المال والبنون زينة الحياة الدنيا
ولكن
لم تكن هناك الترجمة الحقيقية
لتلك الزينة التي يجهلها الكثير والكثير
ممن يكون بهم القصد والمعنى
فالزينة مفهومها العام يختلف
عن مفهومها الخاص
وهو المفهوم الحقيقي لها
ولا يدرك هذا المفهوم إلا بمن يقترن
ماله بإيمانه
فتلك هي الزينة الحقيقية
التي تتجلى فيها الزينة بالبر والإحسان
قال تعالى :
{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }
وقال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ }
فالبر والإحسان وعمل الخير من
صدقة وزكاة
وصلة رحم وعطف
ورعاية على المحتاجين
من الأرامل والأيتام
والفقراء والمساكين
فهذه الأمور تكون زينة المال في تحقيق
السعادة الكاملة لصاحبها في الدارين
أما إذا كانت زينة المال في التباهي بالفخر
والافتخار والعلو والاستكبار وفي الإسراف
فما بذلك زينة للمال
بل هو وبال الأموال على أصحابها
بمن هم على ذلك
وليس هم في سعادة حقيقية
بل في متعة عابرة نهايتها الحسرة والألم .
قال تعالى :
{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ
لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }
لذا فليعلم الذين يمتلكون الأموال
دون أن يدركوا ماهية هذه الأموال
في دخلها وفي إنفاقها
على ما أراده الله فيما أعطاهم
وأما ما كان خلاف ذلك فهي
أموال الحسرة والندامة على أصحابها
ولنا في قارون ومن هم على منواله خير شاهد
اللهم اجعلنا بالمال خيراً
ولا أن نكون به شراً
ولا أن نكون به من المفتونين .