العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > الشعر العربى القديم والحديث

الشعر العربى القديم والحديث شعر شعبي ، شعر فصيح ، قصة ، رواية ، مقال ، نقد،يحتوي على أقسام متخصصة بالأدب والشعر والخواطر وكذلك القصص والروايات.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-01-2011, 12:28 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي بغداد …آه لو يُجدي الكلام

أولُ النزف :
أوَّاهُ ، "ليلى في العراقِ مريضةٌ" يا صاحبي كلَّ العراقِ عليلُ
أوَّاهُ، ليلى تستجيرُ بأهلِها يا إخوتي خذلَ الفراتَ النِّيلُ
الحلمُ في بغدادَ ماتَ محاصراً والفجرُ في أحضانها مقتولُ


لو أنهَُّ يفيق !!!
ماذا كان سيقول الشاعر " علي بن الجهم " لو استيقظ من رقاده ورأى ما نراه اليوم في بغداد ؟ ربما انحبست القصائد على لسانه ، وأصابت قوافيه الحيرة والدهشة ؟؟ ربما غَّير بعض مفردات قصيدته الشهيرة التي تفيض رقة وغزلاُ ، لتصف الحال بزفراتٍ متواصلة وآهات لا تتقطع. ..اليوم أعتذر من شاعرنا العزيز كي أصف الحال مُختَصراً في حروفه مُطوَّلاً في حُتوفِه!!
عيونُ " الرَّدى " بين الرّصافةِ والجِسرِ …جلبنَ " العِدا " من حيثُ أدري ولا أدري
نعم ..فالرَّدى الذي جاء مزنَّراً بالحقد الأسود ، والأعداء الذين لوَّنوا قصائد " المربد " بالدم والوجع ، جلبوا معهم أشباح الوَهن إلى أمتنا وغرسوا في صدرها رهبة الخوف من النيازك؟!

يا دجلة الخير :
فجأة وبدون مقدمات تذكر أدباؤنا وشعراؤنا بغداد !!!
ملؤا صفحات الجرائد بالعويل !! غمروا المنتديات بالحديث عن أرض الرافدين ..مهد الحضارة ومنبت الشعر ومهوى الشعراء ..
طرقوا الباب على المتنبي ، وتذاكروا سيرة النقائض بين الفرزدق وجرير..حتى أغرقوا " السيَّاب " في أمواج الخليج الذي كان يناديه ، وصارت " غابتا النخيل ساعة السحر " غابتين من صواريخ مغروسة في كل شبر من أرض العراق الجريح ..ونسمع السيّاب ينادي :
صوتٌ تفجّرَ في قرارةِ نفسيَ الثَّكلى: عراقْ
كالمَدِّ يصعَدُ، كالسَّحابةِ ، كالدُّموعِ إلى العيونْ
الرِّيحُ تصرخُ بي: عِراقْ
والموجُ يعولُ بي: عِراقٌ، عِراقٌ، ليسَ سِوى عِراقْ!
هذا النشيج الذي يُخيمُ على نفس الشاعر، يسكن اليوم في نفوس الكثيرين منا الآن ، وهو يصرخ بالعراق ، ويرى الأمواج تكاد تغرقه ، أمواج التتار الذين قدموا إليه تحت كلمة حقٍّ أُريد بها باطل لهذه الأمة .
قبل ذلك أو بعده ، لا ضير لكن شاعر الرافدين وأحد نخيله الأدبية " محمد مهدي الجواهري يكشف عن شيء من الأوجاع والنفثات التي يبثها في حديث مغمور بالأشجان في خطاب لا يخلو من الأحزان كما قلنا في قصيدته المعروفة " يا دجلة الخير " ، دجلة اليوم يعاني تماما كما جاء في قوافيه الجريحة وأشعاره القلقة :
يا دجلة الخير: ما يُغليكِ من حنقٍ** يغلي فؤادي، وما يُشجيك يشجيني
ما إن تزال سياطُ البغي ناقعةً** في مائك الطهْر بين الحين والحينِ
ووالغاتٌ خيولُ البغي مصبحةً** على القرى آمناتٍ والدهاقينِ
يا دجلة الخير: أدري بالذي طفحت** به مجاريك مِن فوقٍ إلى دونِ
أدري على أيِّ قيثارٍ قد انفجرت** أنغامُك السُمر عن أنَّاتِ محزونِ
لا أدري هل كان سيحتفظ الشاعر بلفظة " القيثار " في هذه الأبيات لو امتد به العمر إلى هذه الأيام ، أم أنه كان سيقطع أوتار قيثارته الشعرية ، ويبكي على دجلة يشكو إليها خيول الغزاة وهي تُدَنِّسُ بحوافرها ضفاف النهر الحبيب . لكن الأمر الجميل و الموجع في آن واحد تكمنُ في أن أبيات الجواهري هذه تعكسُ في معانيها كثيراً مما يعانيه عراق دجلة ، الذي عشقه الشاعر رغم سياط البغي التي عاثت في طهره ، وخيول الغزاة التي ولغت في قراه ، وما أشبه الليلة الجريحة بالأمس الحزين!!
تسألني الآن : ماذا بعد هذه الوقفة على بوابات الصمت في بغداد الرشيد ، ونحن نرى الصمت يُلجِمُ المروءة العربية وهي تنظر في الدروب ، أعياها البحث عن معتصمٍ حقيقي .
من جديد … تنزل القوافي عن خيول الخذلان ، تقف الكلماتُ في حلوقنا ، وتخنقنا قوافي " أبي الطيب المتنبي " وهي تملأ الكون بالحقيقة الجديدة القديمة والبسيطة العميقة :
عِشْ عزيزا أو مت وأنت كريم ُ …بين طعن القنا وخفق البنود ِ
فرؤوس الرماح أذهب للغيظ…واشفى لغل صدر الحقودِ
لم يبق في دواوين القصائد في بغداد إلا أشعار مخضبة بالدم ، والمآذن على شفاهها نشيد حزين ، وتراتيل غاضبة وأحلام تائهة !!!


