بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال تعالى :
[وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ..(18)]النحل
لقد أكرمك الحق تعالى أيها الإنسان كرامات كثيرة ، وأنعم عليك نعما غزيرة ،،
وأجلّ الكرامات وأعظمها كرامات الذكر:
ففي حديث للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام :
" .....وما منّ الله على أحد من عبادة أفضل من أن يلهمه ذكره." رواه أبو الدرداء .
* ومرجع هذه الكرامات إلى ثلاثة أمور :
الكرامة الأولى : جعلك ذاكرا له ،ومن أين لعبد ذليل أن يذكر سيدا جليلا ،
ولولا فضله عليك لم تكن أهلا لجريان ذكره على لسانك .
الكرامة الثانية:جعلك مذكورا به حيث ذكرك بنفسه حين ذكرته،قال تعالى :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ..(152) }البقرة
وإذا كنت مذكورا بسبب ذكره لك فقد ثبتت خصوصيتك عنده ،
فأي كرامة أعظم من هذه؟!
فقد حقق نسبته لديك حيث أثبت لك الخصوصية ،
فمن أين أنت وهذه النسبة لولا أن الله تفضل عليك ..؟!
قال بعضهم في تفسير قوله تعالى : {..وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر..(45)}العنكبوت
أي ولذكر الله لعبده أكبر من ذكر العبد لله .
الكرامة الثالثة : حيث جعلك مذكورا عنده في الملائكة المقربين ،
ففي حديث أبي هريرة عن النبي أنه قال :
" يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة."
وعنه أيضا في حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام :
"ما جلس قوم يذكرون الله ، إلا حفتهم الملائكة ، و غشيتهم الرحمة ، و نزلت عليهم السكينة ، و ذكرهم الله فيمن عنده."
..ألا وإنّ أعظم الأعمال التي توجد ثمرتها عاجلا وآجلا هي :
** ذكر الله **
وثمرته هو النور الذي يشرق في القلب فيضمحل به كل باطل .
والناس في هذا النور على قسمين :
* قسم سكن النورُ قلوبَهم ؛ فهم ذاكرون على الدوام ؛ لا تجدهم إلا بين ذكر أو فكرة أو نظرة أو إرشاد إلى الله.
وقسم يطلبون وجودَ النور بأذكارهم ، ويجاهدون أنفسهم في طلبه لتستنير قلوبهم .
* ومن أحبّ شيئا أكثر من ذكره *
والخير كله في التخفيف من الشواغل والعلائق ، فمن تفرغ منهما فهو قريب من الله ،
وأما من كثرت شواغله وعوائقه فأمره بعيد لأن فكرته مشغولة بهما،
فمهما همّ بالسير جذبته المخاطف إليها وبقي مرهونا معها ،
فاشتغلت جوارحه بخدمة الدنيا في الليالي والأيام والشهور والأعوام حتى انقرض العمر كله في البطالة والتقصير وهذا هو الخذلان الكبيروالعياذ بالله.
فالراغب في الدنيا غافل ولو كان يقول "الله" بلسانه على الدوام ؛إذ لا عبرة باللسان.
*************
أشرقت قلوبكم بنور ذكرالله على الدوام
وجعلكم من
[..وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ..] الأحزاب35
اللهم آمين
والحمد لله رب العالمين