السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأحسن الله إليكم.
شيخنا الفاضل: ما هي المواطن التي يسن فيها رفع الأيادي
في الدعاء ؟ في الحج و في غيرة ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
من المواطن في الحج :
عند رؤية الكعبة :
قال القرطبي :
كان ابن عمر يرفع يديه عند رؤية البيت ، وعن ابن عباس مثله .
وروى ابن أبي شيبة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ترفع
الأيدي في سبع مواطن : إذا رأى البيت ، وعلى الصفا والمروة ، وفي جَمْع ،
والعَرفات ، وعند الجمار . – فَذَكَر سِتة -
وروى من طريق أشعث عن الحكم قال : كان أصحاب عبد الله يقولون :
ترفع الأيدي في ثمانية مواطن : عند البيت ، وعلى الصفا والمروة ، وبعرفة ،
وبالمزدلفة ، وعند الجمرتين .
وتُرفع اليدين في الدعاء على الصفا ، فعن أَبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قال : أقْبَلَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ مَكّةَ ، فأَقْبَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه
وسلم إلى الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ، ثُمّ طَافَ بالْبَيْتِ ، ثُمّ أَتَى الصّفَا فَعَلاَهُ حَيْثُ يَنْظُرُ
إلَى الْبَيْتِ ، فَرَفَعَ يَدَيْـهِ فَجَعَلَ يَذْكُرُ الله – عز وجل – مَا شَاءَ أنْ يَذْكُرَهُ
وَيَدْعُوهُ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وهو حديث صحيح .
وفي عرفة ، ففي حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : كنت رديف
النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات ، فرفع يديه يدعو ، فمالت به ناقته فسقط
خطامها ، فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى . رواه الإمام
أحمد والنسائي . وصححه الألباني والأرنؤوط .
ويُشرع رفع الأيدي بعد رمي الجمرة الصغرى وبعد الجمرة الثانية ، في اليوم
الأول من أيام التشريق وفي اليوم الثاني ، وفي الثالث لمن تأخّر . ولا يفعل ذلك
بعد جمرة العقبة .
روى البخاري من طريق سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ
، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيُسْهِلُ ، فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلا ، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ ،
ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الْوُسْطَى كَذَلِكَ ، فَيَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيُسْهِلُ ، وَيَقُومُ
مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلا ، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ ، ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ذَاتَ الْعَقَبَةِ
مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، وَلا يَقِفُ عِنْدَهَا ، وَيَقُولُ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ .
وبوّب عليه الإمام البخاري : باب رَفْع اليدين عند جَمرة الدنيا والوسطى .
وروى ابن أبي شيبة من طريق الوليد بن دينار عن نافع عن ابن عمر أنه كان
إذا رمى الجمرة تقدّم أمامها فَدَعا الله ، ورفع يديه ورفعنا معه ، فما يَضع يديه
حتى يهل ، ونضع أيدينا وهو كما هو .
والله تعالى أعلم .
فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم