العينة حسب الجنس
ذكر
شركة ( Rama )
شركة ( H G T )
المجموع
تجدر الاشارة الى ان غالبية العينة التي تمت دراستها هم من الذكور , اذ بلغت نسبة الاناث الى الذكور في شركة ( Rama ) واحد الى ستة , وبلغت نسبة الاناث الى الذكور في شركة ( H G T ) ثلاثة الى ثمانية .
5 :- أساليب جمع و تحليل البيانات :
اعتمد البحث على المنهج التحليلي الوصفي , وتم استخدام الاستبيانات وتوزيعها على العينة المختارة ، وتسليم أستمارات الاستبيانات لعينة البحث واستلامها تم مباشرة باليد . و قد قام الباحث بتوزيع صحائف الأستبيان في شركة H G T , ومن اصل اثنا عشر استبياناً تم توزيعها , تم الحصول على احد عشر صحيفة أستبيان صالحة للتحليل .
اما شركة ( Rama ) فقد تم توزيع الاستبيانات عن طريق وسيط تجمعه علاقات شخصية مع كلٍ من الباحث و مدير شركة راما ، ومن اصل عشر استبيانات وزّعت ، تم الحصول على سبع أستمارات كلها تفي بشروط التحليل .
وقد تم اعتماد الاستبيان كاداة لجمع المعلومات , نظراً لما يحظي به الأستبيان من قبول لدى عينة الدراسة ، حيث يتيح لهم الفرصة في الأجابة بدون أن يكون ضاغطا على وقتهم ، أو قيدا على التعبير عن رأيهم بصراحة و موضوعية. وقد تمت الأستعانة في تصميم و بناء الأستبيان - بشكل كبير - بالاستبيان الذي اعده الباحث على بن سعيد الزهراني , حول دراسته , عن إدارة الوقت لدى حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة . وقد تم اجراء بعض التعديلات البسيطة , وتمت ترجمته الى اللغة الفرنسية , لتوزيعه على عينة البحث , مع اضافة فقرة ( التسويف ) من كتاب باللغة الفرنسية عنوانه : ( géré mieux votre temps ) . او ادر وقتك بشكل افضل .
والاستبيان يشتمل على عدة مجموعات من الفقرات التي تقيس كلٌ من : الأساليب العلمية لإدارة الوقت ، المعوقات الشخصية لإدارة الوقت ، المعوقات التنظيمية لإدارة الوقت ، المعوقات الفنية و التقنية لإدارة الوقت ، التسويف ، حيث تم الحصول على إجابات المشاركين , طبقاً إلى تدرج ليكرت الخُماسي ، وفقاً إلى :
دائماً = 5 ، غالباً = 4 ، احياناً = 3 ، نادراً = 2 ، أبداً = 1
الفصل الاول
الاطار النظري , والدراسات السابقة
اولاً الاطار النظري
المبحث الأول : أساسيات إدارة الوقت
أولا : مصطلحات ومفاهيم أساسية
1 - مفهوم الإدارة وعناصرها الرئيسية ..
الادارة : Management
تعرف الادارة بانها عملية تجميع ادوات الانتاج المختلفة , رأس مال , قوى عاملة , موارد طبيعية , واستغلالها بفاعلية وكفاءة , لتحقيق الاهداف .
وهي نشاط انساني يهدف الى تحقيق افضل النتائج , باستخدام الموارد المتوفرة .
وتعرف ايضاً بانها مجموعة من الانشطة المتميزة , التي يتم توجيهها بفاعلية وكفاءة , لاستخدام الموارد المتاحة . لتحقيق هدف , او مجموعة اهداف .
وهو علم نشاء مع نشوء الحضارات القديمة , وبداية ظهور الحياة المدنية . منذ ايام الحضارة الفرعونية , ومعجزتها القائمة الى اليوم , وهي الاهرامات , والتي تطلب بنائها سلسلة من الاعمال الادارية والهندسية المتشابكة , لازلنا غير قادرين على فك طلاسمها ,
وكانت الحضارة اليونانية , واسهامات الفلاسفة , في تعريف وتحديد شكل الدولة , ورؤيتهم للحضارة والحياة والمعاملات المدنية .
وحدثنا التاريخ عن دوواين فارس , ونظم المراسلات , التي اخذها عنهم المسلمون , واضافوا اليها الكثير من العلوم , حتى شيدوا حضارة تنويرية , أضاء نورها , ليل اوربا في عصورها المظلمة .
