قراءة فى مقال مطالبة الزهراء لأبي بكر بفدك
صاحب المقال على الكورانى العاملى والمقال يدور حول أن فاطمة بنت محمد(ص) طالبت أبو بكر بمزرعة فدك
والمقال جزء من كتاب أجوبة مسائل جيش الصحابة وهى جماعة سنية باكستانية طرحت عشرات الأسئلة على علماء الشيعة فكان المجيب فى هذا الكتاب هو :
على الكورانى
السؤال كما ورد فى المقال :
8 - سمعنا أن فاطمة الزهراء ذهبت إلى أبي بكر تطالبه بفدك ، وأبو بكر في عقيدتكم غاصب ظالم ، فهل يجوز في الشرع الذهاب إلى الظالم والشكوى له والأمل بأن ينصف خصمه ؟
9 - وهل ذهبت فاطمة لأخذ حقها من أبي بكر بإجازة زوجها حيدر الكرار أم بدون إجازته ، فإن قلتم ذهب بإجازته فأعطونا دليلا من كتاب بالصفحة والسطر والطبعة 10 - وإذا قلتم ذهبت بدون إجازته أليس ذلك طعنا في كرامة سيد النساء ؟ !"
وأما الإجابة من الكورانى فكانت كالتالى :
جواب الأسئلة 8 _ 10
"أولا : الجميع يعرف زهد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء وأنها كانت هي وزوجها وأطفالها يؤثرون بطعامهم المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم ، وفيهم نزل قوله تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) ( الإنسان : 8 )"
أولا الآية لم تزل فى على ولا فاطمة لاستحالة زواجهما وانجابهما الحسن والحسين لأن الأخ لا يزوج أخيه ابنته لحرمة ذلك كما أن من فى مستوى واحد من أبناء العمومة أو الخئولة هم فى مستوى واحد من القرابة ولا يباح لأحدهم زواج ابنة ألأخر لأنه من آباءها كما محرم على العم والخال زواج ابنة أختهم او اخيهم فكلمة الأب تطلق على الأب والجد والعم والخال ومن فى مستواهم
ثانيا الآيات وما قبلها تتحدث عن جماعة المسلمين وهم الأبرار وليس عن فردين كما قال تعالى :
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا"
فكل هذه الآيات تتحدث عن الأبرار وهم جماعة المسلمين وليس عن فردين
وكلمة الأسير لا تعنى سوى المملوك سواء تم خطفه وبيعه أو خطفه أو غير هذا فالسورة أسلوبها مكى وليس فيها ما يدل على كونها مكية بسبب كلمة وإلا اتبرنا المزمل مدنية هى الأخرى بسبب ذكر الجهاد فيها مع أن الله ذكر أن هذا سيكون مستقبلا فقال " عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"
كما أن الزكاة ذكرت فى السور المكية مع أنها لم تجمع إلا فى المدينة وإنما كان حكما مخالفا حيث كان الأفراد يعطونها هم للسائل والمحرم كما قال تعالى :
" والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"
وتحدث عن موت فاطمة عقب النبى(ص) فقال :
"والجميع يعرفون أن النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وآله قد أسر إلى ابنته الزهراء عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه أنها ستلحق به عن قريب ، وأنها أول أهل بيته لحوقا به ( صحيح البخاري : 4 / 248 و : 8 / 79 )"
والحديث لا يصح لأن علم بالغيب وهو من يموت أولا ومن يموت ثانيا وهو ما يناقض أن الله أعلمن على لسان رسوله(ص) أنه لا يعرف الغيب فقال :
" ولا أعلم الغيب"
واعترف أيضا فى قوله :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
ولا يوجد فى كلام الكورانى دليل على أن فاطمة لم يكن هدفها الحصول على المزرعة كما قال :
"من هذا يتبين أن هدفها من المطالبة بمزرعة فدك ليس الحصول على المزرعة "
فالكلام عن آيات سورة الإنسان وموت فاطمة ليس دليلا على شىء فليس هو فى الموضوع والإنسان قد يكون كريما فى موضع بخيلا فى موضع أخر بدليل مثلا أن الأنصار كانوا يتصدقون على المهاجرين كما قال تعالى :
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "
ومع هذا عندما فرض الله على من يريد الحديث مع النبى(ص) صدقة امتنع الجميع عن دفعها فأزال هذا الحكم فقال :
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"
وتحدث عن هدف فاطمة وهو لم يعايشها أو يتحدث معها عن الموضوع فقال :
"إن هدفها أن تثبت للمسلمين أن الذي جلس في مكان النبي صلى الله عليه وآله يخالف أحكام الإسلام ويغصب مزرعة أعطاها النبي صلى الله عليه وآله إلى ابنته وورثته الوحيدة ، فإذا كان أبو بكر يظلم بنت النبي صلى الله عليه وآله في أول يوم من خلافته ، فيا ويل بقية المسلمين من ظلمه ! وظلم من سيجلس بعده مكان النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! !"