الشاعر الثرثار ..آه لو يجدي الكلام :
وُلدت من رحم الثرثرة :
الشاعرُ الثرثارُ يا بغدادُ حاصره الحِمامْ
سنَّ السَّيوفَ منَ الكلامِ وآهِ لو يجدي الكلامْ
في معبد ِالطغيانِ بالكلماتِ كم صلَّى وصامْ
هو أول المتخاذلين بكفِّهِ زرعَ الخصامْ
ومضى يُغنِّي -بئسَ ما غنَّى - على وطنِ السَّلامْ
إنْ كنتَ تجهل ُما أقولُ ، القولُ ما قالت حذامْ
اسألْ فلسطينَ التي أحزانهُا خمسونَ عامْ
بينَ القوافلِ والقوافي تاهَ شعبي فى الزِّحامْ

ولكن :
تعاتبنا سطورنا أحيانا ، وفي أحيان أخرى تطلب منا أن نتوقف عن جلدها خاصة ونحن نسرع في كل مرة لتنميق الكلمات على صفحات الصمت !! أقول هذا وانا أدرك رغم ثرثرة الكلمات أنها للشعراء اجمل رصاصة وأغلى مدفع يستطيعون امتلاكه في زمن الحصار . ولعلَّ قصيدة الشاعر الفلسطيني " خميس" أبلغ ما تكون في هذا "الزحام" ، فالنزف المتواصل من وجدانها استدعى تدخل الشاعر كما وصف ذلك بنفسه ، عموماً سأترك الأبيات دون تعليق تركا للقارئ الكريم أن يقف على:

اليومَ عاودني الحنينُ إلى الكلامْ .
صورٌ تزاحمُ بعضَها ،
وتقولُ لي : زِنِّي كما أحببتَ ،
واكتبني بقلبٍ مُستهامْ .
دعني أكونُ خفيفةً مثل الندى
ورقيقةً مثل السلامْ
لا تنتظرْ ..
فلقد أتيتُ لكي أريحكَ ،
غير أن الوقتَ يقتلني
لذا أنتَ المُلامْ
إنْ جئتُ باهتةً إليكَ ،
وبعضُ ألواني ، على ما لا يُرامْ
عِرني اهتمامكَ ،
لا تدعني هكذا دون اهتمامْ
لا أستطيعُ الصبر أكثرَ ،
لا تؤجلني ،
وخذني الآن للذكرى
لتعرف بعد عامٍ كيف كنا قبل عامْ
وبأن بغدادَ التي كانت هنا
ظلت هنا ،
ولسوف تبقى ها هنا
وعلى الدوامْ

من هنا علينا التفريق بين قصائد يحكمها جنرال اليأس وبين أشعار جنّدت نفسها للأمة ، لبث الأمل وروح الإيمان فيها رغم كل ما يصيبها من نوائب وينزل عليها من كوارث . من هنا نستطيع أن نتحسس مشاعر فاروق جويدة وهو يصرخ :