ولكن الادارة كمفهوم علمي متفرد , له مدارسه , ومذاهبه , ونظرياته , ومبادئه , لم يظهر الابعد النهضة الصناعية , في اوربا في القرن التاسع عشر .
كما نجم عن اتساع المشاريع , بروز مبداء تقسيم العمل , ورائد هذا المبداء هو ( فريدريك تايلور ) وهذا جعل العامل يتخصص في جزئية محددة من العملية الانتاجية , مع حساب الوقت والحركة , الامر الذي ساهم في سرعة الاداء والاتقان , وزيادة الانتاج
وهذا دعى بدوره , الى وجود عمليات تنسيق , وتنظيم , وتخطيط , ورقابة , وتوجيه , في كافة مستويات العملية الانتاجية .
واختلف علماء الادارة والممارسون لها ,في كونها علم ام فن ,
ويرى اصحاب انها فن , ان الادارة تتطلب مهارات ومواهب انسانية خاصة , يتم تنميتها بالممارسة , والخبرة المكتسبة .
لان الادارة تتعامل مع البشر , الذين يختلفون في طباعهم , وسلوكهم , وردود افعالهم .
اما اصحاب راي ان الادارة علم فحجتهم هي , ان الادارة هي علم استخدام الجهد الانساني ,
حيث ان العلم يقوم على جمع المعلومات , والبيانات , والملاحظات , وتنظيمها , وتفسيرها ,
بغرض الوصول الى حقائق , وقوانين , وقواعد , عامة , لتفسير الظواهر , والتنبؤ بحدوثها
وتعرف الادارة بانها الاستخدام الفعال , والكفء للموارد البشرية , والمادية , والمالية , والأفكار , والوقت , من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في , التخطيط , والتنظيم , والتوجيه , والرقابة , بغرض تحقيق الاهداف ,
ونعني بالموارد هي :
- الموارد البشرية : الافراد الذين يعملون في المنظمة
- الموارد المادية : كل مايوجد في المنظمة من مباني واجهزة والات .
- الموارد المالية : كل الاموال التي تستخدم لتسيير الاعمال الجارية والاستثمارات طويلة الاجل .
- المعلومات والافكار : تشمل الارقام والحقائق والقوانين والانظمة .
- الوقت : هو الزمن المتاح لانجاز الاعمال
وظائف الادارة الرئيسية :
اولاً : التخطيط Planing
هو الاعداد المسبق لخطوات الاعمال , للوصول الى الهدف
وتنشاء الحاجة اليه , لندرة موارد المنظمة , ووجود المنظمة في بيئة معقدة ومتشابكة
ومن ميزات التخطيط الجيد والفعال , ان يتصف بالمرونة , ان يكون واقعياً, فلا يسرف في المثالية , ولا في التشاؤم , خطواته تفصيلية ومحددة ,
ان يغطي كل انشطة المنظمة , تتحدد فيه الفترات الزمنية , والوقت المطلوب لانجاز الاعمال
وهناك اصناف عديدة من التخطيط , مثل التخطيط الاستراتيجي , التخطيط التكتيكي , والتشغيلي , وتخطيط الانتاج , وتخطيط التسويق , ... الخ .
ثانياً : التنظيم Organizing
هو أي عمل يتم به تحديد وظائف المنظمة , وتشكيل ادارتها , مثل ادارة الانتاج , او الادارة المالية
وتحديد اقسامها , ومستويات علاقاتها , بمعرفة حدود السلطة , والمسئولية , ونطاق الاشراف , وطبيعة اصدار الاوامر من حيث كونها مركزية , او لامركزية
ومن فوائد التنظيم , ان الاعمال يتم توزيعها بشكل انسيابي , وعملي , ويقلل من الازدواجية في الاختصاصات
ويحدد العلاقات بين افراد المنظمة ,
ثالثا ً: التوجيه Diricting
هو ارشاد المرؤوسين , خلال مراحل تنفيذ الاعمال , لضمان تحقيق الاهداف بالشكل المطلوب
ويشتمل التوجيه على ثلاثة عناصر اساسية هي
القيادة , الاتصال , التحفيز
وهو ضروري للمنظمة , لضمان تحقق الاهداف بالشكل المخطط له , وفي الوقت المتاح
وتوظيف العلاقات التنظيمية بالطريقة التي تؤدي الى انسيابية الاجراءات الادارية .
