فمنها السعيد والحزين القاسي والجميل
مواقف ترتسم كل يوم في حياتنا بقبحها وجمالها
فليس عيباً أن نسطر بعضها
(( دعــــه يعيش أرجوك ))
في قلب ساحة محاطة برجال الشرطة يجلس خالد منتظراً الموت !!
و أي شخص عاقل ينتظر الموت إلا من حكم عليه
ينظر ذات اليمين واليسار يودع أطفاله شعر بغصة حينما راء (عبود ) كما يحب أن يسميه
يبتسم ببراءة طفل لم يتجاوز ثمانية أشهر ازداد ضحك الصغير موقناً أنه أبيه جاهز لحمله كعادته
ضمت المسكنة أبنها حرقة وألم قبلته فهو اليتيم بعد دقائق
أجهشت بالبكاء تذكرت كل يوم سعيد قد مضى وهي ترى زوجها مكبل للموت لم تستطع المقاومة أكثر ارتجفت قدمها وزاد ذلك شخصت عيناه وتهاوت أمام الجميع
كجثة هامدة التف عليه أطفالها هذا يجر غطائها وهذا يقبلها وهذا يبكي لأجلها
حتى الصغير بكى فالموت يبكي الجميع بلا برحمة
يصرخ أكبرهم أمي أستيقضي أفيقي أرجوك لا تتركينا فالحياة قاسية
أمي لا تتركينا فكلنا بحاجتك وهذا عبود يا أمي طفلك المدلل يريد حنانك
قلبك وعطفك أماه لا ترحلي أقبل قدميك حتى لا ترحلي
فرحيل أبي يكفي أجل يكفي
فأني لا أحتمل أكثر فالأمر لا يطاق أرجوك لا ترحلي من أجلي
فاضت عينا الطفل الفوداع صعب
كل هذا وخالد يراء يموت بدل المرة ألف مره !!!
تجاهل كل شيء فقال بشفاة مرتجفة تدل على تخثر الدم خوفاً
هيا إقتلوني بسرعـــــة !!
فالموت أرحم !!
نزلت تلك الكلمة كالصاعقة على الطفل
حقاً سيموت أبى !!
هرول لعله يفعل أي شيء
سقط مكباً على وجهه عند قدمي رجل مسن
(دعه يعيش أرجوك)يا عمي
أتركه و أسفك دمي بدلاً من أبي أجوك أتوسل إليك
إلتصق الطفل أكثر بقاع الأرض
تكور على نفسة
أغمض عيناه كأنه يمنع عينيه من رؤية رأس أبية ملطخ بالدماء
فليس له حيله ألا جلد الأقوياء
ترنم بين حجر شت أنفاسه (( الوداع سأشتاق إليك ))
نزلت دمعة رحمة وحنان من عين مجعدة
أرفع رأسك يابني
فإني عفوت عن أبيك
ورحل الشيخ بخطى المنتصر الرحيم
وقفة / العفو عند المقدرة من سمات الأبطال
الذين يحق لنا أن نفخر بهم
ولكن على المرء أن يتصف بالحلم حتى لا يكون كخالد !!