السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( محبة الرسول صلى الله عليه وسلم )
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والآه
أمابعد :
فإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني كمال الإيمان وهي تحمل معنيين متلازميين هما :
• العاطفة
• والإتباع
ولذا هو شرط اتباعه بمحبته ففي صحيح البخاري
أن عمر رضي الله عنه قال : إنك يا رسول الله أحب إلي ألا من نفسي .
فقال له الرسول الكريم : والله لا تؤمن حتى أكون أحب إليك حتى من نفسك
فقال عمر : فإنك الآن أحب إلي حتى من نفسي .
عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب :
( أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله ).
وكذالك محبة اصحابه العفوية له من ذالك أن فاطمة بنت يزيد لما كان يوم عودته من الغزو وقد قدم الناس للسلام عليه فكان فيمن جاء هي فكانت تزاحم لرؤيته فلما رأها قال : دعوها فلما أقبلت ورأت وجهه الشريف بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم قالت :
يارسول الله كل مصيبة بعد رؤيتك جلل أي: كل المصائب لاتسوى شيئاً بعد رؤيته سالما صلى الله عليه وسلم وهي من قُتل أبوها وأخواها وأبناءها بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام ومن تحتم حبه والذب عنه والموت لأجله
فبكى صلى الله عليه وسلم فأنزل اللـه إليه جبريل عليه السلام وقال: باجبريل سل محمد ما الذى يبكيك؟ - وهو أعلم-، فنزل جبريل وقال: ما يبكيك يا رسول اللـه؟ قال أمتي.. أمتي يا جبريل، فصعد جبريل إلى الملك الجليل. وقال: يبكى على أمته واللـه أعلم، فقال لجبريل: انزل إلى محمد وقل له إنا سنرضيك فى أمتك ) رواه مسلم .
وقد خصه الله تعالى بالمقام المحمود وهو سبحانه الواحد المعبود إذ هو أول من يحرك حلقة الباب وأمته أول الداخلين في الجنه فعلى هذا وذاك توجبت محبته صلى الله عليه وسلم
بِقلم /
أبو أحمد الشنقيطي