عباس بن فرناس أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران
أبو القاسم عباس بن فرناس (852-886) من علماء البربر المسلمين (أمازيغي) في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء. اشتهر بمحاولته الطيران إذ يعدّه المسلمون أول طيّار في التاريخ، أصبحت محاولته سلف الباراشوت.
اشتهر بكثرة اختراعاته والتي ذكر بعضها المؤرخون. اخترع ابن فرناس ساعة مائية سماها "الميقات"، وهو أول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال، وصنع عدة أدوات لمراقبة النجوم.
في ليبيا صمم طابع بريد يصور محاولته الطيران واطلق اسمه على فندق مطار طرابلس، وفي العراق وضع تمثال له على طريق مطار بغداد الدولي، وسمي مطار آخر شمال بغداد باسمه. تكريما له سميت فوهة قمرية باسمه وتعرف بفوهة ابن فرناس القمرية.
نشأته
هو أبو القاسم عباس بن فرناس، لم يرد ذكر تاريخ ولادة هذا العالم في كتب التواريخ، والذين ترجموا له أجمعوا على أنه توفي سنة 274 هـ (884 م)، وأنه جاوز الثمانين من عمره، فتكون ولادته على هذا الإجماع في نهاية القرن الثاني الهجري، أي حوالي سنة 194 هـ.، نشأ في قرطبة، وكانت إذ هناك منارة العلم والفن والأدب، يشدّ إليها الرحال للاقتباس من معارف أبنائها العرب وعلومهم وفنونهم وصناعتهم التي كانت تأخذ بالعقول وتبهر العيون، وفي هذا الجو العابق بالعلوم والمعارف شبّ عباس بن فرناس متوقد الذهن شديد الحفظ ناعم النظر ودقيقه. تعلم القرآن الكريم ومبادئ الدين الحنيف في كتاتيب قرطبة، وكانت كثيرة، ثم بدأ يرتداد حلقات العلم التلي كانت تعقد في مسجد قرطبة، فكان ينصت إلى ما يجري فيها من مباحثات ومناظرات ومجادلات علمية، ويستمع إلى ما يلقيه العلماء الأندلسيون من طريف ما أخذوه عن علماء المشرق. ثم كان يقصد المجالس الأدبية ليستمع إلى شيوخها استماعاً متبصّراً يريد به أن يفيد مما يجري في الحلقات والمجالس من شعر شعراء الأندلس وأدب أدبائها في مستحسن الصناعتين النثر والشعر، وما كان يلقى في هذه المجالس من غريب الأخبار ودقائق اللغة التي حملت من بلاد المشرق.
الميقاته
كان أول من صنع الميقاته لمعرفة الأوقات كما جاء في الأعلام لمعرفه اوقات الصلاه ومعرفه الايام ومعرفه وقت الشروق والغروب.
المنقلة
قال إدريس الخرشاف: كما اشتهر بصناعة الآلات الهندسية مثل المنقلة (آلة لحساب الزمن) (نموذج بالمسجد الكبير بمدينة طنجه) واشتهر بصناعة الآلات العلمية
ذات الحلق
اخترع آلة صنعها بنفسه لأول مرة تشبه الأسطرلاب في رصدها للشمس والقمر والنجوم والكواكب وأفلاكها ومداراتها ترصد حركاتها ومطالعها ومنازلها والتي عرفت بذات الحلق
القبة السماوية
بينما كنت في منتصف سبعينات القرن المنصرم أدرس في جامعة الأزهر تعرفت على القبة السماوية وأعجبت بما قدمته من عروض في علم الفلك، فلما درس تاريخ أبي القاسم العباس بن فرناس اكتشف أنه المخترع الأول لهذه القبة لما علم أن الناس كانت تقصد منزله لا لطلب الطب فحسب، بل لمشاهدة ما اتخذه عباس من رسم جميل بديع في منزله فقد مثل هيئة السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها والشمس والقمر والكواكب ومداراتها كما ذكر الزركلي وغيره من المؤرخين والمترجمين للعباس بن فرناس أمثال صاحب عباقرة الإسلام د. رحاب خضر عكاوى. وقد وصف الشعراء المعاصرون له هذه اللوحة العجيبة مؤكدين أنه جعل في أعلاها نجوماً وغيوماً تبدوا كأنها حقيقة فعدوا ذلك من عجائب الصنعة وبديع الابتكارات.شوقى سمرى
اختراع صناعة الزجاج من الحجارة والرمل
أجمع المؤرخون أن العباس بن فرناس كان أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة والرمل فانتشرت صناعة الزجاج لما رأى الناس أن المادة أصبحت في متناول الغني والفقير، وسبب عناء ابن فرناس هو التسهيل على الناس وأول من استفاد من تجارب ابن فرناس هم أهل الأندلس ويرجع ذلك إلى سبب اهتمامه الشديد بصناعة الكيمياء.
