دموع في مأتم الحلم
أن يعشق الرجل ..
إنها أقدس بذرة تسقط من القدر في أصيص أحلامه .. فيبدأ بجمع نور عينيه دون أي جدال مع نفسه فإن عليه أن يسقيها الضياء و كفى !!
لا شيء يعيد الرجل إلى طفولته كالحب .. كأن جينات الإنتماء في وجدانه هي المسؤولة عن التفاعل الحسي مع هذا الكائن الروحي الجديد الذي ما إن يرخي رحاله على الوقت حتى يمتزج مع الماضي قبل الحاضر !!
كأنه عهد أُمومة جديد يسعى الرجل إلى تشييده .. فإنه بالفعل يبحث عن حضنٍ أُنثوي مليء بتلك الغيوم الوثيرة التي أودعها الله في تاء التأنيث .. يبحث عن وطن لجنسيته التائهة بين العيون .. يبحث عن أفقٍ من الحنان لراياته التي صدئ الهواء على أطرافها .. يبحث عن جدولٍ من الثلج لحدائق روحه التي ترتجف ضمأً .. يبحث عن بضعة حروف جديدة كي يخبئ بها اسمه .. إذاً هو يبحث عن فتاةٍ منافسةٍ لإمه بشكلٍ أو بآخر
كأنه لا دينيٌ جاء من كوكب آخر يبحث عن انتماءٍ إيماني يناسبه ..
فيعشقٌ الرجل كي يمجّد .. كي يجعل قبلته العشقية حرماً يتشاجر عليه كل آلهة الحب .. فكلما صلّى و قّدم قرابين الوقت و زرع مشاتلاً من حنايا قلبه و جبل رهباناً من دموع عينه و ضمخ غيوماً من ضوع صدره و أجرى أنهار معجزات من شرايين جسده .. زادت روحه سكينه و اطمئنان
يعشق الرجل .. كي يُضرب فيه المثل في الوفاء و يُنتهج مذهبه طريقة للشرفاء .. كي يصبح أعلى مكانة من كل البشر .. لإيمانه العميق بفكرة : وراء كل صك غفران يُعطى لرجل امرأة !!
فيعشق الرجل ..
" منقولــ .. "