إيمان محمد البستانى تكتب: ما حجبه الله عنا كان أعظم
الجمعة، 17 فبراير 2012
كل إنسان تمر عليه أيام يشعر فيها بأنه هو الوحيد الذى لديه مشاكل وتصبح حياته مقلوبة، وخاصة عندما يجد أن الظروف التى يمر بها تأتى وراء بعضها، فيصبح يشعر بالضيق ويلجأ إلى الله لتفريج كربه، وهو حامداً لله على ما هو فيه ولكن قد يبعث الله للإنسان رسائل لكى تيقظه وتعلمه بأن الإنسان مهما كان عنده من ظروف ومشاكل فإن الله يحجب عنه مالا يعرفه.
هناك شىء خاص حدث لى، فأردت أن أرويه، وسبب روايتى لهذه القصة لأننى وجدت أننا دائماً عندما نمر بضغوط قد ننسى أننا لسنا لوحدنا فمثلنا الكثير، بل قد يكون ابتلائك أقل من أناس أخر، فها هى حكايتى عندما كنت أمر ببعض الظروف الصحية الخاصة بأحد أفراد أسرتى وأيضاً ببعض الأشياء الأخرى التى تجعلنى أشعر بالضيق، فجلست على الكمبيوتر لكى أكتب، ولكن لا أعلم لماذا ذهبت إلى هذه الصفحة على الفيس بوك وقرأت هذه القصة.
يحكى عن رجل مسن خـرج فى سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة
وكان الرجل دائما ما يردد قول: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
وبينما هما يسيران فى طريقهما، كُسرت ساق الحمار فى منتصف الطريق، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!..
فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شىء، وأصبح يجر رجله جرًّا
فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!..
فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان مسيرهما، وفى الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم..
فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!..
وهنا غضب الابن وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟..
وعندما شفى الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها.
فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بنى، لو لم يُصبنا ما أصابنا فى رحلتنا لكنا وصلنا فى ذلك اليوم، ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك.
وبعد ما قمت بقراءتها حمدت الله وقلت ماحجبه الله عنى كان أعظم، وبالفعل أصبحت أتأمل حياتى فوجدت بأن الله يحجب عنى الكثير، فأصبحت أرددها ووجدت أننى كما تعلمت منها، فأحب أن يتعلم غيرى منها لأنى أصبحت كل ما أتحدث إلى أحد ويحدثنى عن مشكلة أو ظروف يمر بها أصبحت أروى له هذه القصة، ووجدت بأن كل من رويت له هذه القصة يقولون صدقتى سبحان الله، فوجدها ملائمة لظروفنا جمعياً، وفى النهاية ما حجبه الله عنا كان أعظم.