الطيران
يعتبر أول من اخترق الجو من البشر وأول من فكر في الطيران واعتبره المنصفون أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران، فقد كسا نفسه الريش ومد له جناحين طار بهما في الجو مسافة بعيدة ثم سقط فتأذى في ظهره. (وقيل انه كسر ضلعاً من أضلاعه فقط) وكان عمره وقتها يقارب الـ65 لأنه لم يعمل له ذنباً وقد وصف شعراء عصره هذا الطيران وأسهبوا في الثناء عليه. قال الزركلي قد كتب أحمد تيمور باشا بحثاً قال فيه لا يغض من اختراع ابن فرناس الطيران تقصيره في الشأن البعيد فذلك شأن كل مشروع في بدايته.
من الواضح حسب المصادر أن عباس بن فرناس قام بتجربته في الطيران بعد أبحاث وتجارب عدة، وقد قام بشرح تلك الأبحاث أمام جمع من الناس دعاهم ليريهم مغامرته القائمة على الأسس العلمية. يقول ابن سعيد في «ذكر ابن حيان: أنه نجم في عصر الحكم الربضي، ووصفه بأنه حكيم الأندلس الزائد على جماعتهم بكثرة الأدوات والفنون، وكان فيلسوفاً حاذقاً، وشاعراً مفلقاً، وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وأول من فك بها "كتاب العروض للخليل، كثير الاختراع والتوليد، واسع الحيل حتى نسب إليه عمل الكيمياء، وكثر عليه الطعن في دينه، واحتال في تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش على سرق الحرير، فتهيأ له أن استطار في الجو من ناحية الرصافة، واستقل في الهواء، فحلق فيه حتى وقع على مسافة بعيدة». يعتبره المسلمون كما ورد أول إنسان يحاول الطيران، أي قبل الأخوين رايت بـ 1028 سنة.
قام عباس بن فرناس بتجارب كثيرة، درس في خلالها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت في الفضاء، وكان له خير معين على هذا الدرس تبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فاطلع على خواص الأجسام، واتفق لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقي بنفسه، فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من سرقي الحرير (شقق الحرير الأبيض) لمتانته وقوته، وهو يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضاً يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وبعد أن تم له كل ما يحتاج إليه هذا العمل الخطير وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنها سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور ويسهل عليه التنقل بهما كيفما شاء.
من المصادر أن بن فرناس صنع آلة للطيران بعد دراسة وتشريح ميكانيكا الطيران عن الطيور وأفلح في طيرانه ولكنه بعدما نزل حوكم بتهمة التغيير في خلقة الله وتم عزله في بيته
بعد أن أعد العدة أعلن على الملأ أنه يريد أن يطير في الفضاء، وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة، فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا العمل الفريد والطائر الآدمي الذي سيحلق في فضاء قرطبة، وصعد أبو القاسم بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذي انطلق منه والناس ينظرون إليه بدهشة وإعجاب وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذي في ظهره، فقد فاته أن الطائر إنما يقع على ذنبه، ولم يكن يعلم موقع الذنب في الجسم أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بما أصيب من أذى.(و قيل أيضا انه اصيب بكسر في ضلعه)