كانا في مكان قفر ..
روياه بالحب فتفجر أنهاراً وعيونا ..
واخضرت الأرض .. وانهمر عسل الحب بينهما ..
حتى توافدت إليهما جحافل من بشر يتبركون بهما ..
رقصت علي شفتيها ابتسامات الحب
حينما استقبلت الوافدين .. تجاوبت معهم بعفوية وتلقائية .. انشغلت قليلاً ..
ولكن كان حبيبها أعلي من كل هؤلاء الوافدين ..
بل هو علي رأسهم .. فهي تري انهم من صنع يده ..
وهو صانع هذا العالم الذي يدور من حولها..
دبت الغيرة في قلبه البكر
الذي ذاق حلاوة الحب لأول مرة ..
أحست بما يدور في صدره من مشاعر ..
سألته : أقرأ في وجهك حديثاً صامتا !!
قال لها: حبيبتي ..
ماذا تنتظرين من قلب يحبك
حينما يراك تسرفين في تجاوبك
مع من وفد إلينا من رجال ..
قالت: ذلك نوع من أنواع الاجتماعيات الجميلة ..
قاطعها قائلا: للمجاملات سقف
علي السيدة ألا تتخطاها مع الرجال ..
خاصة لو كانت جذابة مثلك..
قالت : لم أسرف ..
والذوق العام يحتم علينا اللطف في الحديث ..
رد متجهما: بل أراك تغلفين حديثك معهم
بنوع من الدلال الزائد وليس كل الرجال ملائكة ..
وقد أحببتك حمامة وديعة ..
لا تمنح دلالها وهديلها الناعم لغير حبيبها..
لا أحبك مهرة تختال بصهيلها بين الخيول ..
فبعض الخيول ليست أصيلة .