السؤال:
ما حكم هذا الموضوع ..؟
هاتفك السماوي معطل!
عفوا ليس لديك رصيد يكفي لإتمام المكالمة . شحن البطارية قد نفذ من فضلك أعد شحن البطارية.
ربما كان الهاتف الذي طلبته مغلقا . هذا الرقم غير موجود بالخدمة تأكد من الرقم المطلوب.
جميع الخطوط مشغولة الآن أعد المحاولة في وقت آخر. شبكة الهاتف النقال لا تعمل الآن لظروف طارئة.
صاحب الهاتف الذي تطلبه نائم .. مشغول .. في الخلاء .... معوقات لا أول لها من أخر تعوق الإنسان عن الوصول إلى من يرغب في الوقت الذي يرغب .
الإحساس القاتل بالوحدة
نحن دائما في حاجة إلى من نستأنس به نحادثه .. نبثه همومنا .. أشواقنا .. أحلامنا ..
نحادثه في الوقت الذي نريد.
فنجده في انتظارنا.. أو حتى نتصل به دون أن يرد علينا ، مجرد رنات و نغمات وظهور اسم المتصل فقط لنقول
له نحن معك .. وأنت معنا .
هل هناك سواه من رب رحيم ؟
كل الاهتمام والتعظيم والتقديس إلى الهاتف النقال الذي نجرى وراءه ... أحدث الأشكال .. أصغر الأحجام ..
أحدث الإمكانيات .. مدعم باللغة العربية - كاميرا رقمية – إرسال الصور والنغمات- حاسب آلي نقال .
نجرى و نجري و نلهث من أجل أن نكون علي صلة دائمة بالبشر.. لو تعطل هاتفك المحمول
لتوقف كل شيء،
ولأحسست بالاختناق .. توقفت شبكة أعمالك.. أحسست بالوحدة بالاكتئاب.
معذرة يا سادة هل فكر أحدنا في إصلاح هاتفه السماوي الذي تعطل منذ سنين .... اتصل بالله ستجده في انتظارك...
اذكره في أي ملأ سيذكرك في ملأ خير منه، لو أردت أن يكلمك ربك... فأقرأ القرآن..
وإن أردت أن تكلمه فاذكره.
العظيم الذي تهاتفه يملك شبكة تعمل بلا انقطاع، لا تتعطل، غير مكلفة البتة، دون اشتراك ، تعمل في
جميع أنحاء المعمورة، وفي أعماق البحار، بل وفي بطن الحوت \"لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين\" ..
هاتف نبينا يونس ربه من بطن الحوت فنجاه ...وهاتف نبينا محمد ربه بعد رحلة الطائف
\"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس.. أنت رب العالمين
وأنت ربي.
. إلى عدو يتجهمني أم إلى ضعيف ملكته أمري .. إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي.. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك .. لك العتبى حتى ترضى .. ولا حول ولا قوة إلا بك....
فأرسل له الله على وجه السرعة سيدنا جبريل وملك الجبال ..... استجابة فورية ليس لها مثيل.
إن العظيم الذي تهاتفه لن يغلق في وجهك الباب أبدا .. جرب وامتلك هاتفا سماويا لا يملكه أحد من البشر
هاتفه طول اليوم فلن تدفع الكثير، بل سيدفع هو لك، وسيضيف إلى رصيد حسناتك ، فهو كريم بحق ، يجيب من ناداه ويكرمه ويسبغ عليه من فضله ونعمائه.
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
اللهم أصلح لنا هواتفنا السماوية المعطلة منذ سنين..
آمين.. آمين يا رب العالمين.
الجواب :
نعوذ بالله من الخذلان ..
لا يَجوز نشر مثل هذا الموضوع ، ولا تناقله بين الناس ، لما فيه من تجسيد الثواب ، وتصوير الأمور الغيبية بصورة المحسوس المشاهَد.
[ كاميرا رقمية – إرسال صور ونغمات .. مجرد رنات ونغمات وظهور اسم المتصل ... ]
بل وفيه الاستخفاف بِحقّ رب العالمين .. وتصوير الدعاء والمناجاة ، وكأن الشخص يتكلّم عن صاحبه الذي ينتظر اتّصاله به ..
وسبق أن سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن منشور فيه :
رحلة سعيدة .. وفيه :
الاســــم : الإنسان ابن ادم محطة المغادرة: الحياة الدنيا
الجنسية: من تراب محطة الوصول : الدار الآخرة
العنـــوان : كوكب الأرض .. إلى آخره .
فقال رحمه الله :
أرى أن هذه الطريقة مُحرّمة ؛ لأنه يجعل الحقائق العلمية الدينية كأنها أمور حسية ، ثم فيها نوع من السخرية في الواقع ، وأرى من رآها مع أحد فليُمزقها – جزاه الله خيراً – ويقول : إن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فوق رحلات الطائرة ، وفوق الاتصالات وما أشبهه . انتهى كلامه رحمه الله .
أقول : ومثل هذا الموضوع ما انتشر قبل فترة من الاتصال بالرّقم المجاني للملِك [ 222]
الرقم الأول ( 2 ) يعني الساعة ( 2 ) بعد منتصف الليل
الرقم الثاني ( 2 ) يعني ركعتين
الرقم الثالث ( 2 ) يعني دمعتين
ومعناها ركعتين الساعة ( 2 ) في آخر الليل مع دمعتين
اطلب ملك الملوك .. إلى آخره .
فكل هذا من العبث الذي لا يَليق إلصاقه بالكتاب والسنة ، ويَجب تَنْزِيه الكتاب والسنة عن العبث ، وأن لا تُصوّر الأمور الغيبية بِصُوَرٍ مُشاهَدة محسوسة .
والله تعالى أعلم .