_ثانياً::التطوع هو مصدر رفاهيتنا الروحية ::..
إننا نشعر بالرفاهية والأناقة المادية حين نتجاوز مرحلة الضرورة والحاجة ونستمتع بالكماليات !
إننا حين نأكل الفاكهة نشعر بالرفاهية !!
وحين نركب سيارة فاخرة نشعر بالرفاهية!!
وحين نلبس الثياب النفيسة ، نشعر بالرفاهية !!!
وهذا الشعور ينبع من ملائمة ما نستمتع به لمُشتهياتنا وأعماق طبائعنا ، كما أنه ينبع من الشعور بالرضا حين تُقارن نفسك ،_وأنت تستمتع بالكماليات _ بأولئك الذين لا يجدون الضروريات ...
إخوانى وأخواتى الكرام::..
نحن نشعر بالرفاهية الروحية_إن صح التعبير_ حين نشعر أننا أدينا الواجب علينا ، ثم جاوزناه لعمل ما ليس بواجب ، مثل ::
_أداء النوافل والسنن والآداب والمُستحبات وكل ما يترتب على تركه عقوبة ...
ونشعر بالرفاهية الروحية أيضاً:: حين نترك الكبائر والمحرمات ، ونبدأ بالتحرز عن الصغائر والمكروهات والمشتبهات وما فيه خلاف بين أهل العلم ....
وهذا يعنى أنَ أهل ((الورع)) وأهل البذل فى سبيل الله ، وأولئك المجتهدين فى العبادة هم أهل الشعور بالرفاهية الروحية ....وهذا صحيح ومشاهد ، وشعورهم "بالرفاهية" أو الرضا والسعادة هو عاجل البشرى ، وعاجل الجزاء من الله تعالى ، وما ادخره الله لهم من الثواب أكبر وأدوم ...
إخوانى وأخواتى الكرام ::..
نحن نريد فى أسرنا أن نُربى أطفالنا على معانى ""التطوع"" حتى يتقربوا من ربهم ويُسهموا فى حل مشكلات مجتمعهم ومن الواضح أن الله تعالى جعل حياتنا ""الإجتماعية" عبارة عن إمتحان لنا ليرى _سبحانه_ أولئك الذين يوجدون الفائض افجتماعى من خلال تطوعهم ومبادرتهم إلى الخير ....
وليرى أيضاً الذين يستهلكون ذلك الفائض من خلال كلالتهم وانحرافهم عن الطريق القويم الذى أمرنا الله به ....
وقد وردت أحاديث كثيرة تُشير إلى أشكال التطوع التى تُولَد الرفاهية الروحية منها ::
_إماطة الأذى عن الطريق..
_الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر..
_نصيحة مسلم وإرشاده إلى الخير ..
_إصلاح ذات البين...
_التبسم فى وجوه الذين نُقابلهم ولو لم نعرفهم .
_المبادرة بإلقاء السلام على من نعرف ومن لا نعرف من المسلمين...
_مساعدة مسلم فى حمل متاعه أو تشغيل سيارته ...
_التبكير إلى المسجد والصلاة فى الصف الأول ..
_أن يصل المرء من يقطعه من أرحامه وأقاربه ...
_الإحسان إلى الجار والصبر على أذاه ...
وغير ذلك مما حثَ عليه الشرع الحنيف وما هذه إلا أمثلة وفقط ..
إخوانى وأخواتى الكرام::..
إن الناس اليوم يعانون من جدب روحى بسب الحياة المادية الصاخبة التى نعيشها ، وهم يُحاولون تندية أرواحهم من خلال ترفية أخسامهم من خلال الفاخر من المأكل والملبس والمسكن والسيارة ....إلخ !!!
لكنهم مع الأسف لا يشعرون بالتحسن ولن يشعروا به لأن القحط الروحى سببه "الغفلة والمعصية والأنانية " !!!!
ولا يمكن القضاء عليه إلا من خلال المزيد من "التطوع والتعبد والتنفُل " وهذا ما على أسرنا أن تجعله ضمن دائرة اهتمامها ....
والحمد لله رب العالمين
ويتبع إن شاء الله تعالى ...