>{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ }<
>( اترك المستقبل حتى يأتي )<
¯ ،،،( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )،،، لا تستبق الإحداث أتريد إجهاض
الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غداً مفقود لا حقيقة له ، ليس
له وجود ، ولا طعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ،
ونهتم لحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ،
فإذا هو سرور وحبور ؛ المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن
علينا أن لا نعبر جسراً حتى نأتيه ، ومن يدري ، لعلنا نقف قبل وصول الجسر ،
أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا الجسر ومررنا عليه بسلام .
¯ إن عطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب
ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعاً لأنه طول أمل ، وهو مذموم
عقلاً ، لأنه مصارعة للظل ، إن كثيراً من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع
والعري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان
: ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ) .
¯ كثير هم الذين يبكون إلا نهم سوف يجوعون غداً وسوف يمرضون
بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام ، إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي
له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء
مفقود لا حقيقة له ، اترك غداً حتى يأتيك ، لاتسال عن أخباره ، لاتنتظر
زحوفه ؛ نك مشغول باليوم وإن تعجب فعجب هؤلاء يعترضون الهم نقداً
ليقضوه نسيئة في يوم لم يشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الأمل .
نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، وأن يتقبل منا عملنا ويبارك لنا فيه ،
ونعوذ به أن نشرك به شيئاً نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه ؛ إنه سميع قريب مجيب .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين