حل الشتاء فقلت صيف حاني
للخير رمز غيثه حياني
هيأت روحي كي تعانق غيثه
فرمى الردى والموت في أحضاني
وجرى سيولاً كي يقبل جبهتي
فاجتاحني والأهل في فيضان
شد الجدائل والثياب لحضنه
ولقد تمادى في الفضا عراني
وجرى اغتصابي والشراسة طبعه
بعناقه تمزيقه فستاني
في فضح ضعف مرافقي بل زيفها
في فضح أمر المسك والوديان
نثر المنايا في الدروب وديرتي
بعد اغتصابي عافني ورماني
في حضن سيل جارف لم يبق لي
بيتاً وأهلاً واحتوى جيراني
أبت المجاري أن تخلص ديرتي
من طفح مسك عارم الفيضان
إن جاءني أو زارني في ليلة
في غفلة الأهلين والاخوان
********************
المسك كان من المباهج عندنا
وشذاه طيب كان للأردان
واليوم أصبح من توابعه الردى
والموت منه محتم متداني
ضلوا فسموا الممت ( مسكاً ) طيباً
فإذا به ضرب من الطوفان
يسعى إلي بريحه ونتانة
ومياه آسنة أبت نسياني
غطت بليل ماطر أحياءنا
فغدت حطاما مالنا ودياني
وغدت بيوتي كالطلول يؤمها
بوم المنايا استنفرت غرباني
هتكوا دروبي واستبيحت بنيتي
فجرى الردى المحتوم في بنياني
قالوا :: ادفنوها واردموا أرجاءها
والسيل يخفي سوءة الشبطان
إن كان موتي للضمائر صحوة
أهلاً به والموت من إيماني
هل من ضمير يستفيق وهل أرى
يوما ًيحاسب تاجر الأكفان ؟
************************
هل صحوة تحيي الضمائر؟ سادتي
أم أهلكتها جملة الأدران
إن الضمائر في اللحود مقيمة
وتحكم الشيطان في الإنسان
فاندب معي أحياء جدة إنها
ماعادت الغيداء في الفستان
ياسيدي أنقذ مدينة مهجتي
وعروسنا من سطوة الغيلان
ممن تسبب في كوارثها وقد
صارت ضحية مهمل متفاني
في خنق جدة خنقها إهمالها
وكما اليتم مهمش ويعاني
حتى يحاسب من يقنن موتها
ويروغ في صلف عتي جاني
ياسيدي غارت جراحي فاحمني
من مهمل لمرافقي سكاني
إن الكروب تواترت وتعددت
صار الخراب هويتي عنواني
هذا زمان ما ترفق لحظة
فينا زمان ظالم هاماني
**********************
بدري تمزق في زوايا ( جِدتي )
والشمس ضاعت في دروب هواني
فأعد لبدري ضوءه وبهاءه
ولشمسي الإشراق في الأركان
وتراكم الهم القديم كما الذي
قد كان من فقر ومن حرمان
هذا العناء تعددت أشكاله
ولقد شكوت ومل منه لساني
عل المجاري تنقذ الحي الذي
يبكي المرافق هشة الأركان
كنا نؤمل بالرعاية غفلة
منا وإذ بالموت في الأحضان
حل الهلاك بكل ركن ساكباً
موتا جرى في القلب والشريان
هل ذا ابتلاءً أم تجاوز بعضنا
لشريعتي الغراء والقرآن
حيث الأوامر والنواهي كلها
تقضي بحفظ كرامة الانسان
ما كان منهم غير تجريمي وقد
حفروا لحودي واعتلوا أحزاني
د / مريم البغـــدادي
ملحق الشعر بجريدة المدينة
الاربعاء 20/ 1/ 1431هـ