السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اغتنم خمس قبل خمس الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعين الذى بعثه الله رحمة للعالمين ليخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة00وبعد
قال صلى الله علية وسلم ناصحا لكل مسلم ومسلمة وهو الذى لا ينطق عن الهوى (اغتنم خمس قبل خمس اغتنم حياتك قبل موتك واغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرضك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك)
عليك الصلاة والسلام يا رسول الله ما اجمل ما قلت وما اروع ما نصحت به امتك كلمات قليلة ولكن معانيها عظيمة لمن تدبرها وفكر فيها نصيحة كاملة شاملة لكل انسان من خلق الله
خمسة اشياء اذا لم تغتنمها وتستغلها قبل فواتها وضياعها فانها لن تعود اليك مرة ثانية والى الابد ولا يبقى لك منها الا الحسرة والندم وتظل تتمنى لو عادت اليك مرة اخرى لتستغلها بطاعة الله ولكن هيهات هيهات فان ما راح راح وما انتهى انتهى ولا رجعة له كما قال تعالى عن من اضاع عمرة بلا عمل يرضى وجهه الله وعند الموت ندم وقال (ربى ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت ) فيقول له رب العالمين (كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ) فلا ينفع الندم بعد العدم لذلك نصحنا نبينا علية الصلاة والسلام
فقال:- ( اغتنم حياتك قبل موتك اى انك ما دمت على قيد الحياة فانك تستطيع ان تعبد الله وان تستغفر الله وان تتوب الى الله وان تذكر الله وان تصلى وتزكى وتحج وتعتمر وتصوم وتقرأ القرأن وكل هذة الاعمال هى زادك فى رحلة العودة الى الله بعد الموت وتنجيك من غضب الله وعقابة يوم العرض عليه يوم الحساب الدقيق يوم الهول والفزع يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وعمل صالح
اما اذا انتهت حياتك ومت فلن تسطيع ان تعمل شىء ولا ان تعبد الله (الدنيا دار عمل وليست دار حساب والاخرة دار حساب وليست دار عمل) وبعد الموت يكون الندم على قلة العمل فى الطاعة وبما يرضى الله يقول تعالى (ولو ترى اذ المجرمون ناكسو رؤسهم عند ربهم ربناابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون ) اى اننا تأكدنا الان
بالحساب والعذاب فردنا يا ربنا الى الدنيا لنعمل صالحا ولكن هيهات هيهات فمن خرج من الدنيا لن يعود اليها ولا دار بعد دار الدنيا الا الجنة او النار 0
تزود من حياتك للمعاد
وقم لله واجمع خير زاد
ولا تركن الى الدنيا قليل
فأن المال يجمع للنفاد
اترضى ان تكون رفيق قوم
لهم زاد وانت بغير زاد
والثانية -
اغتنم شبابك قبل هرمك اى انك ما دمت شاب فأنت قادر على طاعة الله مهما كانت صعبة او سهلة فأنت فى قوة الشباب وعنفوانة قادر على خدمة دين الله ونصرة الحق والصوم والصلاة والحج والعمرة والجهاد فى سبيل الله وانشط لقيام الليل والسير على قدميك
للدعوة الى دين الله 0
والثالثة = عافيتك قبل مرضك انت الان فى تمام الصحة والعافية لا عائق يعيقك عن طاعة الله لا تدرى اى مرض
يفاجئك فيقعدك عن طاعة ربك وعن الذهاب الى المساجد وعن الصيام وعن الحج والجهاد بكل انواعة فتقعد ملوما محسورا 0
والرابعة غناك قبل فقرك
اى ان المال كما هو عصب الحياة الدنيا وزينتها كذلك هو خير معين على طاعة الله منة نتصدق ومنة نتزكى وبة نجاهد وبة نحج ونعتمر ونستغنى بة عن الناس ونعمل منة الصدقات الجارية بة
نستعين على كل ابواب الخير فأذا فقدناة فقدنا الخير الكثير فاغتنمة قبل فقدانة 0
والخامسة اغتنم فراغك قبل شغلك والفراغ هو نعمة من الله تبارك وتعالىاغتنمة فى مرضات الله وفعل الخيرات قبل ان تفتقدة فيأتيك ما يشغلك ويشغل وقتك وافكارك ويجعلك تجرى فى هذة الدنيا لا تدرى اين تولى وجهك وتنشغل بدنياك عن اخرتك0000اخى واختى فى الله اغتنمو هذا الفضل من الله قبل فقدانة فيكون الندم حيث لا ينفع الندم 000
(يوم يعض الظالم على يدية يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيل)
(ان تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله) ( او تقول حين ترى العذاب ربى لولا اخرتنى الى اجل قريب فأصدق )
اسأل الله لى ولك الهداية والعمل الصالح قبل فوات الاوان0
شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك،
هذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى حسن الاستفادة من أوقات فراغنا واغتنامها واستثمارها في كل صالح مفيد يعود علينا بالخير وعلى أمتنا
فالفراغ مضيعة العمر ومقبرته
والوقت ...هو عمرك بأيامه ولياليه وساعاته ودقائقه وثوانيه فإنما أنت أيام مجموعة كلما ضيعت منها كلما ذهب من عمرك ، وما الأيام إلا صفحات تُطوى في كتاب حياتنا، وما الساعات في تلك الأيام إلا كالأسطر في صفحاتها، وسرعان ما تنتهي هذه الصفحات لننتقل إلى صفحات أخرى.. وهكذا تباعًا حتى تنتهي صفحات عمرنا.
قال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وتقوده حياته إلى موته.....
والوقت كما قيل أنفاس تذهب ولا تعود والنفس إن لم تشغلها في فراغها بالطاعة ألهتك بالمعصية وإنما تقدر قيمة الإنسان في دنياه وآخرته بقدر إحسانه في طي صفحات أيامه، وبقدر استثماره لأوقات فراغه ......
وقال الحسن البصري : "إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك"... وقال : " ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك، يوضعك النهار إلى الليل، و الليل إلى النهار، حتى يسلمانك إلى الآخرة".. وقال :" "أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيرك"
ومن أجل ذلك يلفت النبي صلى الله عليه وسلم انتباهنا إلى أهمية الوقت وقيمته حين أخبرنا أن الإنسان يُسأل يوم القيامة عن وقته وعمره فيما أداه، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمرهِ فيما أفناه، وعن شبابهِ فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علِم" رواه الترمذي
فرأس مالك هو وقتك إذا استغللته في طاعة الله عز وجل فقد ربحت تجارة لن تبور وإذا ضيعته في لهو وعبث ومعصية فقد خسرت رأس مالك أي عمرك فأنت مغبون خاسر .....خسرت الدنيا والآخرة خسرت زمانا لن يعود ..
قال عبد الله بن مسعود :- ما ندمت على شئ ندمى على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي .......
فكم من يوم مضى لم يزد به عملك بل على العكس زادت سيئاتك وسهوت عن الاستغفار والتوبة ..... كم من يوم مضى وأنت هاجر لكتاب الله وهاجر لسنة نبيك عليه الصلاة والسلام ..... كم من ساعة مرت وانت غارق في معصية قد تموت عليها .......وكم وكم وكم ؟؟!
ولقد قال بعض الحكماء : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " فهو سلاح ذو حدين إما أن تستفيد منه وتجعله في طاعة الله عز وجل وإما أن يذهب في لهو معبث ومعصية .....وخسران
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت64
لأجل هذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم أشد الناس حرصًا على اغتنام أوقاتهم في ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه وتعلّم دينه والإحسان إلى خلقه، فمن ذلك عامر بن عبد قيس إذ قال له رجل: قف أكلمك، قال: أمسك الشمس، أي إن استطعت أن تمسك الوقت فلا يمر فسأقف، وكان داود الطائي يستف الفتيت، يأكل فتات الطعام، ويقول: بين سف الفتيت وأكل الخبز قراءة خمسين آية، هكذا كانوا عليهم رحمه الله، كانوا أشد الناس بخلا بأوقاتهم...
وعلينا أن نعلم أن الفراغ مقتل للشباب وللعمر بأكمله فنحن مسؤولون عن هذه الأوقات من أعمارنا، في أي مصلحة قضيناها؟ أفي طاعة الله وذكره، وتلاوة كتابه وتعلم دينه، أم قضيناها في أمرٍ لا يعود علينا بكبير فائدة، بل قد يباعدنا عن الله تعالى وعن مرضاته، ويقربنا مما يسخطه ويغضبه عز وجل ..
فعلى كل مسلم أن يجعل أوقاته كلها لله عز وجل يحتسبها في ميزان حسناته فلا يجعل للفراغ فيها طريقاً وسبيلا وعلينا الإقتداء بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم في العناية بالوقت وحسن استثماره في الصالح النافع الذي يعود علينا بالأجر والثواب ...
إننا حقاً لا نعرف قدر وقيمة نعمة والفراغ إلا بعد زوالها وفقدها وبعد إنشغالنا فلنسخرها في كل ما يوصلنا إلى جنات ربنا عز وجل ويباعدنا عن عذابه
اغتنم في الفراغ فضل ركوع * * * * فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح رأيت من غير سقم * * * * ذهبت نفسه الصحيحة فلتة
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }الحديد20
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }الأنعام32
اللهم اجعلنا يومنا خير من أمسنا وغدنا خير من حاضرنا ..
منقووول للفائدة