ان كنت تحبني ... فلا تجعل الكي آخر علاجي )
أرعبتني جدا ....!
لأنك جعلتني أعيد اكتشاف وجودي
و أطيل النظر إلى يدي
واطيل النظر الى اناملي
واطيل النظر الى عيني
و أرى من تفاصيل جسدي
وهالات إرهاقي وخطوط وجهي مالم اكن ارى
لانك جددت علاقتي بالمرآة
وجددت علاقتي باهتمامات النساء
وأحذية النساء وفساتين النساء
و حقائب النساء وأسواق النساء!
لانك جعلتني أراقب تفاصيل الهاتف
رنين الهاتف ومكالمات الهاتف
واضاءات الوارد ... واهتزازات الصادر !
لانك جعلتني أتدرب على الجرأة
وعلى القسوة / وعلى الحدة / وعلى الشدة !
كي أستر أمامك مشاعري !
و أبدو في حضورك الأصلب والأقوى!
لأنك أعدتني إلى عادة السهر وعادة القلق !
وعادة القهوة / وعادة التفكير / وعادة التفسير !
وعادة استرجاع المواقف
وعادة قضم الاظافر وشرود الذهن1
لانك زرعتني على محطات الليل
و محطات السهر ومحطات التعب
وصلبتني على عتبات الانتظار
والاحتضار.. والشتاء .. والبرد !
لانك أعدتني الى فيروز وعبدالحليم وأم كلثوم
واصوات عشق دافئة هجرتها ذات وهن
خشية ان توقظ عميق الجروح بي
لانك ذكرتني بفرسان الزمن الجميل
بالناصريون
بالهتافات العربية القومية
بالدم الواحد والمصير الواحد
بالارض التي كانت تتحدث العربية !
لانك علمتني التمثيل والتزييف والتزوير
فمثلت كراهيتك ومثلت تجاهلك
ومثلت رفضك ومثلت النفور منك
وأخفيت عنك ارتباك وخفقان وتلعثم
وبرودة أطراف وارتعاش روح!
لانك اعدتني الى تفاصيلي الصغيرة
الى مشط الصندل الخشبي
الى عروستي التي لم تكبر معي
الى شرائط شعري الملونة
الى قلم الكحل
الى علبة التجميل الى زجاجة العطر!
لانك نبهتني للنصف الفارغ من السرير
وللوسادة الخالية في النصف الفارغ
وللجانب المخيف من الشتاء
وللساعات المخيفة من الليل وللمراحل المرعبة من العمر!
احسسته فكان هنااا