وللروح علاج لا يستهان به!
السؤال
أريد علاجاً لضعفي الروحي، فقد تراجعت كثيراً، وأريد أن أتهجد، وأريد زاداً روحانيًّا؟
المجيب : د. عبد الإله بن حسين العرفج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الفاضلة حفظك الله.
مشكلة الضعف والهزال الروحي مشكلة يعاني منها المسلمون كثيرا، وخصوصا في هذه الأيام، والسبب هو اللهث وراء الشهوات والمتاع والعيش، مقترنا بعدم إشباع الروح حقها وغذاءها، إن الإنسان مكون من جسد -غذاؤه الطعام والشراب-، وعقل -غذاؤه العلم-، وروح و غذاؤها....! ما غذاء الروح؟
إن الروح تمرض كما يمرض الجسد، وتجوع كما يجوع الجسد، إن أعظم غذاء للروح هو استشعار عظمة الله، وصدق التوكل عليه، ولكن كيف الوصول إلى ذلك، أنتِ ونحن بحاجة إلى عدد من الأمور
لإشباع الروح:
أحدها التأمل والتدبر في معاني أسماء الله الحسنى، فمن همَّ بالمعصية، فذكر اسم الله السميع والبصير والرقيب والشهيد والعليم امتنع عن معصيته، ومن أسرف على نفسه من الذنوب، فذكر اسم الله الرحيم والغفور والتواب والودود انفتح أمامه باب الرجاء وحسن الظن في الله، ومن ضاق عليه رزقه أو نزلت به مصيبة فذكر اسم الله الرزاق والمعطي والحكيم اطمأن قلبه إلى ما قسم الله له، وهكذا.
ثانيها قراءة القرآن بتدبر وتأمل وتفهم، وخصوصا آيات الجنة والنار والقبر والوعد والوعيد والترغيب والترهيب، اقرئينها عدة مرات -بعد مطالعة تفسيرها-.
ثالثها تصفحي كتب السيرة والتراجم، وتعرفي على حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبادته وصلاته ودعائه، واطلعي على حال العباد والزهاد من سلف الأمة وخلفها، فإن هذا مما يشحذ الهمم، ويقوي العزم.
رابعها: أكثري من مجالس الذكر وصحبة الصالحات من بنات جنسك، وابتعدي عمن جعلت همها في الموضة والأزياء والأفلام والغناء.
خامسها: هناك كتب خاصة بأعمال القلوب والمواعظ والرقائق، فأعطيها حظها من المطالعة والنظر.
وستجدين إن شاء الله من ذلك خيراً، وستتمكنين بإذن الله من قيام الليل، وستجدين لذة الدعاء والمناجاة.
تولى الله هداك، وجعل الجنة مثوانا ومثواك.