يقول الخليفة عمر بن عبد العزيز:
إن لي نفس تواقة، وما حققت شيئا إلا تاقت لما هو أعلى منه،
تاقت نفسي إلى الزواج من ابنت عمي فاطمة بن عبد الملك فتزوجتها،
ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها،
وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها،
و الآن يارجاء تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها."
ذلك معناه أن تكوني طموحة دائمة الاخضرار،أن تكوني قابلة للتجدد،للتمدد،للسمو...
إن عمر بن عبد العزيز قدم نموذجا رائعا عبر العصور في كيفية سمو الروح وارتقائها الدائم
وتعلقها بالنجوم...
ولكن حتى تكون نفسك تواقة فلابد أن تخفف من أحمال الدنيا وأثقال النفس، فكلما كنت
أخف كنت أقدر وأسرع على التحليق والوصول...
وقد أخبرنا هذا الخليفة العظيم كيف تخفف النفس من أحمالها:
قال رجاء بن حيوة وزير عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشدي الخامس:
كنت مع عمر بن عبد العزيز لما كانوالياعلى المدينةفأرسلني لأشتري له ثوبا،
فاشتريته له بخمسمائة درهم، فلما نظر فيه قال: هو جيد لولا أنه رخيص الثمن!!
فلما صار خليفة للمسلمين ، بعثني لأشتري له ثوبا فاشتريته له بخمسة دراهم!
فلما رآه قال: هو جيد لولا أنه غالي الثمن!!
قال رجاء: فلما سمعت كلامه بكيت.
فقال لي عمر:مايبكيك يارجاء؟
قلت:تذكرت ثوبك قبل سنوات وما قلت عنه.
فكشف عمر لرجاء بن حيوةسر الفرق بين هذين الموقفين.
وقال يارجاء:
"إن لي نفسا تواقة......." المقولة السابقة.
لا يكون تخفف النفس فقط عن طريق الزهد فيما لديك أو الترخص في قيمة الثياب،
ولكن لكل نفس ما يثقلها ويشغلها .. يعبث في دواخلها ويثبطها..
أليس يسلي النفس كلما توقفت وتعبت ،أرهقت وأثقلت،جرحت وتألمت أن تلمع أجنحتها
وتنفض عنها الغبار وتذكرها بغاية هي الأسمى والأبعد؟
ذلك يدفعنا للتفكير في قيمة أخرى"التركيز والعمل"، تلك النفوس التواقة هي حتما نفوس
مطلعة محبة للعلم عاشقة للعمل قادرة دوما على الابداع والتفكير وفتح نوافذ جديدة...
ولا شيء ينال من أجنحتها...
لكل النفوس التي نحب.. والتي شاركتنا زمنا في التحليق من خلال تربيتها الصالحة
وتوجيهاته.. نحب أن نتقوى بكم .. ونحب رفرفات أجنحتكم في حياتنا..
فساعدونا دوما للتحليق إلى الأعالي
ساعدونا على محبة الخير ونشره
ساعدونا على الابداع
عسى كل عام ونفوسكم ونفوسنا تواقة..!