العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-21-2012, 03:17 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي صلاةُ التّراويحِ: فضائلها وآدابها -

الحمد لله الّذي شرع لنا الصّيام، ورغّبنا في التقرّب إليه بالقيام، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، واسع الجود والإكرام، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وصفيّه وخليله، إمام المرسلين وسيّد الأنام، عليه أفضل الصّلاة وأزكى السّلام، أمّا بعد:
فيقول الله
تعالى:{
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزّمر:9].
وإنّ صلاة التّراويح هي قيام اللّيل الّذي يُعدّ من أعظم ما تقرّب به الصّالحون، وأشرف ما يبتغيه المؤمنون، وإنّ فضائله لا تُحصَى ولا تعدّ، ولا يمكن أن يحوِيَها حدّ.


الفضائل:
1- أنّ قيام اللّيل شرف المؤمن ..
وكلّنا يبتغي الشّرف، غير أنّ أكثر النّاس ظنّوه بالجاه والمال والتّرف، ولن يجده العبد إلاّ في القيام بين يدي ربّ الأنام.
روى الحاكم وغيره بسند صحيح عن سهْلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه قال: جَاءَ جِبْرِيلُ عليه السّلام إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ( يَا مُحَمَّدُ، عِـشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيّ بِهِ، واعْلَمْ أَنَّ شَرَفَالمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ ).
وأعلى مقامات الشّرف أن ينسُبك الله تعالى إليه فيقول:{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64)} [الفرقان]، فنسبهم إليه وسمّاهم عباد الرّحمن:

وممّا زادني شـرفا وتَـيْـهاً *** وكدت بأخـمُصـيّ أطأ الثريّا
دخولي تحت قولك: يا عبادي *** وأن صيّرت أحـمد لـي نبـيّا
لذلك كره النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعبدِ الله بنِ عمرَ رضي الله عنه تركَه لقيام اللّيل.
فقد روى البخاري ومسلم عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه قال: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا فَأَقُصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم.
وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ: كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي، فَذَهَبَابِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ- أي عمودان تمدّ عليهما الخشبة -، وَإِذَا فِيهَا أُنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُأَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ ! فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَى، إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ.
فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ رضي الله عنها، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَقَالَ: (( نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَيُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ )) فَكَانَ بَعْدُ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.
و" إنّما عرض على النّار، ثمّ عوفي منها، وقيل له: لاَ رَوْعَ عَلَيْكَ؛ لصلاحه، غير أنّه لم يكن يقوم من اللّيل، فحصل لعبد الله رضي اللهعنه من ذلك تنبيهٌ على أنّ قيام اللّيل بما يتّقي به النّار والدنوّ منها، فلذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك " [ذكره الحافظ في "الفتح"].
2- وإنّ قيام اللّيل أفضل صلوات النّوافل.
فقد روى مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِالْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ )).
3- وإنّه كان في أوّل الإسلام مفروضا.
فقد روى مسلم عن سعدِ بنِ هِشَامِ بنِ عامرٍ قال لعائشةَ رضي الله عنها: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ... أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليهوسلّم ؟ فقالتْ:
أَلَسْتَ تَقْرَأُ:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَعزّ وجلّافْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِفِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِصلّى اللهعليه وسلّموَأَصْحَابُهُ حَوْلًا، وَأَمْسَكَ اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاءِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ التَّخْفِيفَ فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ.
