قناة السويس
أهم الممرات البحرية في العالم وتربط البحرين الابيض والأحمر لتختصر الطريق التجارية القديمة حول رأس الرجاء الصالح طولها 184كيلومترا بدأ حفرها عام 1858 وافتتحت 1869 ومن أجلها خاضت مصر ثلاث حروب أعوام 1956 ، 1967 ، 1973
نبذة تاريخية
تاريخ مصر ماثل في المعالم الحضارية والأثرية التي مازالت قائمة
وتروي فصول تاريخها منذ العهد الفرعوني الأول
وفي مقتنيات المتاحف المصرية العديدة التي تسجل تفاصيل دقيقة عن حياة الأمم والشعوب التي عاشت في وادي النيل منذ نحو سبعة آلاف عام وحتى عصرنا هذا.
وربما يجوز القول ان تاريخ مصر يختلف عن تاريخ كثير من الدول
التي تسجل تاريخها تبعا لتعاقب الأنظمة السياسية التي حكمتها
في ان تاريخ مصر تسجله حضارات تعاقبت
وخلفت بعد زوالها تراثا استلمه الخلف ليضيف إليه.
وتاريخ مصر تتداخل فيه الرواية الآثارية والتأريخية مع الرواية الدينية. مابين قصة الأسر الفرعونية القديمة وما جاء في الكتب السماوية من قصص الانبياء الكرام الذين عبروا مصر وعاشوا فيها وعلاقات هؤلاء بأهلها القبط وصولا الى بداية التاريخ العربي الاسلامي الذي يعتبر التدشين الفعلي لمصر الحديثة عندما اتخذ الفاتح عمرو بن العاص من موقع القاهرة الفسطاط عاصمة لولايته.
لقد دونت الرواية الدينية تاريخ مصر ولكن باتجاه استلهام العبر والعظات وغرسها لقيم التوحيد والحق والعدل والدعوة لعبادة الله الواحد ومع بداية الحكم العربي الاسلامي بدأ تدوين تاريخ مصر يأخذ سمات التوثيق والترتيب والتفصيل تواترا عن الرواة وتسجيلا في الكتب الأولى.
ولقد حظيت مصر بتاريخ موثق بالأدلة الحسية أكثر من أي بلد آخر فنقوش الفراعنة ولغتهم الهيروغليفية التي فك رموزها شامبيليون تتضافر مع كتب الرواة العرب والمسلمين ومع الرواية الدينية التي جاءت بها الكتب السماوية وصولا إلى تسجيلات الرواة والرحالة والمكتشفين والمستشرقين الغربيين.
ومصر متحف لا تحده مساحة ولا زمان، فيه شواهد ومعالم تروي حضارات وقصص القبط والفراعنة والعائلة المقدسة واليونان والرومان والعرب المسلمين الذين استقروا منذ نحو 15 قرنا فيها وأقروا هويتها العربية الاسلامية بجذورها الحضارية المتعددة، وفيها آثار من بصمات الغزاة الذين طمعوا وعبروا ورحلوا من فرنسيين وانجليز وغيرهم.
حضاريا يمكن الاقرار بأن دولة مصر الحديثة تأسست مع بداية عهد أسرة محمد علي الكبير الذي جاء من البانيا واليا عثمانيا فاتجه بولايته نحو الاستقلال وأرسى دعائم نهضة حديثة متطلعا إلى الحضارة الأوروبية الفتية وناقلا عنها نظمها وأساليبها ومظاهرها. وقد استمر حكم هذه الأسرة إلى أن تولى المصريون زمام بلدهم في 23 يوليو 1952 ليبدأ عهد الجمهورية المصرية بتولي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر القيادة موجها دفتها نحو تأكيد لحمتها وهويتها العربية الاسلامية ودورها الريادي في المنطقة العربية حتى وقتنا الراهن.
