"ياللي ع الترعة" والولد العرباوي
فولكلور الأفراح والليالي الملاح في الريف المصري
صبيحة
اعتادت صبحية عبد الغني أن تغني في الأفراح وليالي الحناء في قريتها بالقناطر، حتى سمعتها يوما أحد أعضاء فرقة "الأغاني الريفية" بمركز الشرفاء بالقناطر؛ فطلبت منها الانضمام للفرقة.
التحقت صبحية التي تجاوز عمرها الخمسون عاما، بالفرقة منذ أربع سنوات وفيها يتم التدريب على الإيقاع والطبلة حتى يتمكنون من المشاركة في العروض المختلفة والمهرجانات.
صبحية هي إحدى السيدات الكبار في الفرقة والتي تقوم بتعليم الفتيات الصغار الأغاني القديمة والتي حفظتها بدورها من جداتها.
وتتقاضى العضو بفرقة الأغاني الريفية 140 جنيها شهريا، ويتدربون يومين في الأسبوع، ويرتدون أثناء العروض الملابس التراثية التي تعبر عن الريف المصري وتتمثل في الجلباب الفلاحي وطرحة تحتها "إيشارب بأوية" وكردان على الصدر.
ليلة الحنة
لا يقتصر الفرح في الريف على ليلة الزفاف بل يسبقها يومان للحناء، يسمى اليوم الأول "الحنة الكدابة" وفيها لا تعجن الحناء ولا تستخدم لهذا تسمى "كدابة"، وفي اليوم التالي الذي يسبق يوم الزفاف تحن العروس وتوزع الحناء على الضيوف والبنات اللائي يقمن بوضعها على أيديهن وأظافرهن أو يرسمن بها على أعلى الكف، بينما تقوم بعض السيدات الكبار بوضعها على أقدامهن.
ومن الأغاني الشهيرة في ليلة الحناء والتي تغنى للعريس أثناء تحضير الأرز باللبن كعادة أهل القرى، غالبا ما تنشد السيدات أغنية "يا أبو الشال تلاتاتي" والتي تقول:
يا أبو الشال تلاتاتي
قلبي يحبك يا أبو الشال تلاتاتي
يا أبو الشال تلاتاتي
حل العمامة وأعدل الطياتي
وأعدل الطياتي
ندرن عليا لو عجنت الحنة لأدعي الحبايب كلها وتباتي
يا أبو الشال منقوشِ
قلبي يحبك يا أبو الشال منقوشِ
يا أبو الشال منقوشِ
حل العمامة وأعدل الطربوشِ
من الأغاني الأخرى التي تنشد للعريس نجد "ادلع يا عريس يا أبو لسه نايلون" وتقول كلماتها:
ادلع يا عريس يا بو لاسه نايلون
ادلع يا عريس وعروستك نايلون
عند بيت ام فاروق
هاي هاي
والشجره طرحت برقوق
هاي هاي
واللي بحبه جدع مرزوق
وبلاسه لاسه نايلون
عند بيت ام حنان
هاي هاي
والشجره طرحت رمان
هاي هاي
واللي بحبه جدع عجبان
واللاسه لاسه نايلون
عند بيت أم صلاح
هاي هاي
والشجره طرحت تفاح
هاي هاي
واللي بحبه جاني وراح
واللاسه لاسه نايلون
أمك عامله مصليه
هاي هاي
وهي وليه حرميه
هاي هاي
وتتبلا عليا
واللاسه لاسه نايلون
شوفوا البت القداره
هاي هاي
رايحه المحطة بنضاره
هاي هاي
تدي لحبيبها اشارة
واللاسه لاسه نايلون
فرقة الأغاني الريفية
منالأغاني الشهيرة جدا في الأفراح لا تزال أغنية "ولا يا عرباوي" تحتل مكانة كبيرة حيث يعرفها أهل الريف والمدن على السواء والتي تقول كلماتها:
وله وله يا عرباوي
صايع يا وله وبتاع قهاوي
عرباوي عايز خد أحمر
ومنين أجيب له خد أحمر
عايز عروسته تحط أحمر
يا عرباوى
وله وله يا عرباوي
صايع يا وله وبتاع قهاوي
عرباوى عايز مشمشه
ومنين أجيب له مششه
عايز عروسته مفرفشه
يا عرباوى
وله وله يا عرباوي
صايع يا وله وبتاع قهاوي
عرباوى عايز فرش أخضر
وأجيب له منين فرش أخضر
عايز عروسته تتمخطر
يا عرباوى
وله ياوله يا عرباوي
صايع يا وله وبتاع قهاوي
عرباوي عاوز مشمشة
ومنين اجيب له مشمشة
محلا الهزار بعد العشا
يا عرباوى
