ما لم تقله الأزهار
لا تبوح الزهرة سوى بأريجها الرائع الفواح .
وتحتفظ لنفسها ...
بمرارة الرحيق بين أوراقها الغضة ...
فلن يقبل أحد من الزهرة سوى الأريج.
والنهر يجود بصفاء مائه ...
البارد الحنون ويكتم سر طحالبه في الوجدان ....
فلن يقبل أحد من النهر عكارة الوحل والطين.
والشمس ترنو من بعيد , تَهِبُ الحياة والدفئ والنماء ...
ولو اقتربت لأحترق الجميع ...
لا غضاضة في أن نلوك أحزاننا ... ونسامرها ليلا ...
وتصاحبنا حمى الألم والذكريات ....
ثم نصحو للحياة نواجه البشر بابتسامة رقيقة.
دع الناس يمرحون ...
فلا أحد في قدرته أن يسمع شكوى من أحد .
ولا أحد في استطاعته أن يلملم أحزان أحد ...
فالجميع يرجون من يربت على أكتافهم ... ويبتسم في وجوههم ..
فالناس أطفال ... كبار .
إذن دع الأريج يعم الجميع ....
ولا تحزني أيتها الزهرة ...
فنحن ( أولئك الذين يقترفون الشعر
و يحترقون بالكتابة )
كلنا ذاك الزهر نحمل في طيات الوجدان مرارة قد لا ترحل قريبا
. لنا المر ....
وللكون من حولنا الفرح والأريج.
.
وربما جعلنا الله شموسا ...
تضطرم في داخلها جحيما ودخانا ...
كي تتوهج فينتشي النهار
وتتلون أركانه بالبهجة والظلال.
لنا البراكين .... وللناس ... الضياء.
وربما جعلنا الله أنهارا ....
نسقي الثرى لينبت زهرا وعشبا وقمحا... ونكتم في أعماقنا الشوك والجرح.
لنا الجرح ... وللدنيا ... النماء
أليس هذا هو الإيثار النبيل؟
منقول