شهر رمضان تمهل..وترفق بالمحبين..
يا شهر رمضان.. تمهّل وترفّق
عبد العظيم بدران
يقول ابن رجب رحمه الله:
"يا شهر رمضان ترفق..
دموع المحبين تدفق..
قلوبهم من ألم الفراق تشقق..
عسى وقفة الوداع تطفئ
من نار الشوق ما أحرق..
عسى ساعة توبة وإقلاع
ترقع من الصيام ما تخرق..
عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق..
عسى أسير الأوزار يطلق..عسى من استوجب النار يعتق..
عسى وعسى من قبل يوم التفرقِ
إلى كل ما نرجو من الخير نرتقي
فيجبر مكسور ويقبل تائبٌ
ويعتق خطاء ويسعد من شقي
(من كتاب لطائف المعارف).
رحم الله ابن رجب، فقد أتعب من بعده، ولأن الأشواق لشهر القرآن لا تنتهي فقد قلت:
يا شهر رمضان تمهل..وترفق بالمحبين..
أبطئ الخطو قليلاً، للحاق المذنبين..
عانقِ الشوقَ طويلاً، فالجفا صعب مُهين..
ارحم الدمع بعينٍ، كم بكت عند السكون.
واسمع القلب بخَفقٍ، يتمادى للفراق.
يرقبُ اللحظةَ تأتي: ذاك حملٌ لا يطاق..
وانظر العينين: شوقاً لعناق في عناق..
ترسل النظرة حَزنى، للقاءٍ يستديم..
يا حبيبي: هل تُراك ذاهبًا؟ لولا تقيم!
ما الذي يبقى لنا بعد أن حان الفراق؟!
رحمةُ الله بكم، وجنانٌ زاهرات..
والنسائم فواحة، تملأ النفس بنور..
ليس شيء بعدكم، يُفرح القلبَ الصبور..
أين مني وقفةٌ، بصفوف العابدين؟
أين مني دمعة، تغسل الذنب المُهين؟
أين جمع في لقاءٍ، رتّل القولَ الكريم؟
أين إمساك اللسان، عن هراءات تمور؟
أين نورٌ يستنير، بوجوهٍ من ضياء؟
أين طفلٌ كالرجال، يعشق الليل يطول..
بصلاة بدعاء، بحنينٍ وأنين؟
كلما أطرقتُ يوما، لنداء الضارعين..
يطلق النورَ بسمعي، ذاك عهدٌ لا يَبين..
ورأيت النهر يجري، بدعاء المؤمنين..
لسماء الملكِ تهوى، أن تدوم الصلوات..
أشرقت نفسي بنور، زاهر في الخلوات..
ليت شعري كيف أتلو، صلواتٍ دائمات..
ليت كل العام دوما، نسماتٍ نفحات..
ليت كل الوقت يجري، بِسمات الرحمات.