بـِسْـمـِ اللهِ الـرَّحـْـمَـنـِ الـرَّحِـيـمـِ
حـال الـصـالـحـيـن فـي الأسـحـار
قـال سـفـيـان الـثـوري رحـمـه الله
إن لله ريـحًـا مـخـزونـة تـحـت الـعـرش
تـهـب عـنـد الأسـحـار
فـتـحـمـل الأنـيـن والإسـتـغـفـار
قـال أبـو بـكـر بـن عـيـّـاش
سـمـعـت أبـا إسـحـاق الـسـبـيـعـي يـقـول ....
ذهـبـت الـصـلاة مِـنـّي ، وضـعُـفـتُ ورقّ عـظـمـي
وإنـي الـيـوم أقـوم فـي الـصـلاة فـمـا أقـرأ
إلا بـالـبـقـرة وآل عـمـران ! !
لا إلـه إلا الله لـمّـا كـبُـرَ سِـنـّـه ورقّ عـظـمـه
لـم يَـعُـد يـقـدر عـلـى الـقـيـام فـي الـلـيـلـة الـواحـدة
إلا بـنـحـو أربـعـة أجـزاء ! !
كـان رحـمـه الله قـد ضـعُـف عـن الـقـيـام فـي الـلـيـل
فـكـان لا يـقـدر أن يـقـوم إلـى الـصـلاة حـتـى يُـقـام
فـإذا أقـامـوه فـاسـتـقـرّ قـائـمًـا قـرأ ألـف آيـة وهـو قـائـم
قـالـت أم سـعـيـد بـنـت عـلـقـمـة الـطـائـيـة
كـان بـيـنـنـا وبـيـن داود الـطـائـي جـدار قـصـيـر
فـكـنـت أسـمـع حـنـيـنـه عـامـة الـلـيـل لا يـهـدأ
ولـربـمـا تـرنـم فـي الـسـحـر بـشـيء مـن الـقـرآن
فـأرى أن جـمـيـع نِـعَـمِـ الـدنـيـا جُـمِـعَ فـي تـرنـيـمـة
تـلـك الـسـاعـة ، وكـان يُـصَـلِـّـي فـي الـظـلام
قـال سـفـيـان الـثـوري
إذا جـاء الـلـيـل فـرحـْـتُ وإذا جـاء الـنـهـار حـزنـتُ
وكـان إذا أصـبـح مَـدّ رجـلـيـه إلـى الـحـائـط ورأسـه
إلـى الأرض كـي يـرجـع الـدم إلـى مـكـانـه
قـال الـحـسـن بـن عـرفـة لـيـزيـد بـن بـن هـارون
يـا أبـا خـالـد ... مـا فـعـلـت الـعـيـنـان الـجـمـيـلـتـان ؟
قـال ... ذهـب بـهـمـا بـكـاء الأسـحـار
قـال أبـو الـزنـاد ....
كـنـت أخـرج مـن الـسّـحَـر إلـى مـسـجـد
الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم
فـلا أمُـرّ بـبـيـت إلا فـيـه قـارئ ! !
قـال أبـو سـلـيـمـان الـدارانـي
أهـل الـطـاعـة فـي لـيـلـهـم ألـذ مـن أهـل الـلـهـو فـي لـهـوهـم
إنـهـا جـنـة الـدنـيـا
آهٍ لـو ذقـتـم حـلاوتـهـا ، وشـعـرتـم بـلـذتـهـا
سـعـادة لا تـنـتـهـي ولـذة لا تـنـقـطـع
تـلامـس أوتـار الـقـلـب فـتـتـسـرّب لـبـقـيـة الـجـوارح
تـنـسـى مـعـهـا الـتـعـب والـنـصَـب
وإنـه لـيَـمُـرّ عـلـى الـقـلـب لـحـظـات
أقـول ....
إن كـان أهـل الـجـنـة فـي مـثـل هـذا إنـهـم لـفـي نـعـيـم مـقـيـم
قـال عـبـد الله بـن وهـب
كـل مَـلـذوذ إنـمـا لـه لـذة واحـدة
إلا الـعـبـادة لـهـا ثـلاث لـذات
إذا كـنـت فـيـهـا
وإذا تـذكـرتـهـا
وإذا أعـْـطِـيـتَ ثـوابُـهـا ! ! !
أمـا الـشـهـوات
فـكـلـمـا تـذكـرهـا الـعـبـد
فـغـُـصَـص وآهـات ونـدم وحـسـرات
قـال عـطـاء بـن ربـاح ..... يـصـف قـيـام الـلـيـل
مَـحـْـيـاة لـلـبـدن
ونـور فـي الـقـلـب
وضـيـاء فـي الـوجـه
وقـوة فـي الـبـصـر والأعـضـاء
وإن الـرجـل إذا قـام بـالـلـيـل أصـبـح فـرحًـا مـسـرورًا
وإذا نـام عـن حـزبـه أصـبـح حـزيـنـا مـكـسـورًا كـأنـه فـقـد شـيـئـا
قـال مـحـمـد بـن مـصـرف
كـان أبـي يـأمـر نـسـاءه وخـدمـه وأولاده وبـنـاتـه
صَـلـّـوا ركـعـتـيـن فـي جـوف الـلـيـل
فـإن الـصـلاة فـي جـوف الـلـيـل تـحـط الأوزار
وهـي مـن أشـرف أعـمـال الـصـالـحـيـن
قـالـت عـائـشـة رضي الله عـنـهـا لـعـبـد الله بـن أبـي قـيـس
لا تـدع قـيـام الـلـيـل
فـإن رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم
كـان لا يَـدعـه ، وكـان إذا مـرض أو كـسُـل صلى قـاعِـدًا
رواه أبـو داود و أحـمـد
وصـحـحـه الألـبـانـي
أيـن نـحـن مـن هـؤلاء الـصـالـحـيـن
هِـمَـمُـ الأحـرار تـُحـْيـي الـرّمَـمَـا ،،،،، نـفـحـة الأبـرار تـُحـْيـي الأمَـمَـا