السكين في لحم خاصرتي يرقص على أحشائي
والصمت الغامض يتنهد في أقداحي
الحزن يغسل أوردتي....
وتتساقط في داخلي دموع المطر
تزلزلت السماء في صدري
واحترقت القبور على شفتي
استيقظ لأغتسل بالتراب
وأنظف جلدي من رائحة الصدأ
وأفتش في تاريخي من يوم ميلادي
عن قصيدة جديدة أسألها عن وطن
تعبت من الترحال ...احمل منذ يوم ميلادي حقيبتي
ابحث عن وطن
من يوم ميلادي وأنا اعمل...في لملمة أوراق الخريف
من يوم ميلادي أفتش عن وجه اعرفه...عن وجه يعرفني
أفتش عن وجه الوجود...
تاركاً خلفي جسدي...محترفاً الموت
تاركاً خلفي عمري...محترفاً الوقت
أردت أن احترف قصيدة لأهديها لحبيبتي...في عيد حبي وحبها
فما وجدت أحرفاً باقية...ماوجدت في شتاء عينيها عشقا
تبخرت من جلدي كلماتي...تبخرت من جلدي نبضاتي
أردت أن احترف قصيدة لأجعلها وطنا
فما وجدت شمساً تحضنني...ولا قمرا
أردت ان أصادق الغروب...ليسألني كل يوم عن حالي
ان أصادق العصافير...لتسألني عن أحبابي
أردت ان أصادق الحرية...لتفتح لي بابي
فاحترفت الحزنا...
ربما افطر هذا الصباح من أوراق حزيران
أو انتظر حتى تأتي سنونوة...تفتح النافذة
وتغني لي...أغنية جديدة عن بلادي
تتذكر معي الماضي والحاضر
ونفطر معاً وجع حزيران
قررت في العشق أن أعشق
وأهدي لكل صبية من قلبي قيثارة
لترتدي قصائدي...وأستريح على شفتيها من ترحالي
فما وجدت في دربي التائه من يتلو أشعاري
احترفت الشوق...لأهرب من عصور نائمة على أهدابي
جلست في عتمة كياني...أبحث عن شمعة
لتدلني على عش ارقد فيه...وأستريح من طيراني
سألت الليل عن قصيدة تحترف القتال
سألت الليل عن زند يحترف البندقية
عن معصم يحترف القيد والسلاسل
عن شهيد يحترف القضية
سالت المرايا المهشمة في عيوني
عن نبي جديد... قد يأتي
ويغسل صراخ الموتى عن جسمي
عن نبي جديد أقيم عنده....وأترك حقيبتي عنده
وأبقى عنده ...دون أن أرحل
أن أبقى في وطن يأويني
يسألني عن حبيبتي...عن قصيدة سعيدة في جبيني
احترفت الرحيل...لأشعل في انتظاري سيجاره
احترفت الضياع...لأبحث في الشواطئ النائمة عن محاره
وبقيت مشرداً من يوم ميلادي
أسأل عن بحر...يعشق الأفق
من يوم ميلادي...أبحث عن أصابعي
أبحث في دربي عن آثار عطشي
من يوم ميلادي...أكتب الشعر
بيتاً بيتاً...بيتاً أحذفه...بيتاً أبقيه
بيتاً أسأله إن كان يسمح لي أن أبيت فيه
من يوم ميلادي...يذكرون الوطن كثيراً أمامي
وأنا لا أعرف وجهه
بحثت عنه في وجه الماء...بحثت عنه في وجه السماء
بحثت عنه في وجه نفسي
بحثت عنه في آثار السوط الخائفة على ظهري
من يوم ميلادي...وأنا أعيش على الأوراق
اعرف أعداد الأوراق وأعداد السطور
أعرف رائحة الحبر التي تمتصني من دمي
أعرف الشعر في تجاعيد خطوط يدي
من يوم ميلادي...ابحث عن خبز لآكله
عن زيتونة...عن برتقالة
شكلها يشبه وطني...ربما؟!
ياترى كيف وجه وطني يكون؟
يشبه الحجر الراقص على حافة الأنهار...ربما
يشبه الضحك الساطع في وجوه الأطفال...ربما
يشبه النبض العاشق في قلوب المتيمين ...ربما
وجهه كوجه النضال؟....ربما!!
احترفت النضال...لأكون وطنا
احترفت العشق ...لأكون وطنا
احترفت الضحك ...لأكون وطنا
احترفت الحجر...فما وجدت على حافة الوطن...غير الرمدا
هذا الصباح كتبت قصيدة كعادتي
لكن لون الحبر فيها كان مختلفاً
كلون دمي...وجاءت سنونوة
فتحت النافذة...
فرحلت أوراقي مع الريح...حاملة قصائدي
أخذت معها شكلي...ويوم ميلادي
ومن غير أن تسألني عن وطن
رحلت السنونوة...ورحل الوطن
وبقيت أبحث عن أشلائي
والسكين في لحم خاصرتي...يرقص على أحشائي
م0ن