وخلال حكم أسرة محمد علي شهدت مصر موجتين استعماريتين قادمتين من أوروبا: الاولى هي الحملة الفرنسية التي قادها نابليون عام 1798 والتي تركت آثارا حضارية على المجتمع المصري، والثانية هي الاحتلال الانجليزي عام 1882والذي استمر حتى جلائه بعد ثورة يوليو عام 1952
القاهرة
هي عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر مدن مصر وافريقيا وهي مقسمة الى ثلاث مناطق سياحية رئيسية: القاهرة الاسلامية التي تحتضن العديد من الآثار الاسلامية مثل المساجد والاسواق والقصور والأسوار،وفيها الجامع الازهر الشريف الذي شيد خلال الخلافة الفاطمية وأيضاً مئذنة بالاضافة الى المتاحف مثل متحف الفن الاسلامي الذي يقع في ميدان باب الخلق والذي يضم 80 ألف تحفة فنية تمثل الحضارة الاسلامية أشهرها اضخم مصحف في العالم مكتوب بخط اليد ومجموعة من الخزف الفاطمي ورسم للكعبة الشريفة على بلاط من الخزف إلى مجموعة من المباخر والشمعدانات، كما يوجد متحف قصر الجوهرة الذي شيده محمد علي وأيضاً متحف قصر المنيل الذي بناه الأمير محمد علي توفيق ويجمع طرازه بين العمارة التركية والعربية والفارسية ويضم مجموعة نادرة من المخطوطات والتحف الفنية للعصر العثماني .
أما القاهرة الاخرى وهي المسيحية فتوجد بمنطقة مصر القديمة حيث توجد كنيسة المعلقة التي شيدت على البرج الجنوبي لحصن بابليون مقر الجيش الروماني بمصر القديمة، وقد شيدت على الطراز البازيلكي أيضاً كنيسة ابي سرجة التي استقرت فيها العائلة المقدسة بعد فرارها إلى مصر ولها ثلاثة هياكل وبهو يضم 12 عموداً مزينة بصور تلاميذ السيد المسيح وكنيسة العذراء عليهما السلام المعروفة بـ « قصرية الريحان» وكنيسة مار جرجس والتي بنيت في القرن الثالث عشر وكنيسة القديسة بربارة التي شيدت في أوائل العصر الاسلامي،وهناك مزارات مسيحية أخرى مثل شجرة العذراء الواقعة بالمطرية والمتحف القبطي الذي يحتوي على كتب نادرة تصل إلى سبعة آلاف كتاب عن الفن القبطي واللغة القبطية وتاريخ مصر خلال العصر القبطي.
أما القسم الثالث من القاهرة السياحية فهو الفرعوني ويشمل مدينة اون الواقعة شمال القاهرة، ومدينة منف عاصمة مصر القديمة وأهم معالمها أهرام خوفو وخفرع ومنقرع، وأبو الهول،ومراكب الشمس وآثار سقارة وأهرم اوناس ومقابر النبلاء، ومنطقة آثار ميت رهينة وتمثال رمسيس الثاني ومعبد بتاح ومعبد تحنيط العجل الابيض وثالوث ممفيس من الجرانيت ومعبد رمسيس الثاني ومقصورة تي الاول ومنطقة آثار أبو صير ومنطقة آثار دهشور .
وفي القاهرة يوجد المتحف المصري الذي يضم أكثر من 150 ألف قطعة أثرية معروضة ومئات الآلاف من القطع الموجودة في المخازن .
ومن موجودات المتحف مجموعة آثار مقبرة توت عنخ أمون كما يضم تمثال الملك خفرع والملك منقرع وكنوز أميرات الاسرة الثانية عشرة، أما في منطقة الاهرامات فإن مشروع الصوت والضوء يحكي تاريخ مصر بعدة لغات خلال ساعة من الزمن تتخللها الموسيقى والمؤثرات الاخرى، وهناك عدد من المتاحف الاخرى في القاهرة .
قايتباي والسلطان الغوري ومساجد عمرو بن العاص وابن طولون والسلطان حسن ومحمد علي .
رمضان في القاهرة.. سياحة من نـوع آخر
إلى جانب سياحة الروح في الرحاب الايمانية التي تفتح آفاقها في شهر رمضان المبارك فإن لأيام الشهر الفضيل في القاهرة القديمة مذاقا خاصا قلما يوجد له مثيل في عواصم الشرق كلها..
