لامستها
جفَّ حبر الحزن من على جُدران الدار، التي لها شكوى من طول الهُجران، دمْعُ الطير يَخلُد بين صدْعها، يَئنُّ من طيف ألَمِ ذكرى ذكريات أنين أصابعي التي لامَستها منذ زمان. الشمسُ سرى نورُها من تلك النوافذِ المُتهالِكة من آلام الذِّكريات. ارحم يا هوى الصحراء، ارحم أركان الدار القابِعة في قلْب الرمال، التي تَئنُّ فلا أَنيس ولا أزهار، وحيدة تَضمُّ في قلبها ذكْرى الأيام. يا شجرَتِي الوحيدة، ارحمي وَحدتي، هدِّئي أغصانَكِ، فما زلتُ منذ زمان واقِفًا بباب الدار، أحَلُم بطيف الرَّاحة. أيُّها الطير، يا من تُعانِق قِمم الجبال عند آخر نَظري، عُد ببُشرى يشفى منها ألمي، كأنَّ روحي نزعت منِّي وهي ذاهبةٌ خلفك عند حدود غروب الشمس. لا السَّمع مُبالٍ لتلك الصَّرخات التي تُنادي من بطون الودْيان السحيقة، من خلف داري، إنَّها نِداءات جراح الحياة وزينتها التي تُداعِب شَغاف القلب، أوقفيها يا عزيمتي عند حدود بداية حدودها. هبطتِ الأقدام وكفُّ يدَيَّ يَحملُني، إذ بعض الرياحين المُتناثِرة بجوار حائطي تُعطيني بصيصًا من الأمل برائحة طيِّبة جاءتْ منها على عجَلٍ؛ لتُذكِّرني بخالقِنا الذي بيده أمْرُ كل شيء. لتَنهضَ قامَتي، لتقِفَ بين يدَي خالِقي، مولاي أُنْسُك يَكفيني، حبُّكَ يُداويني، (هنا بَكيتُ بحقٍّ) كرمُكَ وعزُّك يَنصُرني، سُنَّةُ نبيِّي بِها أَحيا. إلهَنا اغفر لنا ولوالدينا ولمن له حقٌّ علينا وللمسلمين والمسلمات، والصلاة والسلام على نبي الرحمات محمد - صلى الله عليه وسلَّم.