اللسان...
اللسان ترجمان القلوب و الأفكار اللسان... و ما أدراك ما اللسان؟..
اللسان نعمة من نعم الله العظيمة، صغير حجمه عظيم طاعته و جرمه..إذ باللسان يستبان الكفر و الإيمان، فاللسان رحب الميدان، واسع المجال..هو ترجمان القلوب و الأفكار، آلة البيان و طريق الخطاب، له في الخير مجال كبير و له في الشر باع طويل ..
فمن استعمله للحكمة و القول النافع، و قضاء الحوائج، و قيده بلجام الشرع، فقد أقر بالنعمة و وضع الشيء في موضعه، و هو بالنجاة جدير، و من أطلق لسانه و أهمله، سلك به الشيطان كل الطريق، و لا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم،
بل إن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والإعوجاج...
فعن معاذ بن جبل قال: كنت مع النبي صلى الله عاليه و سلم في سفر فقال: ألا أخبرك برأس الأمر، و عموده،و ذروة سنامه؟فقلت بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر و عموده الصلاة، و ذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت له بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه فقال: كف عليك هذا. فقلت يا رسول الله و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ ! و هل يكب الناس على وجوههم في النار أو قال على منخارهم إلا حصائد ألسنتهم.