وتتركز اوقات الاستمتاع بسياحة رمضان بين ساعتي الافطار والسحور في منطقتي ميدان الحسين وخان الخليلي فهناك في وسط القاهرة يمكن للصائم ان يتناول جرعة مكثفة من التاريخ وعظمته من خلال المباني التاريخية المحيطة. واذا رغبت بالمزيد فتوجه الى حي السيدة زينب لتشهد وتشعر بالاحتفال الحقيقي لشهر رمضان حيث زين السكان شوارعهم الضيقة بزينات ورقية ولكنها مبهجة، وتعلو الفوانيس غالبية شرفات المنازل ولا تخلو ناصية شارع او زقاق من باعة المخللات والخبز ومشروب العرقسوس وجميعها من بديهيات موائد رمضان.
ومن المناطق التي تتحول في هذا الشهر الى ما يمكن ان يطلق عليه سياحة رمضانية منطقة القلعة وهي تعتبر بؤرة اي زيارة يقوم بها السائح الى القاهرة الاسلامية.
وفي ميدان صلاح الدين، اسفل القلعة، الذي لا يخلو طوال العام من الأراجيح والخيام التي تستقبل رواد الموالد المختلفة يمكن للسائح الرمضاني ان يفوز باطلالة اخرى على رمضان الشعبي وذلك بارتياد المقهى المتاخم لمسجد السلطان حسن ومن هناك يحصل الرواد على متعة لا تقدر بثمن حيث يطل على مشهد مسجدي الرفاعي والسلطان حسن والمصلين والاطفال المحتفلين برمضان وباعة الحلويات الشرقية.
ومع كوب الشاي «المنعنع» من مقعدك ستتيح لك الشاشات التليفزيونية العملاقة متابعة ابرز المسلسلات التي يدور معظمها حول صور من الحياة في مصر قبل ثلاثين او اربعين عاما او اكثر.. واذا كنت من محبي التميز فإن دار الاوبرا المصرية تقدم لك برنامجا حافلا بالاغاني والموسيقى ذات الطابع الرمضاني.. اما «محكي القلعة» فيقدم عروضا شيقة جدا ايام السبت والاثنين والاربعاء للموسيقى الصوفية. وينتهي يوم السياحة الرمضانية مع موعد السحور الذي تتكرر فيه مشاهد الموائد المتراصة والمشروبات المنعنعة ولا تتوقف الا مع اذان الفجر.
الاسكندرية
اهم معالمــها
مكتبة الاسكندرية
العاصمة الثانية لمصر وأكبر موانئها على البحر الأبيض المتوسط بل هي أكبر وأهم موانئ الشمال الافريقي على المتوسط، وهي تضم كنوزا من المعالم الحضارية القديمة،وتتمتع بطبيعة نادرة وطقس معتدل طوال العام. ويمتد تاريخها لأكثر من خمسة آلاف سنة وفيها عشرات المزارات السياحية الحديثة والقديمة التي تضم المساجد والكنائس والقلاع والمتاحف والآثار الفرعونية واليونانية والاغريقية والاسلامية وفيها الاسواق القديمة والقصور الفخمة والحدائق الغناء، ومن عناوين حضارتها البارزة مكتبة الاسكندرية التي أعيد بناؤها حديثا لتكون صرحاً ثقافياً وحضارياً عالمياً، وشواطئ الاسكندرية خلابة مشهورة تعج بالمنشآت السياحية الجديدة والمنتجعات الاستجمامية والعلاجية والثقافية .
وهي المدينة التي يجتمع فيها الماء العذب والماء المالح إذ يأتيها العذب من نهر النيل عن طريق ترعة المحمودية التي تخترق المدينة بطولها والماء المالح من المتوسط هذا ناهيك عما يلاقيه الزائر من بشاشة الوجوه وكرم الضيافة الاسكندرانية.