وتنبّه أخي القارئ، فإنّ هذا الحديث فيه دليل على أنّ من أعظم وسائل الثّبات حالَ ضعفِ المسلمين قيامَ اللّيل؛ فالنبيّ صلّى الله عليهوسلّم وأصحابُه كانوا مستضعفين بمكّة كما لا يخفى، ومع ذلك يفرِض الله تعالى عليهم القيام؛ لذلك قال في هذه السّورة بعدما أمره بقيام اللّيل:{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} [المزمل:10].
4- ولذلك أمر به النبيّصلّى الله عليه وسلّمأوّل ما دخل المدينة:
روى التّرمذي عن عبدِ اللهِ بن سلامٍ رضي الله عنه قال: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم المَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ [أي: أسرعوا]، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلّىالله عليه وسلّم ! قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ! قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم!
فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ:
(( أَيُّهَا النَّاسُ ! أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ )).
5- وهو من أعظم السّبل لشكر اللهتعالى:
فقد روى البخاري ومسلم عن المُغِيرَةِ رضي الله عنه قال: قَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّمحَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ ! فَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟! قَالَ: (( أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ))..
6- وقد أعدّ الله لأهل القيام أطيبَ المساكن:
روى ابن حبّان في "صحيحه" عن أِي مالكٍ الأشْعريِّ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا يُرَىظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلاَمَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ )). ويكفي أنّه:
7- عصمة من الغفلة ومكسب عظيم للأجر:
فالغفلة وصف قاتل والعياذ بالله، نهى الله عن الاقتراب من أصحابه فقال سبحانه: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف: من الآية28].
وقيام اللّيل عصمة منها وأهلها؛ فقد روى أبو داود عن عبدِ اللهِ بنِ عمْرِو بنِ العاصِ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى اللهعليه وسلّم: (( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْالْمُقَنْطِرِينَ ))..
وما أعظم وصيّةَ سلمان الفارسيّ رضي الله عنه، فقد روى الطّبرانيّ في "الكبير"- وهو في " صحيح التّرغيب والتّرهيب "- عنه رضيالله عنه قال: حَافِظُوا عَلَى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، فَإِنَّهُنَّ كَفَّارَاتٌ لِهَذِهِ الجِرَاحَاتِ مَا لَمْ تُصَبْ المَقْتَلَةُ، فَإِذَا صَلَّى النَّاسُ العِشَاءَ صَدَرُوا عَنْ ثَلاَثِ مَنَازِلَ:
مِنْهُمْ مَنْ عَلَيْهِ وَلاَ لَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لاَ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ:
فَرَجُلٌ اغْتَنَمَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَغَفْلَةَ النَّاسِ فَرَكِبَ فَرَسَهُ فِي المَعَاصِي، فَذَلِكَ عَلَيْهِ وَلاَ لَهُ.
وَمَنْ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ فَرَجُلٌ اغْتَنَمَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَغَفْلَةَ النَّاسِ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَذَلِكَ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ.
وَمَنْ لاَ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ، فَرَجُلٌ صَلَّى ثُمَّ نَامَ فَلاَ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ.
فكيف بكلّ هذه الفضائل، إذا كان المسلم يؤدّيها في بيت الله أحسن البلاد ! مع جماعة المسلمين أحسن العباد ! في شهر من أفضل الشّهور وهو شهر الصّيام ؟!.
لا جَرَم أنْ قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم -كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الشّيخين-: (( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًاوَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
فلئلاّ يفوتك هذا الفضل العظيم، وهذا الثّواب العميم إليك هذه:

