أضف الى حياتك بريق الجدة
في كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبي لأذهب الفوضى التي حلت به من قصاصات متناثرة ,وسجلات مبعثرة ,وأوراق أدت الغرض منها....
يجب أن أرتب كل شي في وضعه الصحيح ,وأن يستقر في سلة المهملات ما لا معنى للإحتفاظ به.
إن الإنسان كثيرا ما يحب أن يبدأ صفحة جديدة في حياته ,ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة ,كتحسن في حالته ,أو تحول في مكانته.
وقد يقرنها بموسم محدد أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد أو سنة جديدة مثلا
هذا وهم...
فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس .
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت
إنه هو من يستفيد منها ...
كبذور الأزهار التي تطمر تحت أكوام التراب,ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة .....
لقد حولت التراب والأوحال والماء الكدر إلى لون بهيج وعطر فواح.
لا تعلق بناء حياتك على أمنية تنتظرها فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير....
الحاضر القريب المائل بين يدك ,ونفسك التي بين جنبيك والظروف التي تلتف حواليك هي وحدها الدعائم التي يتمخض عنها مستقبلك..فلا مكان لإبطاء أو انتظار....
ألم تسمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.
إن كل تأخير للبدء بعمل جديد إنما هو بالحقيقة بقاؤك مهزوما أمام نواز ع الهوى.
وفي ذلك يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
النادم ينتظر من الله الرحمة والمعجب ينتظر المقت واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله و سوء عمله وإنما الأعمال بخواتيمها
والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة.
واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة.
ولا يغترن أحدكم بحلم الله عز وجل فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله
ثم قرأ
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره*ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره