أحبه فهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. أحب هذا الرجل العظيم .. عظيم طوال حياته
قبل الإسلام وبعده .. كان دائماً الأول ..
دائماً في المقدمة .. فكان أول من
أسلم من الرجال .. وأول من جمع
القرآن الكريم .. وأول من سمى
القرآن مصحفًا، وأول خليفة لرسول الله
صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة ..
أحبه وأسأل الله أن أُحشر في زمرته
في الفردوس الأعلى .. لكن أنّى لي
أن ألحق به وهو الذى شهد المشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بدراً وما بعدها .. حياةٌ كلها جهاد
وتضحية، والعجيب أنه لم يكن حضوراً
فقط بل كان دائماً له دوراً إيجابياً ..
ألا تتذكري معي موقفه في الهجرة
وشرف الصحبة الذي ناله؟! .. ثم تعالى
معي أيتها الحبيبه لحظة وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم؛ لحظة
سقوط الكبار .. حتى أن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه الشديد
في الحق على طول الخط كان حتى
قال: ( والله ما مات رسول الله، وليبعثه
الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم) ..
ولكن الصِدّيق المحب لرسول الله
صلى الله عليه و سلم حباً جماً
بل أكثرهم حباً له كان
أكثرهم تماسكاً وأقواهم إيماناً .. فقال
بعد أن حمد الله وأثنى عليه، ألا من
كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات،
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ..
قال تعالى: ( إنك ميت وإنهم ميتون )،
وقال: ( وما محمد إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل أفإن مات أو قتل
انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على
عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي
الله الشاكرين) .. أشعرتي
بمدى إيمانه
أيتها الغاليه ؟!
أحبه حباً جماً فهو السهل المحبوب
الذي يألفه الناس ويألف الناس .. كان
محبوباً في قومه رضي الله عنه .. يعمل
بالتجارة ولكن رب التجارة أقرب
إليه من كل تجارة ..
أحبه لأنه حمل الأمانة منذ أن
دخل الإسلام .. فدعى وبلغ
ما وصل له حتى دخل على يديه
الكثير الإسلام، ومنهم: عثمان بن عفان،
وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام،
وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف.
أحبه لأنه أسلم وهو من أغنى أغنياء قريش
ومع هذا مات ولم يترك درهماً ولا ديناراً ،
كل هذا إنفاقاً في سبيل الله ..
أحبه لأن خلافته كانت بركة من الله
تعالى على الأمة بأسرها .. فقد
اجتمعت الأمة عليه، وقضى على
أهل الردة وفتنتهم، ومدعى النبوة،
ووجه قوى المسلمين جميعاً نحو فارس
والروم، فكان الفتح والنصر المبين،
فرضي الله عنه
ولعن كل من بغضه ..
أحبه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحبه ففي حديث عمرو بن
العاص رضي الله عنه، أن النبي
صلى الله عليه وسلم، بعثه
على جيش ذات السلاسل فأتيته
فقلت: أيالناس أحب إليك؟ .. قال:
عائشة، فقلت: من الرجال؟ .. قال:
أبوها، قلت: ثم من؟ .. قال:
ثم عمر بن الخطاب .. فعد رجالاً ..
رواه البخاري
أحبه ولم لا أحبه وهو الذي قال عنه
النبي صلى الله عليه وسلم: ( ولو كنت
متخذاً خليلاً لاتخذت ابن أبي قحافة
خليلاً، وإن صاحبكم خليل الله)
رواه الترمذي ..
نعم أحبه فخير البشر صلى الله عليه وسلم
قال عنه: (إن أهل الدرجات العلى
ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع
في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر
منهم وانعما)
رواه الترمذي ..
أحبه فهو سيدنا وعظيمنا وذلك بقولة
الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا .. يعني
بلالاً بن رباح ..
أحبه فهو خير الناس .. وكما ورد عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا
نخير بين الناس في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر،
ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن
عفان رضي الله عنهم )
رواه البخاري
أحبه فهو أفقه الصحابة رضوان الله
عليهم جميعاً . فعن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال :- خطب
رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس،
وقال: إن الله خير عبداً بين الدنيا
وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد
ما عند الله .. قال: فبكى أبو بكر،
فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن
عبد خير فكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو المخير وكان
أبو بكر أعلمنا.
وكثير كثير من فضائل هذا الرجل ..
فاللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى
وصفاتك العليا أن تجعلنا ممن
اتبعوا هذا الصحب الكريم بإحسان،
وأن تحشرنا في زمرتهم، وأن تجمعنا
بهم فيجنات النعيم يا ذا الجلال والإكرام ..
والحمد لله رب العالمين