كثر ما ينظر الى جزيرة توتي الواقعة عند التقاء النيلين الابيض والازرق كجنة خضراء وسط الخرطوم تزودها بمعظم خضرواتها.بيد ان الجسر الذي ربط الجزيرة بالخرطوم العاصمة قد جلب اليها القرن الحادي والعشرين وغير الحياة فيها بشكل لا رجعة فيه.كان اهالي توتي يراقبون افق العاصمة وهو يتغير امامهم بشكل مطرد خلال العقود الاخيرة، بيد ان جزيرتهم ظلت في طلاق مع العديد من معالم الحداثة هذه.كان الدخول الى الجزيرة يتم حتى العام الماضي عبر عدد محدود من العبارات، بيد ان الجسر الجديد ربطها الى ابرز معالم الخرطوم الجديدة وهو فندق برج الفاتح، والذي يعرف بـ "بيضة القذافي" لانه بني بتمويل ليبي."لقد غير الجسر حياتي" يقول عبد الرحمن الفلاح الذي يحرث ارضه الممتدة على مساحة 5000 متر مربع بمحراث تجره الثيران ليس بعيدا عن ضفاف النيل الابيض وعلى الجانب الاخر من مبنى البرلمان.ويوضح "قبل ذلك كنت استخدم العبارة لنقل خضرواتي الى السوق، وكانت اجرة ذلك غالية جدا فضلا عن انها تستغرق وقتا طويلا ولكن الان بات الامر سهلا جدا بالنسبة الي".اما بالنسبة لاولئك الذين يرون في الجزيرة ملاذا فان التغيرات قد لا تكون جذابة لهم، بمرور اكثر من 1000 سيارة، كانت تقف قرب بيضة القذافي وتكافح الان للمرور عبر طرق ضيقة وعرة في الجزيرة.ومازال البعض من سكان الجزيرة ال 15000 يواصلون استخدام العبارات من احد جوانب الجزيرة.وتقول قابلة تنتظر العبارة بعد ان قامت بتوليد ثمانية اطفال خلال الليل : " النيل هبة السماء – والرحلة فيه جميلة جدا، انه هواء مكيف مجاني". ولكن على العموم فان ارباح الاعمال التجارية قد تحسنت، فالاسعار في محلات القرية منخفضة وازدهرت السياحة المحلية مع المتنزهين في عطلة نهاية الاسبوع الذين يتدفقون على شواطئ الجزيرة الجميلة.بل حتى وليد عبد الله حسين الذي كان يعمل في احدى العبارات وفقد عمله بعد افتتاح الجسر يرى في ذلك جانبا ايجابيا.ويعد الجسر جزءا من خطة رئيسية تمتد لـ 10 الى 15 عاما تنفذها شركة جزيرة توتي الاستثمارية والتي يترأسها رجل الاعمال الفاتح عبيدة لتطوير الجزيرة.وكانت جزيرة توتي مملوكة لاهالي الجزيرة حتى وصول رجل الاعمال عبيدة الذي بدأت شركته العقارية بشراء مساحات الاراضي الصغيرة الامر الذي جعلها اكبر مالك في الجزيرة. حيث تخطط لافتتاح فندق هناك"في العبارة يتحدث الناس ويتبادلون الاخبار في الدقائق الخمس او العشرة التي يستغرقها عبور النهر"بيد ان بعض اهالي الجزيرة يخافون من الحديث عن فنادق فيها هو بمثابة ناقوس موت لمجتمع الجزيرة المتماسك، الذي بدأ الان بالتغير خلال هذا العام منذ افتتاح الجسر