كيف أصبحت ..؟! كيف حالك ..؟!
*************************
أخوتي في الله .. لقد شرح الإمام الغزالي (رحمه الله ) في كتاب له أن للعزلة عن الناس فوائد منها :
التخلص من المعاصي التي يتعرض لها الناس بالمخالطة كالغيبة والنميمة والسكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و أيضا الرياء ؛ إذ اعتبر أن أقل ما يجب من مخالطة الناس إظهار الشوق والمبالغة فيه و لا يخلو ذلك عن كذب إما في الأصل وإما في الزيادة ، وإظهار الشفقة بالسؤال عن الأحوال بقولك : كيف أنت ؟ وكيف أهلك ؟ وأنت في الباطن فارغ القلب من همومه وهذا نفاق محض ..
... أما السلف فكانوا يتلاقون ويحترزون في قولهم كيف أصبحت ؟ وكيف أمسيت ؟ وكيف أنت ؟ وكيف حالك؟وفي الجواب عنه ....
* فكان سؤالهم عن أحوال الدين لا عن أحوال الدنيا *
*
كان إذا قيل لسيدنا عيسى عليه السلام كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت لا أملك تقديم ما أرجو ، ولا أستطيع دفع ما أحاذر ، وأصبحت مرتهنا بعملي والخير كله في يد غيري ولا فقير أفقر مني .
*
وكان الربيع بن خثيم إذا قيل له :كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت من ضعفاء مذنبين نستوفي أرزاقنا وننتظر آجالنا .
*
وكان أبو الدرداء إذا قيل له : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت بخير إن نجوت من النار .
*
وكان سفيان الثوري إذا قيل له : كيف اصبحت ؟ يقول : أصبحت أشكر ذا إلى ذا ، وأذم ذا إلى ذا ، وأفر من ذا إلى ذا .
*
وقيل لأويس القرني : كيف أصبحت : قال : كيف يصبح رجل إذا أمسى لا يدري أنه يصبح ، وإذا أصبح لا يدري أنه يمسي ؟ .
*
وقيل لمالك بن دينار : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت في عمر ينقص وذنوب تزيد .
*
وقيل لبعض الحكماء : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت لا أرضى حياتي لمماتي و لا نفسي لربي .
* وقيل لحكيم : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت آكل رزق ربي وأطيع عدوه أبليس .
*
وقيل لحامد اللفاف :كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت أشتهي عافية يوم إلى الليل ، فقيل له : ألست بعافية في كل الأيام ؟ فقال : العافية يوم لا أعصي الله تعالى فيه ..
*
وقيل لرجل وهو يجود بنفسه : ما حالك ؟ فقال : وما حال من يريد سفرا بعيدا بلا زاد ، ويدخل قبرا موحشا بلا مؤنس ، وينطلق إلى ملك عدل بلا حجة !!
*
وقيل لحسان بن أبي سنان : ما حالك ؟ قال : ما حال من يموت ثم يبعث ثم يحاسب !! ...
***********************
وأنت أخي/أختي في الله كيف حالكَِ ؟؟؟؟