بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد
أهل بلدتى إلى أين أنتم ذاهبون ؟
أهل بلدتى متى تستيقظون؟
أهل بلدتى أخشى عليكم مما هو آت
أهل بلدتى كنتم زمانا لا تفعلون شيئا حتى تعرفوا إذا كان فيه غضب الله أم رضا الله
أما الآن فلماذا لا تهتمون ؟
أهل بلدتى كنتم زمان شهر رمضان لديكم هو موسم الطاعات والعبادات
لا نشاهد فيه تلفاز ولا نسمع فيه أغانى
أما الآن فلا يستحى أحدكم من أن يسمع الأغانى فى سيارته أو فى بيته فى نهار رمضان
ضاع الحيـــــــاء
أهل بلدتى ما كتبت ذلك إلا عندما رأيتكم تتهاونون فى دينكم لدرجة الضياع
رأيتكم فى يوم الجمعة وهو أفضل أيام الله
فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال : " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خُلق أدم عليه السلام ، و فيه أدخل الجنة ، و فيه أخرج منها ، و لا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة "
وأعلم أنكم تعلمون فضل هذا اليوم المبارك
إلا أنكم لا يحلو لكم
إقامة أعراسكم إلا يوم الجمعة
شعائر صلاة الجمعة فى المسجد والغناء واللهو والترف فى بيوتكم
كم هو محزن حقا هذا المنظر ؟
ويبقى السؤال إلى أين أنتم ذاهبون بما تفعلونه؟
إلى نعيم أم إلى جحيم
أعاذنا الله من النار ومن عذاب النار
شباب بلدتى ماذا تريدون من دنياكم لعب ولهو وترف أم عمل وجد و
سمع وطاعة لرسولكم صلى الله عليه وسلم ؟
نساء بلدتى ماذا تريدون أيضا من دنياكم تبرج وسفور أم عفاف وطهر وستر فى الدنيا والآخرة ؟
أهل بلدتى متى تستيقظون قبل
المـــــــــــوت
أم بعده
أم يوم الحساب
أم متى متى ؟
أهلى بلدتى أفيقوا
عودوا إلى ربكم
توبوا وأنيبوا
واستغفروا خالقكم
كيف تعصونه وتريدون أن يمن عليكم بنعمه العظيمة ؟
والله إنه للفجور بعينه
أهل بلدتى ألا تتذكورن مصيبتكم بموت حبيبكم ورسولكم وشفيعكم محمد صلى الله عليه وسلم
ألا تتذكرون كيف ضحى من أجلنا ؟
ألا تتذكرون موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل الطائف
وكيف خذلوه
ولكن الله أيده بنصره
فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ
يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا
لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ فَلَمْ
يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا
بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا
جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ
بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ
عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ
الأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ
أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا . رواه البخاري
ألا ترون رحمته وخوفه علينا
فإذا متم على ما أنتم عليه
كيف تلقونه يوم القيامة إذن ؟
كيف تطلبون منه أن يشفع لكم وقد فرطتم فى دينكم
وفرطتم فى سنته ؟
هل تحجرت قلوبكم أم تبلدت مشاعركم ؟
أهل بلدتى
الله وحده يعلم كم أنا حزينة لما أنتم عليه
أهل بلدتى عل غرتكم الحياة الدنيا بزينتها ولهوها
أهل بلدتى أقولها وكلى حسرة
إنمــــــــــا فتنتم بهــــا
نعم هى فتنة والقوى من يتجنبها
ولا يقع فيها
ألم تسمعوا كلام الله سبحانه وتعالى
" اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول
« يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي .
وختاما
تذكرى يا بلدتى أنكِ جزء من دولتى
وتذكرى يا دولتى أنكِ جزء من أمتى الإسلامية
فأفيقوا من غفلتكم
واستعيذوا بالله من أنفسكم ومن عدوكم الشيطان
وانصروا أنفسكم عليه وجاهدوا
وقد وعدكم الله بالهداية إذا جاهدتم أنفسكم
كما فى كتابه العزيز
" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان
والله ورسوله منه براء