السلام عليكم ورحمةالله
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لانبى بعده .. محمد وعلى آله وصحبه ... أما بعد ,,,
أيها الأحبة الكرام :
يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :
( من سرّه أن يبسط له فى رزقه وأن ينسأ له فى عمره فليصل رحمه ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
فلا شك أن صلةالرحم من أهم الأسباب فى زيادة الرزق وطول العمر والبركة فيه
وقد يقول قائل كيف يزيد عمرى وقد كتب الأجل والرزق من قبل أن يولد الإنسان ؟
قال بعض أهل العلم ذلك فى قوله تعالى : ( يمح الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)
فالرزق والأجل محددان فى اللوح المحفوظ أن فلاناً يعيش مثلاً ستون عاما إذا وصل رحمه وأما إن لم يصلها فإنه يعيش أقل من ذلك , والعبد له الخيار فى قضيةالإيمان والكفر , فى الطاعة والمعصية بعدما بين الله له الطريق المستقيم وأرسل له الرسل وأنزل الكتب فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
فمن وصل رحمه يثبت الله تعالى أجله الأكبر ويمح الآخر - إن صح التعبير - وإن لم يصل رحمه لم يحصل على بركة عمره .
ولبعض أهل العلم أقوال أخرى فى تفسير الآية لا يتسع المقام لسردها
ولكن ...
مَن الواصل ... ؟ أو ماالمعيار الذى يحدد صلة الرحم المطلوبة
والتى أمرنا بها ربنا فى كتابه ورسولنا فى سنته ؟؟
ليس كما يعتقد البعض بأن ( من وصلنى وصلته ومن قطعنىقطعته )
فهذا هو المكافئ .. وهو ليس بواصل لرحمه بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها )
فالذى يرجوا ثواب الصلة لا ينظر إلى رد فعل أقاربه وهل سيردون الزيارة أم لا
فهو يصل من أجل الأجر والثواب ولا ينتظر مكافئة أهله وأقاربه
فالواصل الحقيقى : هو من يصل رحمه عندما يقطعونه
ويقابل قطيعتهم وإسائتهم وجهلهم عليه بالإحسان وطيب الأخلاق
فقدجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( يا رسول الله إن لى قرابة أصلهم ويقطعوننى
أحلم عليهم ويجهلون عاىّ أحسن إليهم ويسيئون إلىّ
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كأنما تُسِفُّهُم المَلّ
ولا يزال معك من الله ظهير عليهم)
والمل هو التراب كما قال أهل العلم
وبعدما تعرفنا على بعض فوائد صلة الرحم .... فهيا بنا لنتعرف على شؤم قطيعة الرحم
وماذا تفعل بصاحبها ,,,
يقول تعالى ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم .. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)
يا له من عقاب أليم
طردٌ من رحمة الله تعالى ... وصممٌ ... وعمى .... سلم يا رب سلم ..
بالإضافة إلى ما ذكرناه آنفاً من عدم البركة فى الرزق والعمر ..
اللهم اجعلنا من الواصلين لأرحامناآمين آمين
ولنعلم أن إخواننا فى غـــــــــــــزة من أرحامنا
فأخوة الدين أقوىبكثير من أخوة النسب
فلا تقصروا فى وصلهم .. ولا تقطعوهم
إن لم تصلوهم بما هم فى حاجة إليه الآن
فصلوهم على الأقل بالأموال والدعاء
سامحونى للإطالة
هذا وما كان من توفيق
فمن الله وحده وما كان من خطأ أونسيان
فمن نفسى ومن الشيطان
وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته