السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : " شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقالوا : إنّه لا يحسن أن يصلي ، فقال سعد : أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتيْ العشاء ، لا أنقص منها ، أطيل في الأُولييْن ، وأحذف في الأُخرييْن ، فقال عمر : ذاك الظن بك يا أبا إسحاق ، فبعث رجالا يسألون عنه بالكوفة ، فكانوا لا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة إلا قالوا خيرا ، حتى أتوا مسجدا لبني عبس ، فقال رجل يقال له أبو سعدة : أما إذ نشدتمونا بالله : فإنه كان لا يعدل في القضية ، ولا يقسم بالسويّة ، ولا يسير بالسريّة ، فقال سعد : اللهم ان كان كاذبا فاعم بصره ، وأطل عمره ، وعرضه للفتن . قال عبد الملك : فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك ، فإذا سئل : كيف أنت ؟ ، يقول : كبير مفتون أصابتني دعوة سعد " .
قال ابن المنكدر : " إني في البارحة مواجهٌ هذا المنبر ، أدعو في جوف الليل ، إذا إنسان عند أسطوانة مقنعٌ رأسه ، فأسمعه يقول : أي رب إن القحط قد اشتدّ على عبادك ، وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم ، قال : فما كان إلا ساعة إذا سحابة قد أقبلت ، ثم أرسلها الله - وكان عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير - فقال : هذا بالمدينة ولا أعرفه ؟ ، فلما سلّم الإمام تقنّع وانصرف فاتّبعته ، حتى أتى دار أنس ، فدخل موضعاً ففتح الباب ودخل ، ورجعتُ فلما صلّيت الصبح أتيته ، فقلت : أأدخل ؟ ، قال : ادخل ، فإذا هو يُصلح أقداحا ، فقلت : كيف أصبحت أصلحك الله ؟ ، قال : فاستشهرها وأعظمها مني ، فلما رأيت ذلك قلت : أني سمعت إقسامك البارحة على الله ، يا أخي هل لك في نفقة تغنيك عن هذا ، وتفرّغك لما تريد من الآخرة ؟ ، قال : لا ، ولكن غير ذلك : لا تذكرني لأحد ولا تذكر هذا لأحد حتى أموت ، ولا تأتني يا ابن المنكدر ؛ فإنك إن تأتني شهرتني للناس ، فقلت : إني أحب أن ألقاك ، قال : القني في المسجد . فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل . وقد قال ابن وهب : " بلغني أنه انتقل من تلك الدار ، فلم ير ولم يدر أين ذهب ، فقال أهل تلك الدار " الله بيننا وبين ابن المنكدر ؛ أخرج عنا الرجل الصالح " .
وقال عباس الدوري : حدثنا علي بن أبي فزارة جارنا قال : " كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة ، فقالت لي يوماً : اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو لي ، فأتيت فدقّقت عليه وهو في دهليزه فقال : من هذا ؟ قلت : رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء ، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا ، فوليت منصرفاً ، فخرجت عجوز فقالت : قد تركته يدعو لها ، فجئت إلى بيتنا ودققت الباب ، فخرجت أمي على رجليها تمشي " .
وقال سليم بن عامر : " دخلت على الجراح ، فرفع يديه ، فرفع الأمراء أيديهم ، فمكث طويلا ثم قال لي : يا أبا يحيى هل تدري ما كنا فيه ؟ قلت : لا ، وجدتكم في رغبة ، فرفعت يدي معكم ، قال : سألنا الله الشهادة " فوالله ما بقي منهم أحد في تلك الغزاة حتى استُشهد " .
وقال أبو سبرة النخعي : " أقبل رجل من اليمن ، فلما كان ببعض الطريق مات حماره ، فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين ، ثم قال : اللهم إني جئت من الدفينة مجاهدا في سبيلك ، وابتغاء مرضاتك ، وأنا أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور ، لا تجعل لأحد علي اليوم منّة ، أطلب إليك اليوم أن تبعث حماري . فقام الحمار ينفض أذنيه " .
عن بلال بن كعب أن الصبيان قالوا ل أبي مسلم الخولاني : " ادع الله أن يحبس علينا هذا الظبي فنأخذه " ، فدعا الله لهم فحبسه فأخذوه .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم