المحاسبة على أساس النشاط وعلاقتها بمحاسبة المسئولية
المقدمة :
أضحت نظم المعلومات فيالمنظماتالاقتصادية أداة هامة من أدوات تحسين كفاءة المنظمة ودعم موقعها التنافسي،لذلكاتجهت المنظمات إلى تصميم وبناء أنظمة معلومات من اجل السيطرة على الكم الهائلمنالمعلومات الضرورية لإدارة المنظمة وذلك لضمان وصول المعلومات موثقة وصحيحةودقيقةإلى كافة المستويات الإدارية بالشكل الملائم والوقت المناسب من اجل استخدامهافياتخاذ قرارات رشيدة تساهم في تحقيق أهدافالمنظمة.
تقوم المنظمات بتطويروتشغيلالعديد من نظم المعلومات الفرعية، مما يقود إلى تضخم حجم البيانات التي يجبأن تجمعوتخزن وتعالج، مما يعني ارتفاع تكلفة تخزين وتحديث والحفاظ على هذهالبيانات، لذلكيسيطر في عالم المنظمات في السنوات الأخيرة اتجاه لتطوير نظمالمعلومات المتكاملة (Integrated Information Systems )، حيث يتم تكامل كافة النظمالتي تحتاجها المنظمةمن خلال بناء قاعدة بيانات موحدة وعامة، تتضمن كافة البياناتالتي تحتاجها مختلفالتطبيقات التي تفرضها حاجات إدارة المنظمة من المعلومات. إنبناء قاعدة بياناتموحدة لكافة النظم ضمن المنظمة ( Davenport , 1998, 122 ) سوفيقلل من تكاليف القياسويقلل أيضا من التناقض والاختلاف بين البيانات المخزنة فيحال بناء قواعد بياناتمستقلة لكل نظام من هذه النظم كما أنه يمكن من معالجةمعلومات مختلف النظم وتبادلهابشكل آلي . يؤدي هذا التكامل إلى رفع كفاءة وفعاليةهذه النظم مجتمعة ويقلل منتكاليف عمليات التحديث المستمرة لمحتوىقاعدةالبيانات.
يندفع محللو النظم والاستشاريونوالإدارة إلى تطبيق مدخل تكاملالنظم عند بناء نظم المعلومات، بسبب الإمكانياتالفنية العالية لتقنيات المعلوماتوالاتصالات الحديثة التي تسمح بتحقيق هذا التكاملبشكل عملي ومن خلال استخدام نظمالمعالجة الآنية(Real Time Processing ) التي تمكنمن المعالجة الفورية للبياناتالمدخلة والتحديث (Updating ) الفوري لكافة الملفاتالموجودة في قاعدة البياناتالمرتبطة بهذهالمدخلات.
إلا أن بناء الأنظمة المتكاملةمكلف جدا، لذلك يرىالباحث أنه يتوجب قبل البحث في الإمكانية الفنية لتطبيق وتحقيقالتكامل دراسةإمكانية التكامل من جهة التوافق والانسجام المنطقي بين مختلف أنواعالنظم الفرعية ( Sub-systems ) التي سوف يتم ربطها من خلال قاعدة البيانات.
تشكل نظمالتكاليف، ممثلة بنظاممحاسبة المسؤولية ونظام تكاليف الأنشطة، نظم فرعية هامة فينظام معلومات المنظمة،ويعمل محللو النظم على تحقيق التكامل بينهم، لوجود العديد منالأسباب التي تشجع علىتحقيق التكامل بينها من خلال قاعدة البيانات، مثل الترابطالكبير والمتعدد مع مختلفالنظم الفرعية في المنظمة، والمعلومات الجديدة كما ونوعاالتي يمكن الحصول عليهانتيجة التكامل، حيث يفترض أن تؤدي إلى تغيير كبير في دورنظمالتكاليف من نظم تصدر تقاريروتقدم معلومات تاريخية، إلى نظم تساهم في رسمخريطة المنظمة الاقتصادية المستقبلية.
إلا أن نظام تكاليف محاسبةالمسؤوليةونظام تكاليف الأنشطة هما نظامان مختلفان من حيث الأهداف ومفهومالتكاليف وأساليبقياسهاوتصنيفها، مما يجعل عملية تحقيق التكامل بينهم بحاجة إلى بحث ودراسة من أجلخلقالتوافق المنطقي بين النظامين وبقية الأنظمة الفرعية المرتبطة بهم داخل المنظمةمثلنظام التخطيط الفني والمالي ونظام المحاسبةالمالية.
هدفالبحث:
ويهدف البحث إلى معالجة المشاكلالتي تعترض بعض مشاكل تصميم وبناءنظام المعلومات المتكامل الموحد في المنظمة في ظلالتطور الكبير في مجال البرمجياتبشكل عام وقواعد البيانات بشكل خاص، و من ثم معالجةالمشاكل التي تعترض تطبيقالتكامل بين محاسبة تكاليف الأنشطة ومحاسبة مراكزالمسؤولية، ويسعى هذا البحث إلىتحقيق الأهدافالتالية:
تحديد متطلبات نظم محاسبةالمسؤولية على قاعدةالبيانات.
تحديد متطلبات نظم محاسبةالتكاليف القائمة على الأنشطةعلى قاعدةالبيانات.
تحديد فوائد ومشاكل التكامل بينالنظامين.
إعداد إطار عاملتحقيق التكاملبين النظامين.
أهميةالبحث:
تنبع أهمية البحث منضرورة وجودنظام معلومات متكامل في المنظمة، ويأمل الباحث أن تتمكن المنظماتالاقتصادية منتطبيق نتائج هذا البحث في تصميم نظمالتكاليف الخاصة بها، وخاصةتلكالمنظمات التي تعمل في دول تقيم اتفاقيات المشاركة مع دول الاتحاد الأوربي أوالتيتنوي الانضمام إلى منظمة التجارة الدولية (WTO). إذ أن هذه المنظمات ستدخلمجالالمنافسة الدولية مما يحتم عليها بناء نظام معلومات يقدم معلومات تساعد فياتخاذقرارات مثل تحسين نوعية المنتجات التي تنتجها وتخفيض تكاليف تلك المنتجات،لكيتتمكن من المنافسة في السوق والبقاء في ظل هذه البيئةالجديدة.
خطةالبحث :
يرى الباحث أن البحث وأهدافهتتطلب تبويب خطة البحث على النحوالتالي:
أولاً – مفهومالتكامل في ظل قاعدة البيانات والمعالجةالآنيةللمعلومات:
ثانياً – متطلبات نظام تكاليفمحاسبة المسؤولية على قاعدةالبيانات.
ثالثاً – متطلباتنظام تكاليف الأنشطة على قاعدةالبيانات.
رابعاً – مزاياومشاكل التكامل بين نظام محاسبة المسؤولية ونظامتكاليفالأنشطة.
خامساً – الحلولالمقترحة.
سادساً – النتائج والمقترحات.
أولاً – مفهوم التكامل في ظلقاعدة البيانات والمعالجة الآنيةللمعلومات:
تتم علمية بناءالنظم المعلومات التقليدية في المنظمات الكبيرةعبر تفتيت للمعلومات التي تنشأ ضمنالمنظمة، وذلك لأن المنظمة تجمع وتولد وتخزنكميات كبيرة من البيانات، هذه البياناتتخزن في عدة أماكن عوضا عن تخزينها في مكانواحد، وتنتشر هذه البيانات في العشرات بلالمئات من نظم الحاسب ضمن المنظمة. وكلنظام يحتفظ ببياناته بشكل مستقل وله وظيفةمستقلة، وبالتالي فإن كل نظام يساندفعالية معينة معروفة من فعاليات المنظمةالمتعددة، مثل بناء نظام للمبيعات ونظامآخر للمشتريات وثالث للمخزون ورابع لتخطيطالإنتاج ..الخ. حيث تعزل الوظيفة عن بقيةالإجراءات المعلوماتية وتحمل هذه الوظيفةإلى نظام الحاسب. وهكذا بالنسبة إلى بقيةالوظائف ضمن المنظمة وبذلك ينتج معناالعديد من النظم الحاسوبية. التي تقود إلىنشوء المشاكل التالية ( قاسم ، 1998 ، ص 268 – 274 ):
انقطاع سير البياناتالآلي بيننظم المعلومات الفرعية فتغير المبيعات المتوقعة في نظام المبيعات مثلا لايحدثتأثيره بشكل مباشر على نظام تخطيط الإنتاج لأن ملفات نظام المبيعات مستقلة عنملفاتتخطيط الإنتاج .
إن إمكانية تقويم المعلوماتالمخزنة داخل نظام الحاسبواستخدامها في عملية اتخاذ القرار تكون محدودة بسبب عدمإمكانية الربط بين البياناتالمختلفة .
إن هنالك تكرار فيتخزين البيانات ، إذ أن المعطيات نفسها وزعتوسجلت في عدة أنظمة وهذا يقود إلىارتفاع في تكلفة تخزين وتحديث البيانات لان أيإضافة أو تعديل على البيانات يجب أنتتم في كل الملفات المختصة (ذات العلاقة) .
إن الرقابة علىصحة ونوعية البيانات المعالجة والمدخلة هي من اختصاص برامجالتطبيقات نفسها،فالمبرمجون عادة هم الذين يحددون نوع ودرجة الرقابة المنطقية التييؤديها البرنامج. إن ذلك قد يكون كافياً في حد ذاته تحت وجهة نظر واعتباراتالتطبيق، أما بالنسبةلنظام المعلومات بشكل عام في المنظمة فان ذلك يعتبر غير كافي،لذلك لا بد من وجودوسائل وخطوات رقابية إضافية لضمان صحة البيانات، بحيث تكونالبيانات المخزنة في عدةملفات خالية من التناقض فيما بين هذه الملفات وتعبر عنالواقع الفعليللمنظمة.
تقود هذه الظواهر إلى ارتفاعتكاليف تشغيل النظموتشكل منزلقاً خطيراً يقود إلى انخفاض إنتاجية المنظمة ويهددوجودها، ليس فقط نتيجةارتفاعالتكاليف المباشرة لتشغيلالنظام وإنما نتيجةالتكاليف غير المباشرةالناتجةعن صعوبة الوصول إلى المعلومات الضرورية لعملية اتخاذالقرارات.
أما عندتصميم وبناء نظاممعلومات متكامل وموحد للمنظمة بشكل عام ، فإن جوهر هذا النظاميتمثل في بناء قاعدةمعلومات موحدة وعامة لكافة النظم الفرعية داخل المنظمة . تتلقىهذه القاعدة البياناتمن سلسلة من التطبيقات التي تمثل وظائف المنظمة المتعددة، كماأنها تغذي هذهالتطبيقات بالبيانات الضرورية لمساندة كل أنشطة المنظمة الموزعة بينوظائف ووحداتالمنظمة المختلفة، مما يجعل المعلومات تنساب دون عوائق في المنظمةبأكملها.حيث أنإدخال بيانات جديدة إلى النظام يؤدي إلى تحديث كل البيانات ذاتالعلاقة المخزنة فيملفات قاعدة البيانات. هذا النوع من الأنظمة أصبح حقيقة (انظرنظام Sap’s R/3 المطورمن قبل شركة SAP الألمانية لمحة عن هذا النظام موجودة في Davenport , 1998 , 122 تفاصيل أكثر في Scheer , 1988 أما التفاصيل الشاملة فهيمتاحة في SAP , 1985, 1986 ).
تحدد خصوصية كل نظام معلوماتفرعي على قاعدةالبيانات من خلال تعيين المقاطع (Views ) التي تهم النظام الفرعي منقاعدة البياناتالعامة والموحدة- Abc تطبيقها واثرها علىتقليص التكاليف
- تقوم على إستبعاد الأنشطه والمهام منعدمة الأهميه بالتالي توفر منالتكاليف
- تقوم على التحميل على أساس عادل ويتسم بالدقه مما يعكسالتكاليف الإنتاجيه والخدميه ( الصناعيه ) بدقه مما يؤثر على قرارات تسعير المنتجات وسياسات التسويق وبالتالي علىتحقيق إيرادات أعلى مما لو تم تحميلالتكاليف على أساس خطأ وتمتسعير المنتجات بالخطأ وتتحمل الشركات خسائر وتكاليف لا طائل منها
- التحميل على أساس الأنشطه يعتبر أفضل أنظمةالتكاليف في مراقبة الأنشطهوحصر تكاليفها وتقسيم المنشأت إلى مراكز إنتاج ومراكز خدمات فتسهل الرقابة وتقلصالتكاليف سواء ت التالف والهدرفي الوقت ( ت الأجور ) أو في الخامات ( التكاليف الصناعيه ) أوالرقابة على ت الخدمات ( التكاليف الإضافيه )
- يتلافي عيوب الأنظمة الأخرى سواء النظم التقليديه والنظمالمعياريه التي ثبت فشلها في التحميل العادل للتكاليف