قــــــــال القمـــر ....
يـا ليـلُ هيَّجـتَ أشـواقـاً أُداريهـا
فسـلْ بهـا البـدرَ : إنَّ البـدر يَـدريهـا
رأى حقيقـةَ هـذا الحسـنِّ غـامضـةٌ
فجـاء يُظهـرُهـا للنـاس تشبيهـا
فـي صـورةٍ مـن جمـال البـدرِ ننظـرهـا
و ننظـر البـدرَ يبـدو صـورةً فيهــا
يـأتـي بمـلء سمـاءٍ مـن محـاسنـه
لمُهجَتـي , و أراه ليـس يكفيهـا
و راحـةُ الخلــــدِ تـأتـي فـي أشعَّتِـــه
تبغـي علـى الأرض ِ مَـن فـي الأرض يبغيهـا
و كـم رسـائـلَ تلقيهـــا السمــاءُ بــه
للعـاشقيـن , فيـأتيهــــم و يُلقيهــا
يقـولُ للعـاشـقِ المهجـورِ مبتسمـاً :
خـذنـي خيـالاً أتـى ممَّـن تسمِّيهــا
و للـذي أبعــدَتْــهُ فـي مطـارحهـا
يـدُ النَّــوى , أنـا مـن عينيـك أُدنيهـا
و للـذي مضَّـة يـأسُ الهـوى فسـلا:
اُنظــــر إلـيَّ و لا تتـــركْ تمنيِّّهـــــا
أمَّـا أنـا فـأتـانـي البـدرُ مـُزدهيـاً
و قـال : جئـتُ بمعنـىَ مـن معـانيهـا
فقلـتُ مـن خـدِّهـا , أم مـن لـواحظهـا
أم مــــن تـدلُّلهـــــا ,أم مـــن تـأبِّيهــا
أم مـن معـاطفهـا , أم مـن عـواطفهـا ,
أم مـن مَـراشفهـا ,أم مـن مجـانيهـــا
أم مـن تفتُّــرهـا , أم مـن تكسُّـرهـا
أم مـن تَلفُّتهــــــا , أم تَثَنِّيهـــــــا ! ؟
كُـنْ مثلَهـا لـيَ جَـذْبـاً فـي دمـي و هـوىَ
أو كُـنْ دلالاً , و كُـنْ سحـراً , و كُـنْ تِيهـا
فقـالَ و هــو حـزيـنٌ : مـا استطعـتُ سـوى
أَنّـي خطفـتُ ايتسـامـاً لاحَ مِـنْ فيهــا .... !
مصطفى صادق الرفعي
كنت نقلتها من كتابه
أوراق الورد