الوصايا والآداب:
1-الإخلاص فيأدائها: لقوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث السّابق: (( إِيمَانًا )) أي: تصديقا بالثّواب المعدّ لها فلا يقصد غيره.
2-الاحتساب: وهو الصّبر على أدائها من أجل الأجر المعدّ لها. وقد كان كثير من السّلف يصيبه الجهد من طول القيام، فيوشك أن يجلس فيضرب فخذيه قائلا: " والله لأزاحمنّ بكما أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ".
3-التجمّل لها: فهي قربة من القربات، يصدق عليها قول الله تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْعِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: من الآية 31].
قال ابن القيّم رحمه الله:" كانوا يستحبّون أن يتجمّل الرّجل في صلاته للوقوف بين يدي ربّه، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: أمر الله بقدر زائد على ستر العورة في الصّلاة، وهو أخذ الزّينة، فقال تعالى:{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}، فعلّق الأمر بأخذ الزّينة، لا بستر العورة إيذانا بأنّ العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصّلاة. وكان لبعض السّلف حلّة بمبلغ عظيم من المال وكان يلبسها وقت الصّلاة ويقول: ربّي أحقّ مَن تجمّلت له في صلاتي " اهـ.
4-التسوّك: فقد روى البيهقي في "السّنن الكبرى" عن عليّ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِذَا تَسَوَّكَ أَحَدُكُمْ ثُمَّ قَامَ يَقْرَأُ طَافَ بِهِ المَلَكُ يَسْتَمِعُ القُرْآنَ، حَتَّى يَجْعَلَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَلاَ تَخْرُجُ آيَةٌ إِلاَّ فِي فِِـي المَلَكِِ )). ["الصّحيحة "(1213)].
5- التعطّر: وقاس العلماء ذلك على صلاة الجمعة، والعلّة الجامعة هو اجتماع النّاس في مكان واحد، فيحسُن بالمسلم ألاّ يُشمّ منه إلاّ أطيب ريح.
وليحذر المسلم أن يأتي برائحة الثّوم والبصل ونحوهما ممّا يتأذّى منه بنو آدم، فقد روى مسلم عن جابرٍ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّىالله عليه وسلّم قال: (( مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ )).
6- الإكثار من الذّكر بين الرّكعات:
فإنّ شهر الصّيام شهر التّخلية والتّحلية، شهر التّصفية والتّربية، فشرع الله الصّوم نهارا لتخلية النّفس من أمراضها، وتقليل أدوائها، وشرع القيام لتحلية النّفس بالقرآن وذكر الرّحمن، فلا ينبغي أن يقطع العبد حالة الذّكر الّتي هو عليها بكلام عن الدّنيا وسفاسفها، والاشتغال بمتاعها وحُطامها.
7- ذكر الله عند كلّ آية رحمة أو عذاب. وهذا من السّنن المهجورة هذا الزّمان.
فقد أخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّصلّى الله عليه وسلّمذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ النِّسَاءَفَقَرَأَهَا، ثُمَّ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ".
ويؤيّد ذلك ما رواه أبو داود والنّسائي وغيرهما عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّصلّى الله عليه وسلّملَيْلَةً، فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ البَقَرَةِ، لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ وَقَفَ وَسَأَلَ، وَلاَ يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلاَّ وَقَفَ وَتَعَوَّذَ.
8-إتمام الصّلاة مع الإمام.
فقد روى التّرمذي والنّسائي عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَاللهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ )).
ويخالف هذا الحديثَ صنفان من النّاس:
الصّنف الأوّل: من ينصرف قبل الوتر، ظنّا منه أنّ صلاة الوتر آخر اللّيل أفضل ! والصّواب أنّ الصّلاة مع جماعة المسلمين أحسن وأقوم؛ لذلك حرص عمرُ رضي الله عنه على جمع المسلمين على إمام واحد، مع أنّه كان يقول: ( وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ ).
الصّنف الثّاني: هم الحريصون على التهجّد، فهؤلاء أتعبوا أنفسهم، واللهُ تعالى قد وعدهم أجر قيامِ ليلةٍ بكاملها إن قاموا مع الإمام حتّى ينصرف.
وزيادة على ذلك، فإنّهم يكونون قد أقاموا جماعة أخرى في المسجد، وفي ذلك تشتيت لجماعة المسلمين، ونحن في أمسّ الحاجة إلى جمع القلوب، وتوحيد الصّفوف.
9-اجتناب حمل المصحف لمتابعة الإمام:
فإنّه قد شاع هذا الأمر وذاع، حتّى ظُنّ سنّةً من سنن المصطفى ! والمسلم لم يُكلِّفه الله تعالى بذلك، وإنّما كلِّف بأن يخشع في صلاته، مستمعا للقرآن متدبّرا لآياته، والسنّة أن ينظر المسلم إلى موضع سجوده كما كان يفعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
وأخشى ما أخشاه أن يكون المسلم على هذه الهيئة قد تشبّه بأهل الكتاب في صلاتهم، فإنّهم هم الّذين اشتهروا بحمل كتابهم حال صلاتهم !
10-التّسبيح بعد الوتر.
فقد روى أبو داود والنّسائي عن أبيِّ بنِ كعبٍ رضي الله عنه أنّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ: كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِـ{سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَفِي الثَّانِيَةِ بِـ{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَإِذَا فَرَغَ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ: (( سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ )) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ.
فنسأل المولى تبارك وتعالى، الإخلاص والسّداد، والهدى والرّشاد، وأن يُجنّبنا سبل الغيّ والفساد، إنّه عليه التّكلان والاعتماد






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-20-2012, 03:37 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صلاةُ التّراويحِ: فضائلها وآدابها -

طرح رائع وقيم ونافع بإ>ن لله

جزاك الله خيرا عنه اخى أبو عمر







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 08-25-2012, 04:09 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: صلاةُ التّراويحِ: فضائلها وآدابها -

اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخيروعافيه






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 11-23-2012, 12:49 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صلاةُ التّراويحِ: فضائلها وآدابها -

سلمت يداكـِ ع الطرح المميز

لا خلاولاعدم من مواضيعك الجديدة
بإنتظارأطروحاتك المميزة بكل شوق
يعطيك العافية ..ودي و عبير وردي











آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس
قديم 11-25-2012, 10:38 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: صلاةُ التّراويحِ: فضائلها وآدابها -

مرورك اسعدنى

حفظك الله


دمت بود







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 11-25-2012, 11:27 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صلاةُ التّراويحِ: فضائلها وآدابها -

شكرا لك على الطرح الطيب

جزااك الله خيرا






آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس
قديم 11-28-2012, 11:45 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: صلاةُ التّراويحِ: فضائلها وآدابها -







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator