كانت تمشي والذكريات تعصر قلبها حزنا... بؤسا... لا ندما...
كانت أفكارها تأخذها وتعود بها إلى ذلك الطريق المظلم
حيث كانت أجمل الذكريات وقفت في نفس مكان قد كتب
لها القدر أن تترك حبا عاش في قلبها سنين...تمسكت
بمقعد خشبي كانت قد جلست يوما به....
بقرب من أحبه قلبها...جلست كما اعتادت دائما
لتعيد شريط ذكريات ملئه الغبار......
تذكرت وتذكرت........ فبكت !!
فجأة....
ازدادت نبضات قلبها.....شعرت بوجود أنفاس هي تعرفها....
ارتجف جسدها عندما شعرت بلمسة دافئة
على كتفها....وسمعت صوتا ليس غريب عليها أبدا...
لا تبكِ أرجوكِ..!!
نعم أنا لا أتخيل...انه هو نبض قلبي...انه من انتظرته سنين....!!
نهضت من مقعدها بكل كبرياء. .....
لم أتيت..؟؟. الم تكن تلك نهاية قصة حبنا....؟؟؟
لم عدت..؟؟.. ألي تزيد في عذابي وجنوني.....؟؟
نظر إليها بحزن شديد....ملأت الدهشة ملامحه !!
ــ الم يحن قلبك لي.... الم تشتق مشاعرك لدفئ ؟؟
ــ الحنين...!!
قالتها وأبقت رأسها مرفوعا للسماء..
حاولت أن تخفي شوقها برغم من إن عينيها فضحتها
بدموع ملأت خدها....وابتسمت له بسخرية ...
ــ لقد نسيت مشاعر الشوق من سنين
لم اعد اعرفها أو أشعر بها حتى...!!
لم إذا.... في هذا الطريق...تمشين....تجلسين...تبك ين....
مسحت دموعها... بأصابع ترتجف.....
ربما لأني حاولت أن لا أكون هنا وكنت !!
جلس با القرب منها....
ارجوا أن يكون لي متسع في قلبك ....
تعلم بأن قلبي كان ملكك.... ولكنك رحلت
وتركته وحده.. وبهذا المكان الذي قد كتب لنا الفراق به...
تعود !! تعود الآن لتنفض الغبار عن تلك الذكريات...
قل لي كيف سأحبك و أبواب قلبي ترفض حتى استقبالك
لا أظن بأنه سيكون لك متسع بقلبي أبدا....
لم الم أكن ملك قلبك..... وسيد مشاعرك....
فضلت الصمت في محاولة منها لتسكت قلبها عن البوح....
أحس برجفة يدها...عندما امسك بها......
سحبتها بهدوء... ومدتها لحقيبتها
نظرت إليه بحزن شديد....
وهمست بها ..... وداعا.....
وقف مسرعا... وامسك بها...
قد رحلت يوما... ولكني ندمت.....!!
قبل ان ترحلي ...اعلمي بأني لم أحب
بعدك امرأة فأنتي من أحببت
وأنتي من دخلت إلى أحلامي دون استئذان ....
انتظري أرجوك ولا ترحلي...
اتركي قلبك يتحدث اتركيه يجيب...
هل مازال يحبني..؟؟
هل مازال لي مكاناً صغيراً به..؟؟
..فأنا أحبك......
أحبك...
أحبك....
أحبك......كل مشاعري هي ملكك.....
وكل أحاسيسي هي لقلبك...
لقلبك وحده دون سواه.......
كل كلمة من كلماته كانت تضيع
وسط زحمة أفكارها....
لم تستطع أن تصرخ....
كانت تريد أن تصدق ما سمعته!!
عندما اخبرها بأنه مازال يحبها......
ازدادت دقات قلبها بالخفقان
وانسكبت دموعها على وجنتيها....
ارتمت بأحضانه دون أن تشعر باكيه...
بعد صمت دام طويلاً...
نظرت إلى عينيه حينها رأتها ممتلئة با الدموع...
مسحت دموعه بأصابع ترتجف.....وأطرقت قائله :
كم يئست بانتظار هذه اللحظة...
حتى إني ظننت بأنها لن تأتي أبدا
هل يكفي أن أقول و أنا أيضا......
هل سأكتفي بها !!
لا أظن...احبك....ومازلت أحبك....
ولو انتهى الحب في الكون سأظل أحبك...
أحببتك حتى عندما رحلت....
أحببت هذا الطريق وهذا المكان....
أصبح جزء من قلبي منذ رحيلك
أصبحت أحب دموعي....
وأحب ذكرياتي معك.....
واشتاق إلى همسك الذي يتسلل إلى مسامعي....
اشتقت إلى أحلامك...
اشتقت أن اسكن في فضاءك
وأبحر في بريق عينيك وحدي....
اشتقت إليك والى نفسي معك....
وضع يدها بيده...
أعدك بأن أزيل كل جرح كنت سبباً به...
فبحبك.....رأيت عالم العُشاق الأحباء.....
عالمهم رائع لا أريد أن أكون خارجا
أريد أن نكون به معا حبيبين لا يفرقنا إلا الموت...
م0ن