أطفالُ بغداد الحزينةِ يَسألونْ
عَنْ أَيِّ ذَنْبٍ يُقتلونْ
يَترَنَّحونَ على شظايا الجوع
يقتسمونَ خُبْزَ الموتِ‏..‏ ثُمَّ يُودِّعونْ
شبَحُ‏'‏ الهنودِ الحُمْرِ‏'‏ يَظهرُ
في صقيعِ بلادنا
ويصيحُ فينا الطامعونْ‏...‏
مِنْ كُلِّ صَوْبٍ قادمونْ
مِنْ كُلِّ جِنْسٍ يزحفونْ


وهو في خضم هذا الخطر الدّاهم يصف حال الأمة بدروبها المخضبة بالتضحيات يصف حال الفئة المتخاذلة لتكتمل الصورة ويرتسم المشهد الجريح في القلوب :

تَبدو شوارُعنا بلونِ الدَّمِّ
والكُهَّانُ في خمرِ النَّدامةِ غارقونْ
تبدو قلوبُ النَّاسِ أشباحاً
ويغدو الحلمُ طيفاً عاجزاً
بين المهانة‏ِ..‏ والظنُّونْ


وبعد :
الليل الذي ازداد سواداً بسقوط بغداد ، صرخات القصائد متواصلة لكن في بعضها رؤية بعيدة ومعاني عميقة في قوالب شعرية ، من هذه الصرخات التي تشق ليل العروبة تنبه من الخطر وتدعو لليقظة قصيدة الشاعر الليبي عبد المولى البغدادي :

أَزِفَ السَّبْقُ يا خيولَ السِّباقِ مَنْ عَليهِ الرِّهانُ بعدَ العراقِ ؟؟
مَنْ عليهِ الرِّهانُ يا لجمَ الماسِ ومستودعَ الكنوزِ العِتاقِ
أَزِفَ السَّبْقُ والمنافِذُ سُدَّتْ واستعدَّتْ رقابُنا للسِّباقِ
وَدَنَتْ ساعةُ اللَّحاقِ ببغدادَ فماذا يكونُ بعدَ اللَّحاقِ؟؟

وقبل الوداع يكون النداء والخوف من الرثاء القادم إذا ظلت الأمة في غفلتها :

نحنُ لا أنتَ يا عراقَ الضَّحايا لم نزَلْ رغمَ بُعدِنا في اشتياقِ
لوْ تهاوى العراقُ لم يبقَ دَمعٌ أوْ دمٌ فى العُروقِ غيرَ مُراقِ
لوْ تهاوى العراقُ كمْ مِنْ عراقٍ سوفَ يهوي كذابلِ الأوراقِ

والله لو جاءت قصائدُ شعرائنا بهذا الصدق ، وهذا الإدراك لخطورة رسالته ، لتوقفنا عن القول بأن كثيراً من قصائدنا هي ثرثرة شعراء لا أكثر .

وتبقى بغداد رغم كل الأوجاع :
بغدادُ ثكلى لا يُكفكفُ دمعَها ...إلا لهيبٌ مَقدِسيٌّ عاتي
يهوي ب"أمريكا" إلى ذلِّ الرَّدى...والنَّخلُ يبقى شامخَ الرّاياتِ






آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 02-01-2011, 01:44 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
اميرة صدفة

الصورة الرمزية اميرة صدفة

إحصائية العضو







اميرة صدفة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بغداد …آه لو يُجدي الكلام

كلمات رااائعه

اخي الوعد

عاشت الايادي

على الاختيار الموفق

دمت بخير







آخر مواضيعي 0 ملابــس صيفـية للشباب
0 موت الفجأة.. الرحيل بلا مقدمات
0 تقرير كامل عن حب الشباب
0 كيف نصنع المستقبل للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة
0 برنامج سكاي هاي للمعاقين
رد مع اقتباس
قديم 02-12-2011, 03:19 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بغداد …آه لو يُجدي الكلام

بارك الله فيك اخى الوعد الصادق على روعة طرحك القيم







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 11-04-2012, 11:59 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
همس الحب

الصورة الرمزية همس الحب

إحصائية العضو







همس الحب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بغداد …آه لو يُجدي الكلام

وتبقى بغداد رغم كل الأوجاع
بارك الله فيك اخى الوعد الصادق







آخر مواضيعي 0 عن مرض السكر
0 ٩٥- صحة المرآة.. كل مايهمك لتعرفيه حول اسرار جسمك وصحتك/حلقة المليون
0 القرع العسلي
0 دكتور كريم علي - الضعط العالي
0 دكتور جودة محمد عواد والمنظومة العلاجية
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator