من كتاب الكبائر للحافظ محمد بن عبد الله الذهبي رحمه الله
عباد الله , تدبروا العواقب , واحذروا قوَّة المناقب , واخشوا عقوبة المُعاقب , وخافوا
سلب السَّالب , فإنه والله طالب غالب ,
أيْن الذين قعدوا في طلب المُنى وقاموا ,وداروا على توطئة دار الرحيل وحاموا ؟
ما أقل ما لبثوا , وما أوْفى ما أقاموا
لقد وَبَّخوا نُفوسهم في قعر قبورهم على ما أسْلفوا ولاموا
أما والله لو علم الأنام &&& لما خلقوا لما هجعوا وناموا
لقد خلقوا لأمر لو رأته &&& عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
ممات ثم قبر ثم حشر &&& وتوبيخ وأهوال عِظام
لِيوم الحشر قد عملت رجال &&& فصَلَّوْا من مخافته وصاموا
ونحن إذا أمرنا أو نهينا &&& كأهل الكهف أيْقاظ نيام
يا من بأقدار الخطايا قد تلطخ , وبآفات البلايا قد تضمخ
يا من سمع كلام من لام ووبخ , يعقد عقد التوبة حتى إذا أمسى يَفسخ
يا مطلقاً لسانه والملك يحصي وينسخ
يا من طير الهوى في صدره قد عشش وفرَّخ
كم أباد الموت ملوكاً كالجبال الشُّمَّخ
كم أزعج قواعد كانت في الكبر ترسخ , وأسكنهم ظُلم اللحود ومن ورائهم برزخ
يامن قلبه من بدنه بالذنوب أوسخ
يا مُبارزاً بالعظام , أتأمن أن يُخسف بك أو تُمسخ ؟
وأنشد أيْضاً بعضهم فقال :
وصاحبٍ سلفت منه إلي يد && أبطأ عليْه مكافتي فعاداني
لما تيقن أن الدهر حاربني && أبدي الندامة مما كان أولاني
أفسدت بالمنِّ ما قدمت من حسن && ليس الكريم إذا أعطى بمنان
م0ن