وقالت
أَرى لِوَجْهِكِ وَجْهَانِ
نُورٌ بِنُورِه تَبْرُقُ العُيُونُ
نَارٌ بِوَهَجِهَا يَغْتَسِلُ اَلْبَيَاضُ
طُقُوسٌ لَيْلِيَةٌ تَحُومُ غَضَباً وَيَاْساً
وقالت
فِي ظُلْمَةِ الدُجَى
تَتَرَاقَصُ يَنَابِيعُ الدُمُوع
عَلَى مِسَاحَة مَرْسُومَة التَجَاعِيد
لِتُخَلِفَ مِنْ وَرَائِهَا
رَقْرَقَةَ المَوْتِ
تَجْلِسُ هُنَاكَ عَلَى كُرْسي
بِحَدِيقَة أَشْجَارُهَا
سِيرَةٌ ذاتِيَة لِحَيَاةٍ
بِلَا وَطَن
تُلَاعِبُ بِقَدَمَيْهَا وُرَيْقَات ذابِلَة
كَأَنَهَا تُسَامِرُهَا
العَذَاب
وقالت
استفيقي يا جراح العمر تترا
و اقرعي أبواب حزني و افتحيها
لن أبالي إن سكبت الدمع نهرا
أو حبسته في المآقي كي يكويها
هيا يا أوجاع دربي ثوري قهرا
فجري براكين صمتي ثم اخمديها
أين أمي أحضن فيها حنانا
أين نبعا يغسل آلامي فيشفيها
أين أنت يا أبي تطفئ نارا
تسجر أشلاء قلبي و ترميها
كل عصر من زمان الود ولى
قاطع ألحان صفو أبتغيها
كنت أرسم بالأماني أوراق زهر
تيبست، و غاب رحيق كان فيها
هذا حرفي أغضب الخلان، عذرا
فبما أحفظ عهود صدق أجتبيها
هي قالت للأماني ما خلقت
كذبوها و لصراع قذفوها
حرف الحرمان
كم ثورة و كم بركان
و كم ألم و كيف يكون الإحتمال
فما نحن إلا بشر ضعفاء حتى حين الاقتدار
لم أفرط في التأمل في تقاسيم حرفك في كل لوحة
دومي بتألق التعبير تمتازين
لك ودي
وقالت
كَعَاصِفََةٍ مَكْسُورَة ٍ
أَمَامَ صَحْرَاء غَيْرَ مُبَالِيَةٍ
تَتَخَبَطُ هُنَا وَهُنَاك
كَشَرنَقَة تَعِدُ نَفْسَهَا بِغَدٍ أَفْضَل
تَهْزِمُ يَوْمَ الوِلَادَة بِحُمْقِ الأَيام
آه آه آه
حَرْفَانِ بِعُمْرِ قَرْن
وقالت
جَمْرٌ فَوْقَ وَرَقَة حيَاتِي
يُلَوِنُ بَيَاضهَا بِسَوَاد
تَعْبَقُ رَائِحَةُ الحَرِيق
المَــكَان
تَجْلِسُ كَأَنَ اَلْمَكَانَ وَعَدَهَا
بِصَمْتِ اللَحَظَاتِ..
نَسَخَهَا الْأَلَمُ أُسْطُورَةً بَاكِيَة
بَيْنَهَا و بَيْنَ الحَيَاة
نَظْرَةُ إلَى وَرْدَة
جَسَدٌ فِي اللاتَوَازُنِ مَوْزُون
يَسْتَنِدُ عَلَى مَوْتِهِ
مُرَتِلاً أُكْذُوبَةَ الصَبْر
طَرِيقٌ طَوِيلٌ مَحْفُوف
بِالغُمُوض
بِالضَيَاع
كَتِلَك الِعَيْنَيْن اللتين يَمْلَؤهُمَا
شُرُود فَنِي اسْتَنْبَط بُؤسَهُ
مِنْ مَلْحَمَة َتَسْتَعْرِض
درَامَا بِتَرَاتِيل مُجَوَفَة
يَوْمٌ حَافِلٌ أَسْرِقُ مِنْهُ
لَحَظَاتٍ أَنْفرِدُ بِهَا مَعَ
نَفْسِي وَقَلَمِي يُغَرْبِلُ
حُرُوفَه لِيَسْتَقِرَ حبْرُه
عَلَى ثُلَاثِيَة
أ لـَ ـ ـ ـم
وقالت
نَفْسِي
هَمَسَتْ لِي
صُورَةٌ مُضْحِكَة تُخْفِي.
مِنْ وَرَائِهَا جَبَلَ انْكِسَار
عَلَى سَفحِه وَادِي الإنْهِيَار
وقالت
تَسْتَقْطِبُنِي...تَحْضُنُ ِي أحْيَاناً
أضْوَاءٌ مُسَلَطَةٌ..
ثُمَ تَقْذِفُنِي بِلَا رَحْمَة فِي غَيَاهِبِ اَلْمَجْهُول
تَوَقَفَتْ أَكْثَرَ مِنْ مَرَة
لِتُعَرِي وُجُوهَهُمْ
وَتَكْشِفَ عَنْ النِقَاب
ثًمَ وَجَدَتْ أَنَ الأَمْرَ لَا يَسْتَحِق
تُصَوِرُ حَالَةَ قوَتِهَا فِي الضَعْف
بَيَانَاتٌ مُتَنَاقِضَة بَيْنَ لَحْظَةِ غَضب وَانْفِرَاج
وَالأَسْوَأُ دَائِماً عَلَى عَاتِقِهَا وَعَلَيْهَا أَنْ تَتَحَمَلَ العَصَبِيَة ...
لِأَنَ الإبْتِسَامَة فِي طَرِيقِهَا إِلَى الآخَرين
..