العريس الغالي
يستأثر الرجل بعدد كبير من الأغاني الشعبية ومنها أيضا "يا عريس يا غالي" التي تقول كلماتها:
والله لأغني لك يا عريس يا غالي
والله لأغني لك وأسهر الليالي
لأغديك بوزة وأعشيك بوزة
وحياة رب العزة
أنت عندي غالي
والله لأغني لك يا عريس يا غالي
والله لأغني لك وأسهر الليالي
لأغديك بدبيحة وأعشيك بدبيحة
عروستك مليحة
وأنتَ عندى غالى
والله لأغني لك يا عريس يا غالي
والله لأغني لك وأسهر الليالي
يا عريس لأغنى لك
يا عايق من دول جيلك
والله لأغني لك يا عريس يا غالي
والله لأغني لك وأسهر الليالي
لا اعشيك بوزة و أغديك بوزة
وحياة المعزة
دا أنتَ عندى غالى
يا عريس يا غالى
من الأغاني القديمة جدا تبرز "ياللي ع الترعة" بما تحمله من إيحاءات صريحة، وتقول كلماتها:
ياللى ع الترعة حوِّد ع المالح
وشوف الحلوه اللي عودها سارح
رجلى بتوجعنى
من إيه ؟
رجلي بتوجعني من مشى امبارح
ياللى ع الترعة حوِّد ع المالح
إيدى بتوجعنى
من إيه ؟
إيدي بتوجعني من غسيل امبارح
ياللى ع الترعة حوِّد ع المالح
راسى بتوجعنى
من إيه ؟
راسي بتوجعني من لف امبارح
ياللى ع الترعة حوِّد ع المالح
شعري بيوجعني
من إيه؟
شعري بيوجعني من شد امبارح
ياللي ع الترعة حود ع المالح
ياللي ع الترعة حود ع المالح
وسطي بيوجعني
من إيه؟!
وسطي بيوجعني من رقص امبارح
يااللي ع الترعة حود ع المالح
ومن الأغاني التي تنشد للفتاة هناك اغنية "الشارع عالي وواطي" وتقول كلماتها:
الشارع عالي وواطي
أخدنا بنت العمدة وسبنا بنت الواطي"!!
إنشالله تعمريها.. وولادك يبقوا فيها
يا أخويا بركة لك.. خدنا اللي تعمر دارك
وتتألف الأغاني الشعبية من كلمات بسيطة ليسهل حفظها وترديدها من الجميع وتعتمد على التكرار اللفظي وتدور موضوعاتها حول علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع وتتويجها بالزواج الشرعي بين الاثنين، وغالبا ما تصف جمال العروس وأصلها وأخلاقها وعراقة أسرتها، والفخر بالعريس وشجاعته وكرمه ونجاحه في اختيار العروس ذات الأصل العريق.
د. خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبي أوضح أن اهم ما يميز الأدب الشعبي أنه يعبر عن الإنسان في جميع مراحل حياته السعيدة منها والحزينة. وتاتي على رأس هذه المناسبات؛ الأفراح، بداية من قراءة الفاتحة وكتب الكتاب ومرورا بليلة الزفاف وصولا إلى يوم الصباحية كذلك.
وإلى جانب أن التراث الشعبي يقدم لنا أغاني مبهجة في هذه المناسبات، فإن لها وظيفة اجتماعية حيث نجد الراوي الشعبي يعبر عن العريس والعروس، وحتى الزغرودة لها دلالة رمزية، ونجد مثلا في كتب الكتاب تشتهر أغنية مثل "كتبوا كتابك يا نقاوة عيني" التي تدل على اقتناع العريس باختياره.
وترتبط بهذه المناسبات، كما يقول د. أبو الليل، بعض العادات التي مازالت مستمرة حتى اليوم مثل توزيع الحناء وهو طقس مستمر في العادات المصرية. مشيرا إلى الوظيفة الاجتماعية للأغاني الشعبية وهي محاولة تهيئة العروسين للحياة الجديدة والانتقال من حياة العزوبية والوحدة إلى العيش مع شريك.
البعض يعيب على الأغاني الشعبية أنها جريئة وبها العديد من الايحاءات أو التصريح الجنسي، لكن د. أبو الليل يوضح أن هذا الأمر موظف اجتماعيا، وأن هذه الأغاني إنما يغنيها الشباب للفتى وتغنيها البنات للفتاة من أجل تهيئتهم للحياة الجديدة التي في انتظارهم.