رابعاً : الرقابة Controling
وهي تقييم الانشطة الادارية , ومقارنتها بما هو مخطط لها , وتحديد الانحرافات , والتجاوزات , بطريقة وصفية , او كمية, لتحديد وسائل واساليب معالجة الاخطاء والانحرافات .
وتمر الرقابة بثلاث مراحل
- تحديد المعايير
- قياس الاداء
- مقارنة الاداء الفعلي بالمخطط
- تصحيح الانحرافات
ويمكن تصنيف الرقابة حسب اسس الزمن والمهلة الزمنية المخطط لها لسير العمليات , او الجهة التي تقوم بها , او التنظيم الرقابي ,
ويلخص هذا القول ل ( بيتر دراكر ) في معنى الادارة واهميتها ومفهومها :
" من المحتمل ان يكون بدء ظهور الادارة هو اهم حدث في وقتنا هذا , بل انه اهم بكثير من كل الاحداث التي تشكل العناوين الرئيسية .
ولم يحدث ان ظهرت مؤسسة اساسية جديدة او مجموعة رائدة جديدة او وظيفة مركزية بنفس سرعة ظهور الادارة منذ بداية هذا القرن ( القرن العشرين ) .
ولم يحدث في تاريخ الانسانية – كذلك - ان أثبتت مؤسسة جديدة عدم امكانية الاستغناء عنها بمثل هذه السرعة . كما لم يحدث ان وجدت ومعها هذا القدر الضئيل من المعارضة والقلاقل والجدل . ولم يحدث ان من قبل ان شملت مؤسسة جديدة العالم بأكمله كما شملته الادارة , مجتاحة حدود العنصرية والمذاهب واللغات والتقاليد , كل ذلك حدث في خلال حياة اناس يعيشون ويعملون حتى يومنا هذا .
ان المجتمع المتقدم في الوقت الحاضر يعتمد على الاداريين في قيادة مؤسساته الكبيرة , بعيداً عن الارستقراطية ومُلاك الاراضي الكبار والعمالقة الرأسماليين . ويعتمد على معرفتهم وبعد نظرهم وتحملهم للمسئولية , وفي هذا المجتمع – بما فيه من مهام ومسئوليات وممارسات – تعتبر الادارة شيئاً محورياً نحتاج اليها واسهاماً ضرورياً وموضوعاً يلزم دراسته ومعرفته جيداً . " ( 1 )
2 - مفهوم الإستراتيجية وأساس تطورها
الاستراتيجية : The stratigy
الاستراتيجية كلمة مشتقة من الاصل اللاتيني strategos وتعني فن القيادة .
وتوسع استخدام المصطلح ليشمل الأماكن والأزمنة والقرارات
فيتم وصف مكان بأنه استراتيجي مثل قناة السويس , او قناة بنما , ومضيق هرمز ,
لتحكمها في منافذ البحار , والمحيطات , وعبور السفن .
فيتم وصف مكان بأنه استراتيجي مثل قناة السويس , او قناة بنما , ومضيق هرمز , لتحكمها في منافذ البحار , والمحيطات , وعبور السفن
( 1 ) ( دراكر , الادارة المهام المسئوليات التطبيقات , الجزء الاول , ص 21 , ترجمة اللواء محمد عبد الكريم )
ويوصف اتخاذ قرار معين في فترة زمنية حاسمة بانه قرار استراتيجي , في لحظة زمنية استراتيجية
وهناك ايضاً سلع استراتيجية , كالنفط مثلاً .
ودخل المصطلح حتى في انماط التفكير , مثل مصطلح التفكير الاستراتيجي .
وفي المنظمات التي لاتهدف الى الربح تعرف الاستراتيجية بانها العمل على تحقيق رضا المواطن , او الافراد الذين انشئت المنظمة من اجلهم . وكذلك السعي للحصول على الرضاء الوظيفي للعاملين داخل المنظمة , ورفع مكانة المنظمة وقيمتها ,
وتعرف اختصاراً بانها فن استخدام الوسائل , لتحقيق الاهداف . وفق مسارات ومعالم زمنية واضحة الحدود .
وهناك خطط تسمى استراتجية , تضع اهداف بعيدة المدى , تعنى بمركز المنظمة , وموقعها في السوق , في فترة زمنية بعيدة , تحددها بعض المنظمات . من خمس الى عشر سنوات
في اليابان قد تصل الى خمسين عاماً .
وتعرف ايضاً بانها إدارة المقاسات الكبيرة , او القدرة على رؤية الشركة بشكل شامل , في وضعها الحالي , وشكلها خلال عمليات النمو في المدى البعيد .