قطعا لا يوجد دليل واحد على الهدف من رواية أو من غيرها لأن الحكاية لم تحدث ولم تقع وإنما ألفها الكفار لاحداث الخلاف بين الناس
وكما هى العادة بنى كلامه على استنتاجات من الروايات الكاذبة فجعل فاطمة مظلومة وأبو بكر ظالما فقال :
"ثانيا : أنها عليهما السلام لم تذهب إلى أبي بكر بصفته قاضيا تعترف به وبعدالته ، فهي لم تبايعه ولم تعترف به خليفة ، فكيف تعترف به قاضيا عادلا ؟
ثالثا : أن الزهراء عليهما السلام لم تذهب إلى بيت أبي بكر ، بل ذهبت إلى المسجد ، عندما كان أبو بكر والصحابة مجتمعين فيه ، وخطبت خطبتها العظيمة ، وأقامت عليهم الحجة في غصبهم لخلافة أمير المؤمنين عليه السلام وبينت ظلمهم لها في مصادرة فدك .
ومما أجمع عليه المسلمون أنه يجوز للإنسان أن يذهب إلى ظالمه ويحتج عليه أمام الناس ، حتى لو كان ظالمه كافرا ."
قطعا لا وجود لمزرعة فداء ولا لغيره مما قالوا فى حكاياتهم والدليل هو القرآن وفى الفىء قال سبحانه :
"وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
وقال :
" مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ"
الفىء هنا لم يفرق كأراضى وإنما المقصود أن أرباح الأرض المأخوذة من العدو دون قتال توزع مكاسبها وهى أرباح ثمارها ومصانعها على الفرق الخمس فى كل موسم أو كل سنة
والأرض اساسا هى ملكية مشتركة للمسلمين كما قال تعالى :
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادى الصالحون "
ومن ثم لم يفرق النبى(ص) لا على نفسه ولا على غيره حتى يكون هناك قضية من أساسه لأنه لو فعل لعصى الله
ثم قال الكورانى :
رابعا : الصديقة الكبرى الزهراء معصومة بنص آية التطهير ، والمباهلة ، فآية التطهير وحدها كافية للجزم بأنها لم تكن لتعصي ربها وتخرج من بيتها بغير إذن زوجها أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله .
وكذلك حديث إن الرب يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها الذي رواه الحاكم وصححه ( : 3 / 154 ) ، فدليلنا على أن خروجها بإذن زوجها صلى الله عليه وآله هو عصمتها عليهما السلام ، والذي يزعم أنها خرجت بغير إذنه يحتاج إلى دليل ! "
والكلام عن عصمة الزهراء وغيرها كزوجها وابنيها من الذنوب كلام باطل فإذا والدها وهو خاتم الرسل(ص) غير معصوم حيث ذكر الله ذنوبه وهى معاصيه مطالبا إياه بالاستغفار لها فقال :
" واستغفر لذنبك "
وقال :
" إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر الله لم ما تقدم من ذنبك وما تأخر "
وقال الله عافيا عن ذنبه
" عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)"
فكيف يكون النبى غير معصوم من الذنوب وتكون احدى بناتi وزوجها وابنيه معصومين من الذنوب؟
ثم كيف يكون ابنان فقط معصومين والبقية غير معصومة وكلهم اخوة ؟