لأن الحياة لا تتوقف عند أقدام رجل ..العانس أحياناً تعيش حياة سعيدة
لان الرضا بالنصيب والزواج قسمة والعانس التي فاتها قطار الزواج، لم تعد الآن تبكي الاطلال وتندب حظها لكنها قررت أن تعيش الحياة سعيدة راضية بما قسم الله لأن الحياة لا تتوقف على رجل لم يأت.
من هنا اتفقت جميع "العوانس" على حمل لقب " عانس " دون حرج اجتماعي أو خوف من نظرات الشفقة، وقررن أيضاً إنشاء دولة خاصة بهن وتحمل لقبهن إنها دولة " االعوانس" ، ليعشن فيها بدون منغصات تقهر نفسياتهن.
نظرات الشفقة تقتلني
تؤكد احدى النساء أن نظرات الشفقة التي يستقبلها بها الناس تقتلها، أما نظرات "الشماتة" التي تقذفها بها كل من تحاول إثبات سعادتها لها أنها تمزع وجدانها، لذا تتمنى أن تسكن دولة "للعوانس" فقط، لا يقطنها أحد غيرهن.
وتضيف: فرغم أنهم يطلقون علي (عانس) فأنا لا أجد شيئا ينقصني عن أي امرأة أخرى.
حسد المتزوجات
نور عبد الصمد 31 سنة، تشير إلى حسد صديقاتها المتزوجات الدائم لها على حريتها بدون قيد الرجل وتحكمات الحماة.
تتفق معها في وجهة النظر ياسمين فتحي 34 عاماً، قائلة: عنوستي لم تكن بمحض إراداتي إذ إنني بعد وفاة والدي كنت أعيل أسرة مكونة من 4 أفراد، وكل عريس كان لا يقبل بعملي من أجل الإنفاق على أسرتي ، وبعد زواج آخر إخوتي العام الماضي كنت قد دخلت في حلقة العنوسة وتضاءلت فرص الزواج . ومع كل هذه الظروف أشعر بالسعادة رغم أنني "عانس" وأكررها دائماً ولا أجد لها أثراً سلبياً على نفسي ، خاصة وأن بعض صديقاتي المتزوجات يعانين بطش أزواجهن والبعض الآخر لا يصرح بذلك حفظاً لماء الوجه.
الاستقلال في التربية
بابتسامة صافية تقص سهير محمود 40 سنة، حكايتها قائلة : تربيت في بيت مع أب وأم مثقفين لا يفرقا في الحقوق بين البنت والولد ، ومع أخ وأخت وأنا الوسطى بينهما ، وفي عمر الزواج لم أجد من يتفهمني جيداً أو من أثق أنه قادر على تحمل المسؤولية ، لم يؤثر على الأمر بأي حال من الأحوال فأنا أعرف جيداً كيف أستمتع بوقتي ، أما عن حلمي بالأطفال ، فأنا أشبع غريزة الأمومة في حبي لأطفال أخوتي.
وبناءً على تأكيد بنات فاتهن قطار الزواج ولم يفضلن ذكر أسمائهن، فإنهن يقدرن على مسايرة عجلة الحياة بدون رجل خاصة إذا كان هذا الرجل طامعا في أموالهن أو مناصبهن، مثل النماذج التي تتقدم لخطبتهن بعد هذا العمل، حتى نظرات الشماتة أو العطف لم تعد ترهقهن طالما أنهن سعيدات بحياة هادئة.
حياتهن أسعد
ولأن الحياة لا تتوقف عند أقدام الرجل ، كشف استطلاع للرأي أجرته مجموعة "مينتل" لبحوث السوق، أن 56 % من النساء البريطانيات غير المتزوجات "سعيدات جدا" بحياتهن ولا يرغبن في الزواج.
وقد ضم الاستطلاع أكثر من ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 70 عاما ومن بينهم أشخاص مطلقون.
وقالت 61% من النساء في الاستطلاع - حسب جريدة "اندبندنت" - إن وضع المرأة الذي يحاول التوفيق بين الوظيفة الكبرى ذات المهمات الواسعة وبين دورها في البيت تجاه الأسرة والأطفال، هو "وضع غير مساعد" ولا يرغبن فيه.
الرجل إرهاق
دراسة علمية أخرى لجامعة كوينزلاند في بريسبين باستراليا تؤكد سعادة العوانس وصحتهن الجيدة مقارنة بالمتزوجات.
حيث أوضح الباحثون أن النساء المطلقات والأرامل واللاتي لم يسبق لهن الزواج أكثر صحة من نظيراتهن المتزوجات.
وقالت الباحثة بيليندا هويت لصحيفة (ذي سيدني مورننج هيرالد) "ربما ترهق النساء المتزوجات من العناية بأزواجهن". وربما يكون هذا التعليق القاسي حاملا قدرا من الحقيقة.
وقد أشار البحث الذي درس عينة من 2300 سيدة أسترالية تجاوزت أعمارهن الستين إلى أنه منذ عام 1991م ارتفعت نسبة المطلقات والمنفصلات اللاتي تتجاوز أعمارهن الستين عاما من نسبة 6.3% إلى 9.6% من بين سكان البلاد البالغ عددهم 20 مليون نسمة.
وأكدت (هويت) أن هذا البحث يلقي شكوكاً على النظرة التقليدية بأن الزواج أفضل مركبة للإبحار إلى ربيع العمر. ووجدت الباحثة أن النساء اللاتي يعشن بمفردهن يتمتعن بحياة مفعمة بالنشاط ويندمجن في المجتمع مثل غيرهن.
وقالت (هويت) "لسن مجموعة من النساء الضعيفات والوحيدات اللاتي يصبحن عبئا". مضيفة "ربما ترتبط المتزوجة بدرجة أكبر بالمنزل وبشريكها في الحياة".
وأخيراً فنحن لا نشجع العنوسة ولا نعلي من قدرها ولا ننادي بها إنما فقط ننادي بحياة طبيعية عادية لفتاة فاتها قطار الزواج ولم تعد تنتظر من حقها أن تحيا حياة طبيعية دون نظرات إشفاق منغصة أو (مصمصة) شفاه لا معنى لها.