تقع الاسكندرية فوق الزاوية الغربية للدلتا المصرية، خطط لبنائها الاسكندر المقدوني عندما غزا مصر عام 333 ق.م الا انه توفي قبل ان يراها، وظل تخطيط المدينة الاغريقي قائماً طوال العصر الروماني، وفي العصر الاسلامي الذي بدأ بفتح مصر على يد عمرو بن العاص سنة 642م أصبحت المدينة محطاً لكثير من العلماء والأئمة والأولياء الصالحين وكما هو «الاكروبوليس» في المعمار الاغريقي أصبح المسجد يتوسط المدينة وتنتهي إليه شوارعها. ويقول «ابن الحكم» صاحب أقدم نص تاريخي وصل الينا عن مساجد الاسكندرية: هي خمسة مساجد: مسجدالنبي موسى عليه السلام ومسجد سليمان عليه السلام ومسجد ذي القرنين او الخضر عليهما السلام، ثم مسجد الخضر او ذي القرنين التالي عند باب المدينة الشرقي اما الخامس فكان مسجد عمرو بن العاص .
وتزخر الاسكندرية بالعديد من الكنائس، والكاتدرائيات المسيحية مثل «كاتدرائية الكرازة المرقسية» بمحطة الرمل، التي بناها القديس مرقص الانجيلي أحد تلامذة السيد المسيح،وبها قاعة تؤدي الى مدافن البطاركة الأقباط حتى القرن الحادي عشر الميلادي، و«كاتدرائية اليونانيين الأرثوذكس» بمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا بالمنشية الصغرى و «كنيسة سان مارك» و«كاتدرائية الروم الكاثوليك» و«الكنيسة الانجيلية» بالعطارين « وكنيسة دبانة» بمحطة الرمل، و«كنيسة الأرمن الكاثوليك» و«كنيسة مار مرقص» و«دير مار مينا» العجائبي بالعامرية.
أسواق المدينة
اشتهرت الاسكندرية في العصور الاسلامية المختلفة بكثرة صناعاتها وجودتها، وأهمها صناعة النسيج والفخار والزجاج والصابون والسفن، وربما تُعد صناعة النسيج أهم ما اشتهرت به المدينة، ولذلك كان العرب يعتمدون هذه الشهرة في كسوة الكعبة المشرفة.
من أشهر أسواق هذه المدينة العريقة التي تستهوي السائح «سوق العطارين» الذي كان يختص ببيع كافة أنواع العطارة والبقوليات والبذور والحبوب، ثم اتسع نشاطه ليشمل كافة السلع الأخرى من ملابس وأجهزة وأحذية وغيرها ، كما توجد أسواق قديمة ما زالت محتفظة بخصائصها مثل «سوق الخيط» الذي يختص ببيع كافة أنواع الخيوط، والزراير، والسست ، وجميع لوازم فنون التطريز، والحياكة وسوق «زنقة الستات» المختص بجميع لوازم النساء ، و سوق المغاربة.. وغيرها.
مساجد وكنائس الاسكندرية الحالية
من أهم السمات الحضارية الإسلامية في الاسكندرية، المدارس والمنشآت الدينية المنبثقة عن الأزهر الشريف ومئات المساجد الكبيرة، القديم منها والحديث،ولعل أشهر تلك المساجد هي التي تتركز في حي الجمرك الذي يعتبر الثقل الديني في المدينة ، حيث يبلغ عدد المساجد فيه حوالي 80 مسجداً: «مسجد سيدي أبي العباس المرسي» ويمتاز بمنارته الشاهقة الارتفاع وقبابه الأربع. و«مسجد الإمام البوصيري» الذي يُعد من تلاميذ ابو العباس الُمرسي، واشتهر بالشعر الصوفي في حب الله تعالى ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قصائده «نهج البردة»، و«مسجد سيدي ياقوت العرش» وتقع جميعاً « بميدان المساجد» بحي الأنفوشي المطل على البحر المتوسط و« مسجد سيدي جابر الأنصاري» و«مسجد القائد ابراهيم» الواقع في منطقة « محطة الرمل» الذي بُني عام 1240م.
يتبع