ويعرًفها Arnold C . Hax ) ) بأنها " نموذج القرارات التي تصنع الشركة " ( 1 )
وهو تعريف تعليمي , نعرف من خلاله , بأن الاستراتيجية هي نتاج القرارات , وردود الافعال ,
وعليها يتوقف شكل ومصير الشركة في المستقبل .
وفي زمن تقلص الموارد , وتسارع وتيرة عمليات المنافسة , وارتفاع تكلفة المواد الخام .
يصبح من العسير الاعتماد على رفع درجة الانتاجية والكفاءة فقط , مالم يصاحبهما رؤية استراتيجية واضحة للطريق الذي تسير فيه الشركة .
وتعتمد الادارة الاستراتيجية على ثلاثة ركائز اساسية هي :
1 – التخطيط الاستراتيجي
2 – مجموع الادوات والمعدات والوسائل
3 – الرقابة
وتحدد الرؤيةVision ) ) , او التوقعات المستقبلية , شكل الخطط الاستراتيجية واسلوب تنفيذها
وهناك من يطلق مصطلح التكهن , او التنبؤ, ولا تعني بطبيعة الحال استنطاق النجوم , اواستلهام الوحي ,
وانما هي التحليل الدقيق , والقراءة المتبصرة الفاحصة , للبيانات التاريخية , والمعلومات الاحصائية , وتوظيف الحسابات الرياضية , وقياس معدلات الاداء حسب الاوقات المخطط.
لتنفيذها , لمعرفة اداء الشركة في الماضي والوقت الحاضر , وكذلك الشركات المنافسة في البيئة المحيطة , لوضع معايير وقياسات تقود خطوات الشركة في سعيها للنمو المستقبلي
والرؤية المستقبلية قد تكون لعدة سنوات قادمة , وتتوقف الرؤية على عاملين حاسمين هما :
1 - تحديد افق الوقت ( Time Horison )
. ( 1 ) ( Arnoldo C .Hax " Redefining the concept of strategy and the strategy process " planning Review , !8 May \ June 1993: 35 . )
2 - القدرة على التنفيذ او ما يعرف بالموثوقية ( Reliability )
ومن امثلة الاسئلة التي يطرحها المدراء خلال محاولات التوقع او التنبؤ:
- ماذا يحدث اذا ظهرت الحادثة المتوقعة ؟
- متى تحدث الحادثة المتوقعة ؟
- ماهي قيمة البيانات التي نحصل عليها في الوقت المتوقع للحادثة ؟
ومفتاح قدرة الشركة على البقاء في وضع المنافسة هي مجموعة العوامل التالية :
1 - الاستجابة السريعة لاتجاهات السوق
2 – سرعة تطوير السلعة
3 – سرعة تطوير المنتجات وسرعة التسليم
4 – الاستمرار في تخفيض التكلفة
5 – الاستمرار في تحسين عمليات الموارد البشرية , وتحسين الانتاج
6 – ايجاد المرونة في كافة العمليات الادارية والانتاجية ,
وكل هذه العوامل والمفردات كالسرعة والاستمرار, والاستجابة السريعة , لها دلالات و ارتباط وثيق بالوقت , وحسن استغلاله .
- مفهوم التنمية Developing concept
ظهر المفهوم بداية بشكل واضح في علم الاقتصاد , للدلالة على عملية احداث مجموعة , من التغيرات الجذرية في مجتمع ما , لاحداث التطور الذاتي , في ذلك المجتمع , بالشكل الذي يضمن , التحسن المستمر والمتصاعد في نوعية الحياة . لكل افراده , وزيادة درجة الاشباع , بالترشيد المستمر , لاستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة , وحسن توزيع عائداتها .
كما ظهرت العديد من النظريات الاقتصادية تشرح وتفسر معنى التنمية الاقتصادية .
وذلك على يد مفكرين كبار مثل ( ادم سميث ) , و ( ستيوارت مل ) و ( شوبيتر ) , و ( كينز ) .
وبرزت نظريات اخرى تعالج الجانب الاقتصادي في عملية التنمية .
مثل نظرية النمو المتوازن , ونظرية النمو غير المتوازن , وهناك نظريات حديثة معاصرة تبحث وتحلل في عمليات التنمية والنمو الاقتصادي . مثل نظرية نماذج التحليل الهيكلي , ونظرية ثورة التبعية الدولية , ونظرية الثورة النيو كلاسيكية المعاكسة .
