إحسان عبدالقدوس.. رومانسية الأبيض والأسود
الاديب احسان عبدالقدوس هيثم عبدالشافى
الحب فى الرواية العربية وخصوصا عند الأديب إحسان عبدالقدوس كان عاملا أساسيا لتخرج رومانسية الأبيض والأسود، عبر روائع المبدع إحسان عبدالقدوس؛ الذى ألف ما يقرب من 59 رواية تم تحويل معظمها إلى أفلام سينمائية، واحتلت مكانة بارزة فى عقول وقلوب الجمهور العربى.
الحب الأول فى حياة صاحب رواية "فى بيتنا رجل" كان لبنت الجيران، هذه المشاعر التى اعتبرها عبدالقدوس من أرقى وأعمق أنواع الحب الذى يجمع بين الطفولة والمشاعر الحقيقية، وقتها لم يكن لدى عبدالقدوس سوى عام واحد بسبب الفارق والخبرة بينه وبين بنت الجيران صاحبة الـ13 عاما.
حين وصف عبدالقدوس مشاعره تجاه هذه الفتاة قال: ورغم طفولة العشق لديهما أنه كان حبا قويا لا يتجاوز أنها تزور ابنة عمته ويجلس معها كما كانت التقاليد، فكان ينتظرها على محطة الترام ويركب معها لتوصيلها إلى مدرستها "السنية"، ثم يعود على قدميه بعد ذلك إلى مدرسة "فؤاد الأول".
ولعل تفتح قلب هذا الرجل على الحب فى مراحله الأولى من العمر جعله يتخذ منه وسيلة للحياة، وقوتا للروح فكانت كل كتاباته عن الحب، ومعركته لصالحه، وحديثه عن أهله وعذاباتهما وأشواقهما ومراسيهما.
فخرجت معظم كتاباته عن الحب وما يصنعه فى مشاعرنا البشرية، الأمر الذى جعل موقف النقاد من أعماله كان منطق التجاهل بالأساس حيث تجاهله النقاد، أما الذين ذكروه كان لديهم منطلق هجومى، فمنهم من قال "إنه أديب فراش"، وإنه رائد مدرسة الأدب العارى، ومنهم من ذهب إلى أنه "ابن أمه" وأنه لا يعتنى بجمله، فهو يكتب السهل "غير الممتنع".
وبمرور الوقت ظهر من اهتموا بإبداعات الرجل وأدركوا قيمته الفنية والإبداعية والإنسانية؛ وأخذوا يدرسون أعماله ويهتمون بتحليلها وإعطائها حقها.
هؤلاء أخذوا يرفضون فكرة أنه كاتب يثير الغرائز فى كتاباته؛ ويشيرون إلى فكرة أنه يتعرض لهذه الغرائز من منطق التحليل والتوضيح وهو يتجول فى النفس الإنسانية لأبطال رواياته.