تحذيرات طبية من الإفراط في الأدوية المضادة للفيروسات
على الرّغم من الدّور الحيوي الذي يؤدّيه عقارا "تاميفلو" و"ريلينزا" في مكافحة فيروس الإنفلونزا، إلاّ أنّ السّلطات الطبيّة الأميركيّة بدأت تحذّر من الإفراط في استخدامهما قائلةً إنّهما قد يزيدان من تدهور حالة المرضى، وشدّدوا على أهميّة الاستخدام فقط عند اللزوم وبشكل صحيح.
وأوضح مسؤولو قطاع الصحّة العام في الولايات المتّحدة أنّ الاستخدام العشوائي للأدوية المضادة للفيروسات بهدف منع ومعالجة الإنفلونزا قد يُسهّل من الطريقة التي تظهر من خلالها سلالات فيروس إنفلونزا المكسيك الجديدة أو تلك التي تُعرف بـH1N1، الأمر الذي قد يجعل من مكافحة الوباء أمرًا أكثر صعوبة.
وقال الخبراء إنّ هناك عددًا من الحالات الفعليّة لأناس لم يجدِ معهم عقار "تاميفلو" في معالجة فيروس H1N1 خلال هذا الصيف، وأشاروا إلى أنّه لا يوجد نقص في الأمثلة على سوء استخدام الأدوية المضادة للفيروسات.
وقد أكّد تقرير بريطاني صدر حديثًا على أنّ الأشخاص غالبًا ما يفشلون في إتمام دورة كاملة من تناول العقار، وهو السيناريو الذي تتزايد احتمالات حدوثه أيضاًا في الولايات المتّحدة.
وتوقّع الخبراء، نتيجةً لإقبال الكثيرين على تخزين العقارين السالف ذكرهما، أن تحدث مزيد من المشكلات خلال فصل الخريف المقبل بالتّزامن مع عودة الأطفال إلى المدارس واقتراب موسم الإنفلونزا العاديّة.
وفي هذا الإطار، تنقل صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركيّة عن الدكتورة آن سكوكات، مديرة المركز الوطني للتمنيع وأمراض الجهاز التنفّسي في مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا في الولايات المتّحدة الأميركية قولها: "تتحوّر فيروسات الإنفلونزا بشكل متكرّر، ويمكن الحصول بكلّ سهولة على أيّ مقاومة فيروسيّة، ولن نفاجأ إذا رأينا أنّ المقاومة تظهر على اعتبار أنّها مشكلة أكبر في فصل الخريف أو خلال السنوات المقبلة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ السلطات الطبيّة في الولايات المتّحدة تراقب، شأنها شأن غيرها في باقي دول العالم، الوصفات الطبيّة التي يكتبها الأطباء لتلك العقاقير عن قرب، وذلك في الوقت الذي يستعدّون فيه لموجة متزايدة من حالات الإصابة بفيروس H1N1 خلال فصل الخريف المقبل. وقد قامت الحكومة الأميركيّة من جانبها بإصدار مبادئ توجيهيّة مُفصّلة في ما يتعلّق بوصف الأدوية المضادة للفيروسات.
وهنا، تابعت سكوكات حديثها بالقول: "قد تكون تلك الأدوية مفيدة للغاية بالنسبة إلى الأشخاص الذين تتدهور حالتهم المرضيّة، لكنّ الاستخدام المفرط سيسرع من نمو المقاومة وسيسفر عن حدوث حالة من نقص وعدم توافر الأدوية أمام الجميع".