يعاني كل الأطفال من عملية تكوين ونمو الأسنان كما يعاني بعض الأطفال من القيء والإسهال وبعضهم يعاني من مرض ضيق التنفس وهكذا, وفي خلال العامين الأولين تكون الأسنان هي الهاجس الأول للطفل حيث يدخل أي شيء يحمله في يده إلى فمه حتى يستطيع الضغط عليها.
وتعتبر الأسنان من أهم الأعضاء المكونة لعملية الهضم حيث تعتبر هي المفتاح لتلك العملية, وإذا صلحت واستطاعت تقطيع الطعام لجزئيات صغيرة فان بقية أعضاء الجهاز الهضمي سوف تقوم بواجبها بكل كفاءة, أما إذا عجزت فان ذلك سوف يؤثر على بقية أعضاء الأجهزة الهضمية. وبالتالي سوف لن تستطيع القيام بعملها كما ينبغي لها.
ويصرح البروفسير ريبكا فيلستفال بالقول: "إذا كنت تعتقدين أن طفلك صغير جداً ولا يجب مراجعة طبيب الأسنان للفحص عليه, فأنت غير محق في ذلك, إذ أن أسنان طفلك تصبح في خطر بمجرد تناوله لبعض الحلويات".
هل طفلك في خطر ؟
حينما أخذت الأم كارين رايس طفلها ذا الأربعة أعوام إلى طبيب الأسنان من أجل الفحص، لم تكن تتوقع إن يكون طفلها مصاباً بأي شي, ولكنها أخذته من باب الحيطة والحذر, ولكن دهشتها كانت كبيرة حينما ذكر لها الطبيب بأن طفلها مصاب بداء التسوس وفي أحد أهم أضراسه, وأن هذا الضرس قد تأثر بسبب التسوس الذي أصابه ويجب خلعه!"
وبعد فترة اشتكى الطفل من تسوس بعض أسنانه الأخرى.
عادة ما يعتقد الآباء بان تسوس أسنان أطفالهم إنما ناتج عن إهمال أطفالهم لعملية تنظيف أسنانهم "السواك" ولكن القليل من الآباء هو الذي يفهم بأن التسوس إنما هو مرض ناتج عن بعض الجراثيم المحددة والبكتريا, وهذه الجراثيم عادة ما تنتشر بين أفراد العائلة وتستثمر هذه الجراثيم كل قوتها لتفتك بأسنان الأطفال الغضة.
أهمية مادة الفلورايد في الماء:
في الولايات المتحدة نجد نحو 4 مليون طفل مصاب بداء التسوس في الأعوام الماضية بينما ازداد هذا العدد في العام الماضي ليصل إلى 4 مليون وستمائة ألف طفل.
وفي هذا الصدد ينوه البروفيسور بول كازما سيمو "مدير قسم طب الأسنان بجامعة اوهايو بامريكا " قديما لم يكن الأطفال يتناولون كمية كبيرة من الأطعمة المسكرة والحلويات، أما الآن فقد زادوا من معدل تناولهم لتلك المواد, ولهذا ازدادت نسبة إصابتهم بداء التسوس".
وأضاف البروفيسور "إن عدم وجود مادة الفلورايد المضادة لعملية التسوس في مياه الشرب التي يتناولها الأطفال أيضا يزيد من نسبة الإصابة بداء التسوس".
ويضيف البروفيسور "إن البكتريا أيضا قد تتسبب في الإصابة بداء التسوس، – حيث تظهر في شكل غلاف أصفر خارجي على سطح الأسنان مما يجعلها عرضة لتكون الطلاء الحامضي, وبالتالي تصبح السن الناقصة للمواد الكالسية أكثر عرضه للإصابة بمرض التسوس وبالتالي يجعلها عرضه للانهيار".
وفي هذا الصدد يوضح لنا البروفيسور بورتون ادلشتين مدير صحة الطفل "تبدأ أسنان الطفل بالتسوس حينما تهاجمها بكتريا تسمي " موتانس استريوتوكوس "
وتعيش هذه البكتريا على بقايا المواد السكرية التي تتكون بتلك الأسنان، و حينما تأكل بقايا تلك المواد فإنها تفرز مواد حامضية, و هي المواد التي تعمل على تآكل السن.
الإهمال أول الطرق للإصابة
عادة ما يبدأ مرض تسوس أسنان الطفل حينما يبلغ عمره سنتان, وتقول معظم الدراسات بان الأم هي المسبب الأول لمرض تسوس طفلها وهذا ناتج عن محاولتها إطعامه بعض الأطعمة بحيث تقرضها له ومن ثم تقدمها له في فمه, وبالتالي تنقل الجراثيم من فمها إلى فمه وبالتالي يصاب بداء التسوس, وأحيانا تهمل الأم أو الأب أو الأخوان في فرشاة أسنانهما, يلتقطها الطفل ويضعها في فمه مما يجعل الجراثيم والبكتريا تنتقل بسهوله من الفرشاة لفمه, وأحيانا يلتقط الطفل الملعقة التي تستخدمها أمه أو إخوته بالمائدة وعندها تنتقل الجراثيم بسرعة إلى فمه.
ويضيف البروفسير بورتون " إن الكثير من الآباء والأمهات يعتقدون بان الإصابة بمرض التسوس بالنسبة للأطفال إنما هو ناتج عن الوراثة ولكن هذا القول ليس صحيحا , وإنما تنتقل هذه الجراثيم بين أفراد الأسرة وهم لا يشعرون بذل ."
تاريخ المرض في العائلة:
عانت الأم ايملي موسبي من آلام التسوس حينما كانت صغيرة, ولكن بمجرد إن ظهرت آثار هذا المرض على طفلتها, أسرعت بها إلى طبيب الأسنان – لقد كانت دهشتها كبيرة حينما اعلمها بأنها تعاني من مرض التسوس وانه ترك فجوة كبيرة في إحدى أضراسها الجديدة, اندهشت ايملي لأنها كانت دائمة الإشراف على طفلتها في عملية السواك بينما هنالك أطفال لا يعرفون السواك ولا يصيبهم هذا المرض؟
ولهذا حينما يعاني كل منا من آلام الأسنان عليه باليقظة والحذر تجاه أطفاله, وان من سوء الحظ إن المضادات الحيوية لا تقتل تلك الجراثيم والبكتريا ولهذا قد أوصت الأكاديمية الخاصة بأطباء الأسنان بأخذ تفاصيل كاملة عن تاريخ المرض لدى الأسر حتى يتوقع طبيب الأسنان نسبة إصابة الطفل بذلك المرض الخطير.
المصدر: Parents.com
منقول