وشاع استخدم مفهوم التنمية باعتباره مرادف للنمو الاقتصادي , على نطاق واسع .
بيد ان ارتفاع معدل الجهل والبطالة التي صاحبت في كثير من الدول التي ارتفعت فيها معدلات الانتاج , دعت الى اعادة النظر في هذا اللبس
واصبح مفهوم التنمية يشير الى مدى اوسع من النمو الاقتصادي.
فهي تشمل مجالات عدة من بينها النمو الاقتصادي
وتوسع المفهوم بعدها ليشمل مجالات عديدة .
. وفي الاونة الاخيرة تم النظر الى هذا المفهوم من زوايا مختلفة طبقاً لمجال الدراسة , وموضوع الاهتمام .
فالاقتصاديون الذين يشغلهم كميات وجودة الانتاج ورفع معدلات الاداء , وزيادة معدلات الدخل القومي وتخفيض مستوى البطالة , نظروا الى معنى التنمية من هذا الجانب .
والباحثون المتخصصون في العلوم الاجتماعية نظروا الى مفهوم التنمية في بعده الاجتماعي , والقضاء على مظاهر التخلف , وبحثوا في اسباب تفشي الامية والعادات الاجتماعية السلبية ,
وماهي البرامج التنموية المناسبة للقضاء عليها , وكيفية رفع مستوى الخدمات الاجتماعية , ورعاية الامومة , والاهتمام بالطفل وتوفير الرعاية الاجتماعية له .
وتوعية افراد المجتمع . بنشر ادبيات الوعي التنموي بينهم .
وادخل الجغرافيون مفهوم المجال في عملية التنمية , وذلك بدراسة البيئة الجغرافية والاستفادة من كافة الموارد الموجودة في المجال الجغرافي , الذي توضع فيه برامج وخطط التنمية , ومعرفة مجالات التاثربالمحيط والتأثير فيه . وماهي نتائج التغذية المرتدة من هذا المجال . ومتابعة الاوضاع الامنية وحالات الاضطرابات والاستقرار .
وكذلك معرفة كافة المعوقات التي تحد او تبطيء من وتيرة عمليات التنمية .
وهناك مفهوم التنمية الثقافية , وهو رفع مستوى الوعي الشعبي , وترقية الادراك العام , اذ بدأنا نسمع بالتنمية السياسية , التي تعني رفع مستوى الاداء الديمقراطي ,
والمشاركة الشعبية في صنع القرار
ويرى الدكتور يحى عبد الحميد ابراهيم , ان الجانب الانساني والبشري هو الذي يشكل المرتكز الاساسي لمفهوم التنمية :
" لا يحتاج تعريف التنمية الى كلمات كثيرة قد تجنبه مضمونه , ولكن يجب القول بان هناك قيماً جديدة بدأت تتبلور , وتأخذ جانباً هاماً من تفكير الشعوب وقياداتها , وتغير من نظرتهم لمفهوم التنمية من مجرد انها عملية اقتصادية بحتة , الى التركيز على الجانب الانساني وتنمية افراد المجتمع , وعليه فان تعريفاً شاملاً بداء يتبلور ويمكن تلخيصه في :
ان التنمية الشاملة ليست مجموعة من الغايات او الاهداف المادية الُمراد تحقيقها , ولكنها عملية اجتماعية يمكن للانسان من خلالها ان ينمي قدراته ويطلق طاقاته لتحقق مستويات مادية افضل , مع الارتقاء بجوانب حياته النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية . " ( 1 )
والمراقب لحركة التاريخ , ونشؤ وازدهار الحضارات , سيلاحظ دون عناء , ان طاقات الانسان وقدراته , وابتكاراته , ومبادراته , وتصميمه , هي التي ارست دعائم هذه الحضارات , وادت الى نموها وازدهارها .
وثقافة وقيم المجتمع ( Cultural Values ) التي يعمل فيه الانسان , هي التي تشكل سلوكياته وتصوراته , وترسم ملامح طموحاته واماله .
وتحدد تبعا لها نتائج عمليات التنمية وبرامج وخطط التطور والازدهار .
ونرى ان الدول المتقدمة لها منظومة قيم , وثقافات كانت اهم عوامل نجاحها .
كما ان سيادة وانتشار قيم التخلف والاتكالية , ومحاربة المبادرة الفردية , وكراهية التطوير والتجديد . وضياع الوقت و " قتله "– ان جاز ان نسمي هذه قيماً -
كما يُقال في العديد من الدول العربية , قاد الى نتائج كارثية .
نشاهد اطلالها وخرائبها , على امتداد رقعة واسعة , من دول العالم المتخلفة . فقيم الابداع , وتشجيع المبادرة الفردية , واطلاق الطاقات , والتسابق والمنافسة على القمة , وتقدير النجاح , واحترام المتفوقين , واضاءة دروب الامل , وايجاد البيئة الملائمة للنجاح ,
ومكافاة التميز, هي من ثقافة المجتمع الامريكى .
يذكر ان شركة فورد للسيارات انفقت ماقيمته 3. 5 مليار دولار خلال ثماني سنوات لاعادة تصميم عمليات خطوط الانتاج , واعادة هيكلة المنظومة الادارية , في صناعة السيارات ,
( 1 ) (ابراهيم , 2001 , ص 147 )
وادخلت مفهوم ( Lean Manufacturing ) , والذي يعني انتاج السلع , باستخدام الاقل في كل شي .
استخدام نصف الجهد البشري , نصف مساحة العمل , نصف الاستثمار في الادوات والمعدات , نصف وقت المهندسين , لابتكاروتطوير سلعة جديدة , في نصف الوقت المقدر لانتاج السلعة .
كما يشتهر اليابانيون بقيم الالتزام بالعمل الجماعي , والانتماء الاسري لمؤسسات الاعمال .
واحترامهم لمفهوم منح الوقت لاتخاذ القرار السليم , بدلا من التسرع في اتخاذ قرارات خاطئة تؤدي الى نتائج غير مرغوبة و تضييع الوقت . للبحث عن حلول من جديد ..
والعوامل او المعايير الحاسمة , في نجاح الصناعة الالمانية وتفوقها , هو التركيز على قيمة الجودة , وقيمة الانتماء لبلدهم , وكذلك رغبتهم الاسطورية ,
في الخروج من دمار الحرب العالمية الثانية , والتي لم تترك لهم حجراً مقام على حجر .
وسعيهم الحثيث لمسابقة الزمن , وحرصهم على الوقت لتعويض مامضى منه ,
والوصول الى قمة الريادة من جديد .
واحتل السويسريون مكانة متميزة بين دول العالم المتطورة , رغم صغر مساحة بلدهم ,
وخلوها من الموارد الطبيعية , وذلك لسيادة قيم الدقة , واحترام الوقت .
ادخل السويسريون في صناعة الالات مفهوم ( Usinage Transfert ) , وهي الالات التي بوسعها دمج اكثر من عملية انتاج في عملية واحدة , فالقطعة التي تحتاج الى ثماني عمليات منفصلة لانتاجها , يتم انتاجها في الة واحدة , في عملية واحدة وتخفيض زمن الانتاج الى اكثر من النصف , تصل في بعض القطع الى الثلث .
4 - مفهوم وأهمية الوقت
يعرفه ( الفيروزبادي ) بانه المقدار من الدهر
وفي المُعجم الوسيط " مقدار من الزمن , قُدر لأمر ما "
وهو مورد نادر , ونفيس , ويعبر في خط مستقيم , من الماضي , للحاضر , للمستقبل ,
وفي قاموس ( وبستر ) يعرف الوقت بانه مجموعة احداث متتابعة . من الماضي للحاضر فالمستقبل .
ومن خصائصه , انه مورد عادل , وغير متحيز , يملكه الجميع بنفس المقدار .
ولايمكننا الاحتفاظ به بأية وسيلة تخزين معروفة , ولا يمكن استرداد مافُقد منه .
لذا يجب الارتقاء بمعارف اللانسان , نحو الادراك الواعي لاهمية الوقت , حتى يركز قدراته , ويوظف طاقاته التوظيف الامثل , من اجل ان يدير وقته بصورة اقوى فاعلية , واكثر كفاءة , لان الوقت يشكل العامل الحاسم والرئيسي , عند وضع خطط وبرامج التنمية , بمفهومها الواسع الشامل . وعندما تحدد الادارة المعالم الاساسية للخطط الاستراتيجية . وكذلك عند رسم السياسات وتوضيح خطوات البرامج والاجراءات . سواء على مستوى المنظمة , او على مستوى العامل الفرد .
وفي هذه المعادلة المركبة , يبقى الوقت هو المتغير الحاسم , الذي لايمكن ايقافه ,
او تثبيته او استبعاده , او اهماله .