تَتَورَدُ اَلْخُدُودُ امْتِعَاضاً
لَا خَجَلاً..
وَتَدْمَعُ اَلْعُيُونُ حُزْناً
لَا بَرِيقاً
فِي ظِلَالِ أُكْذُوبَةِ الْعَلَاقَاتِ الإنْسَانِيَة
..
قَرَأْتُ مَلَامِحَهَا عَلَى مِرْآةٍ عَكْسِيَة
..
تَتَوَسَلُ إِلَى ربِيعِهَا.. لِيَشْطُبَ
أَوْرَاقاً خَرِيفِيةً..زَرَعَتْهَا
إِنْسَانِيَة مَزْعُومَة
..
كَثِيرَةٌ هِيَ اَلْوُجُوه التِي تَحُومُ بِأَقْنِعَة
لَا وَصْفَ لَهَا...
مُدَعِيَة تَرْكَ اَلْحَال كَمَا هُوَ عَلَيْه..
باسْمِ ..لأَجْلِ خَاطِرِك
..
تَتَسَاقَطُ أَوْرَاقُ الأَلَم
كَدَمْعٍ جَارِفٍ
وَتأْخُذُ مَعَهَا دَفَائِنَ
الرُوحِ المُعَذَبَة بِظِلَالِ النَاس
..
رِحْلَة الخَيَال تُبْحِرُ ..
بَعِيداً عَنْ سَذاجَة الوَاقِع
الذِي يُحَاولُ جَاهداً تَجْمِيل
مَلامِحِه
عَلَى مِرآة كَاذِبَة
تَقْرَأ عَنْ نَفْسِهَا..
بُحَيْرَة خَالِدة بِشَلَالِ الدُمُوع
تَتَلألَأ كُلَ فَجْرٍ بِالنَدى الزُجَاجِي
عَلَى جَسَدهَا ..
ألَنْ يَنْتهِي ذَاك العَبَث
بِمُقْلَة العَيْن..
يَتَحَولُ الحُلم إلَى كَابُوس..
إلَى قُضْبَان تَحْبِس أنْفَاس الحُرِيَة
عَلَى وَطَن ..على جَسد جَرِيح..
ابقَي أيَتُها الإنْسَانِية
بَعيداً ...
أصْبَح ثَوْبُك مُدَنَساً
.
تَتُوه بَيْنَ النَاسِ..
كَرِيشَة يَقْذِفُها الرِيح فِي
لَيْلَة سَمَاؤُهَا ..
لَمْ تَنْبُض فِيها النُجُوم..
ولَمْ يُغَازِل فِيها القَمَر
تلاَل السَهر
..
تَتَقَاذَفُنِي الأمَاكِن بِقَسْوَتِهَا
كَخِرْقَة بَالِيَة عَلَى رَصِيف الشَوارِع..
رُغم صُمُود الكِبْرِيَاء المُزَيَف
..
هِيَ قالت
اتمنى ان يبقى ولو قليلاً من ضوئها اهتدي إليه
ولكن عادة لا يستمر طويلاً ذاك الضوء
سوء الظن يظلم الدروب المنيرة
أنْزَوِي لِوَحْدِي فِي غُرْفَةِ أحْلاَمِي..
أنَاجِي القَمَر..
أتَحدَثُ إلَى النُجُوم
أصْدِقَائِي الصَامِتُون
وَأبْصُم علَى بُحَيْرَة دَمْعِي
نِهَايَة المِشْوَار
..
يَكْتَوِي بَصَرِي بِنَارِ القُيُودِ
يَغِيبُ ذِهْنِي فِي دَوَامة الشُرُودِ
صَمْتٌ مُطْبِقٌ عَلَى لُغَة العَجْز
ألَمٌ حَيٌ وأمَلٌ ميتٌ..
..
يضِيعُ نُورُ الأيَامِ وسَطَ حَفْنَة رَماد
خَلَفْتْهَا نِيرانُ مَشَاعِــر
لمْ تَعْرِف للحَيَاة سَبيل
لِتَحْجُبَ نفْسَها عَنْ الأنْظَار
مِنْ وراء سِتار
كَشَف عَنْ عُيُونٍ خَرْسَـاء
مُشَتَتَة..
أَعْبُــرُ فََضَاءَاتِ الخَيَــالِ
وَظِلُ يُحَاصِرُنِي..
يأسِرُ كُـلَ لَحَظات وَطَن يَسْكُنُ
أوْصَالِي..
بَصِيصُ شَمسٍ بَـارِدَة
فِي أفق ضَبَابِي
.
فِي لَحَظاتِ تَـاَمُـلٍ
مَسْـرُوقَةٍ مِنْ فَوْضَى الشَتَـات..
يَسْـرِي مَوْجٌ مَكْسُـورٌ..
عَلَى نَبْضِ مَلامِحَ خَاضِعَةٍ..
لِعَمَـى الألَـم
...
مُتَخَفِيَة وَرَاءَ نُـورِ
متأمِلٍ صَدَأَ بَريقِ عُيُونِي..
يَتَسَاءَلُ بِغَرَابَةٍ مُصْطَنَعَة..
عَنْ سِـرَ ظَلامِ الفَجْـر..
بَيْنَ أوْرَاقِي
..
ثَرْثَرَةُ مَلامِح صَامِتَة..
لابْتِسَامَة تُجَاهِد للوُصُولِ
إلَى فَرْحَـة الشَرَايين الجَافَـة
بِدَمعِ الشَجَن..
..
أتَأمَـلُ ضَجِيج الغَضَب
مِنْ ورَاءِ قُضْبَـان..
تأسِرُ حِلْمِي وَ حُلُمِي..
علَى ضِفَافِ شَهْقَـةِ عَيْن
...