أراني في عالمي الهُلامي.. أحمل سلتي الوردية ..
وأَمُر بسُلالة من حب علي قلوب الحيارى..
أوزع حروف الصبر ..وأنثر عليها قطرات من ندى النسيان الحلو ..
أنزع الدمعة من المآقي المتقرحة من قسوة البعاد .. وأقتلع جذور الحزن الحي من الأعماق .. وأزرع مكانها فسيلة ورد .. ليقفز الحلم من الأعماق حاملاً راية الأمل ..
يهدم تضاريس الوجع .. ويلملم الغيوم السوداء.. لتبتسم الشمس وسط بيوت اللوعة والتعب والظلم .. فتخضّر الأرض السوداء وتبعث نور النوّار إلي العيون ..
تتوافد جحافل المغتربين إلي أرض الحب.. يطرقون بابي .. يسألون عنى .. يلقبونني بعطار الحب.. يطلبون الوصفة السحرية .. يبتلعون الطُعم الواقي من العثرات ..
يجعلون بابي قِبلة الحب .. يتزودون عندى بزاد الأمل..
وأجلس أنا ليلاً علي الباب أحلم بالأمل .. أناجيه .. وأرجو لقلبي المسهد أن يطيب بلقاء الحبيب ..
ويعود المسافر .. يتلهف قلبي النشوان لاحتضان العائد ..
ولكن هيهات .. فالعائد هبط علي روضةٍ هيأتها له ..وحرثتها ورويتها من نبع حبي.. فسكن إلي أحضانها ممتناً لها .. ناسيا عطار الحب دون حتى كلمة امتنان!!
متأكداً ان العطار سيلبي طلبه بالإشارة.. كجن سليمان .. وقتما يشاء!
للملمت ثوب اللهفة وجمعت أشواقي .. وتركتهم علي بابه كهدية.. وخرجت وأغلقت خلفي الباب وأحضاني خاوية ..
ابتسمت.. ودعوت له بالسعادة.