراسات الهندية فقد أكدت فوائد عديدة للضحك ... فهو يزيل الوجع من القدمين ومن العنق ، ويعالج نزلة البرد ، ويبعث الدفء في الجسم ، ويقاوم أعراض البرد دون أية أدوية ... وهكذا فالضحك أفضل وسيلة للإحتفاظ بالصحة والاستمتاع بطول العمر لأنه له تأثير على جهاز المناعة ومن ثم يزيد من مقدرة الجسم على مقاومة الأمراض والتغلب على الأحزان والشعور بالارتياح ، ولهذه الأسباب يقبل الملايين من سكان العالم على نواد خاصة لمماسة الضحك ففي الهند هناك 150 نادياً لتعليم الأعضاء الضحك وممارسته . وفي أمريكا أكثر من 180 نادياً لممارسة الضحك أما في أوروبا فيزيد عدد النوادي على 500 نادي ، ولا يقتصر الأمر على تأسيس النوادي بل تقيم الدول المتقدمة مهرجانات تحت عنوان :
" من أجل الضحك فقط " والهدف من هذه المهرجانات هو التفريج عن الهموم بعد أن اتضح أن الضحك ترياق سريع المفعول ومجاني ، وهو من طبيعة الإنسان .
ولكن للضحك مضار في حالة الإفراط أو الاسترسال فيه ، فقد يسبب مشكلات للمصابين بضغط الدم ومرضى القلب والمخ ، وكذلك المصابين بالفتق سواء في الحجاب الحاجز أو في جزء من أجزاء الجسم والمرضى الذين يمرون في فترة نقاهة بعد العمليات الجراحية ... ومن ناحية شرعية فقد كان الرسول الأعظم يضحك ويبتسم ، وقد أخذ الإمام " سفيان بن عينية " من ذلك حكماً شرعياً حيث قال له أحدهم " المزاج سبة " ، فقال سفيان " بل سنة ولكن من يحسنه ؟ ويشير إلى أن الإكثار من الضحك والمزاح والإفراط في ذلك هو المكروه لأنه يذهب الوقار