لفتة
ليس للعبد شئ أنفع من صدقه مع ربه في جميع أموره مع صدق العزيمة فيصدقه في عزمه وفي فعله ، قال تعالى [ فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرآ لهم ] ..
فسعادته في صدق العزيمة ، وصدق الفعل ، فصدق العزيمة جمعها وحزمها وعدم التردد فيها ، بل تكون عزيمة لايشوبها تردد ولا تلوم ، فإذا صدقت عزيمته بقى عليه صدق الفعل وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه ،وأن لايتخلف عنه شئ من ظاهره وباطنه ، فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الإرادة والهمة ، وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور ..
ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق مايصنع لغيرة ، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص ، وصدق التوكل ، فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله .
ابن القيم