التنبيه بالأذان أو القرآن أو الدعاء
مما لوحظ مؤخراً أن بعض الجوالات أدخل فيه صوت الأذان والقرآن والدعاء ليكون منبهاً لصاحب الجوال بورود المكالمات ، وغير ذلك ، وهذا يعتبر منكراً من عدة وجوه :
الأول: أن الأذان إنما شرع للإعلام بدخول وقت الصلوات فجعله للإعلام بورود المكالمات في الجوال خروج عن المقصد الذي من أجله شرعه الله ، قال – عليه الصلاة والسلام - : (فإذا حضرت الصلاة ، فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أقرؤكم ) أخرجه البخاري برقم (628) من حديث مالك بن الحويرث t.
والقرآن أنزل ليعمل به ويتلى قال تعالى قال تعالى: (وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىَ فَإِنّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلّ فَقُلْ إِنّمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُنذِرِينَ) [سورة: النمل - الأية: 92]
والدعاء عبادة نتقرب به إلى الله عز وجل وندعوه ليستجيب لنا قال تعالى: (وَقَالَ رَبّكُـمْ ادْعُونِيَ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ)
الثاني : في جعل الأذان والقرآن والدعاء منبهاً لورود المكالمات نوع امتهان وقلة تعظيم لهم ، لأنها من شعائر الله ، والله يقول : (( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) .
الثالث : قطع الأذان وكذا الدعاء والقرآن في ما لا يصح القطع عنده ، وذلك أن صاحب الجوال الغالب عليه أن يفتح المكالمة لمجرد شعوره بها ، فربما فتح المكالمة عند قول المؤذن (أشهد أن لا إله) .
الرابع : الغالب على حاملي الجوال أن يتركوه معهم في حال جلوسهم للبول والغائط فربما جاءت المكالمة وهم على هذه الحالة وفتح تنبيه الجوال بالأذان أو القرآن أو الدعاء .وقد أخرج الإمام مسلم –رحمه الله- برقم (821) من حديث ابن عمر t– أن رجلاً مر ورسول الله eيبول فسلم عليه فلم يرد عليه).
قلت : رد السلام واجب ، ولا يشرع في هذا الموطن ، فوجود الأذان أو القرآن أو الدعاء في هذه الحالة أشنع .
الخامسة
صوت التنبيه في حلقات العلم
قال الإمام البخاري –رحمه الله- باب الإنصات للعلماء : ثم ساق بسنده إلى جرير بن عبدالله البجلي –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال له في حجة الوداع : ( إستنصت الناس ) ، فقال : ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ....) الحديث .
قلت: دل الحديث على أن الإنصات للعلماء في حلقات العلم أمر مطلوب ، وأدب مرغوب ، ولا شك أن صوت الجوال في حلقات العلم يكدر إنصات المستمعين ، وسوء أدب مع العلماء المربين ، فكان لزاماً التنزه عن هذا الفعل ، وذلك بإغلاق الجوال ، أو جعله صامتاً إذا دعت الحاجة .
وإليك ما قاله النووي في المجموع (1/168) : باب أدب المتعلم (..........ويقعد قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين ، ولا يرفع صوته رفعاً بليغاً من غير حاجة ، ولا يضحك ، ولا يكثر الكلام بلا حاجة ، ولا يعبث بيده ولا غيرها ، ولا يلتفت بلا حاجة ، بل يقبل على الشيخ مصغياً إليه ) أ.هـ .
السادسة
التصويــــر
وهو ما أحدث مؤخراً في بعض الجوالات ، وذلك من خلال الكاميرا الفوتوغرافية ، وكذلك الهوائية .
ولقد جاء من الأدلة ما يدل على تحريم التصوير لذوات الأرواح إليك بعضاً منها :
1- أخرج الإمام البخاري –رحمه الله- برقم (5905) ومسلم –رحمه الله- برقم (5503) من حديث عبدالله بن مسعود –رضي tله عنه- قال : سمعت النبي e يقول إن أشد الناس عذاباً عندالله يوم القيامة المصورون) .
2- أخرج الإمام البخاري –رحمه الله- برقم (5951) ومسلم –رحمه الله- برقم (5501) من حديث عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما- أن النبيe
قال إن الذين يصنعون هذه الصور ، يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم أحيوا
ما خلقتم ).
3- أخرج الإمام مسلم –رحمه الله- برقم (5506) من حديث عبدالله بن عباس –رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله eيقول : (كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم ) .
4- أخرج الإمام البخاري –رحمه الله- برقم (5963) ومسلم –رحمه الله- برقم (5507) من حديث بن عباس –رضي الله عنهما – قال : سمعت رسول الله eيقول من صور في الدنيا يكلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة ، وليس بنافخ ) .
5- أخرج الإمام الترمذي –رحمه الله- في سننه برقم (2577) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران ، وأذنان تسمعان ، ولسان ينطق ، يقول : إني وكلت بثلاثة : بمن جعل مع الله إله آخر ، وبكل جبار عنيد ، وبالمصورين ) .
قلت : فدلت هذه الأدلة على الآتي :-
1) تحريم التصوير ، وإنه من الكبائر .
2) التحريم يشمل عموم التصوير النحتي ، والرسمي ، والفوتوغرافي ، والهوائي ، على أن العلماء استثنوا التصوير الفوتوغرافي ، واستثنى بعضهم التصوير الهوائي لمصلحة دينية أو دنيوية ، وأدخله بعضهم في التحريم وهو الصواب لعموم الأدلة .
وبعد هذا –أخي الكريم- فقد ظهر لك واستبان أمر التصوير ، وأنه حرام لهذا فلا يجوز لك التصوير لا بكاميرا الجوال ، ولا بغيرها ، واحذر أن تستهين بمثل هذا الذنب العظيم .